موسكو: العدوان الصهيوني يزيد من حدّة التوتر.. وأنقرة لن تستأنف العملية العسكرية شمالي سورية
أكدت روسيا أن العدوان الصهيوني على الأراضي السورية يزيد من حدّة التوتر في المنطقة ويعرقل جهود حل الأزمة في سورية داعية إلى احترام سيادة ووحدة أراضيها.
وأشارت الخارجية الروسية في بيان أمس، إلى أن الاعتداءات الصهيونية على الأراضي السورية «تثير قلقاً بالغاً جداً ورفضاً لدى موسكو»، مشددة على أنه من فائق الأهمية احترام سيادة ووحدة أراضي الجمهورية السورية وباقي الدول في المنطقة.
ولفت البيان إلى أن «تصرّفات «إسرائيل» الحالية تزيد من حدة التوتر وتتناقض مع الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في سورية والتسوية السياسية فيها».
وكان الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أدان في وقت سابق أمس العدوان الصهيوني، وقال في تصريحات للصحافيين إن «قصف أراضي دولة ذات سيادة يتناقض بالكامل مع القانون الدولي ويُفضي إلى تصعيد التوتر»، مؤكداً أن هذا العمل خاطئ.
وأشار بوغدانوف إلى أن الخارجية الروسية تقوم باستيضاح جميع ملابسات هذا العمل وهي على اتصال بالأطراف المعنية بهذه المسألة.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن تركيا لن تستأنف العملية العسكرية «نبع السلام»، في شمال سورية.
وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحافي، عقده أمس، أن السفير الروسي في أنقرة تواصَلَ مع المسؤولين الأتراك لتوضيح الأنباء التي تحدثت عن إمكانية استئناف العملية العسكرية التركية في سورية، وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن الأتراك أكدوا للدبلوماسي الروسي أن هناك سوء فهم، مشدّدين على أن أنقرة لا تشكك في العمل الذي تقوم به روسيا في سورية.
وتأتي تصريحات لافروف تعليقاً على تقارير إعلامية، قالت في وقت سابق إن تركيا تعتبر أن الولايات المتحدة وروسيا لم تتخذا الإجراءات الضرورية لتسوية التوتر شمال شرق سورية، وهددت بتنفيذ عملية عسكرية جديدة في المنطقة حال عدم إخلائها من «الإرهابيين».
ميدانياً، استشهد مدنيان وأُصيب عدد آخر بينهم أطفال ونساء في ضاحية قدسيا وبلدة سعسع بشظايا الصواريخ العدو الصهيوني التي استهدفت محيط العاصمة السورية دمشق.
أفادت وكالة الأنباء السورية سانا بأن الدفاعات الجوية للجيش السوري أسقطت أهدافاً معادية عدة في سماء ريف دمشق الجنوبي خلال تصدّيها لهجوم مكثف جاء من اتجاهي الجولان المحتل ومرجعيون اللبنانية.
ونقلت عن مصدر عسكري قوله إن الطيران الحربي الصهيوني استهدف محيط مدينة دمشق بعدد من الصواريخ، وتمكن الدفاع الجوي السوري من اعتراض الصواريخ المعادية وتدمير معظمها قبل الوصول إلى أهدافها.
وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إن أصوات انفجارات قوية سُمعت في كل أنحاء دمشق، ورأى السكان مضادات الصواريخ في سماء المدينة.
وكان العدو الصهيوني زعم في بيانٍ له أن إطلاق الصواريخ جاء رداً على إطلاق صواريخ إيرانية من سورية بحسب زعمه، مشيراً الى أن الطائرات الاسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية لفيلق القدس الإيراني والقوات المسلحة السورية، بحسب تعبير البيان الصهيوني.
من جهة أخرى، تمكّن الجيش السوري من الدخول إلى قرية المشيرفة، بعد معارك عنيفة دارت بين الجيش ومسلحي جبهة النصرة، وفصائل أجناد القوقاز المقرّبة منها.
وأكد الإعلام الحربي، أن سلاح الجوّ يعمل على استهداف مراكز تجمّعات وتحصينات التنظيمات الإرهابية في عمق ريف ادلب الجنوبي الشرقي، وسط تمهيد جوي روسي سوري كثيف باتجاه المشيرفة.
بالتوازي، أوضحت المصادر أن البلدة تُعدّ أحد أهم معاقل الإرهابيين، وكانت تستخدمها المجموعات المسلحة منطلقاً لتنفيذ هجماتها الصاروخية باتجاه البلدات المحررة ومواقع الجيش السوري في المنطقة. كما أنها شكلّت مركزاً لخطوط الإمداد القادمة من مدينة معرة النعمان.
وفي إطار الحملة التي بدأ الجيش السوري بشنها على المحور الجنوبيّ الشرقيّ لمحافظة إدلب آخر معاقل تنظيم «جبهة النصرة» وحلفائه في شمال غرب سورية، تمكّنت وحدات الجيش من السيطرة على قرية لويبدة شمال بلدة أبو دالي بعد اشتباكات دارت بينها وبين إرهابيي التنظيم وحلفائهم من أجناد القوقاز.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة «سانا» السورية الرسمية بمقتل عدد من أفراد القوات المتحالفة مع الجيش التركي بانفجار سيارة مفخخة بريف مدينة رأس العين في محافظة الحسكة شمال شرق سورية.
وأضافت «سانا» أن الانفجار استهدف عناصر من القوات المتحالفة مع الجيش التركي في حاجز لهم بقرية كوع شلاح في ريف رأس العين، مشيرة إلى أن الحادث أسفر أيضاً عن سقوط جرحى تمّ نقلهم إلى تركيا.
ودخل الجيش التركي وحلفاؤه من الفصائل المسلّحة المعارضة للسلطات في دمشق والمنضوية تحت لواء تنظيم «الجيش الوطني السوري» إلى مدينة رأس العين، يوم 20 أكتوبر الماضي، بعد انسحاب عناصر «قوات سورية الديمقراطية» منها.
وبسطت تركيا، منذ إطلاقها، يوم 9 أكتوبر، عملية «نبع السلام» العسكرية شمال شرق سورية ضد «وحدات حماية الشعب»، التي تعتبرها إرهابية، بسطت السيطرة على منطقة عمقها 30 كيلومتراً على الحدود بين البلدين، ومنذ ذلك الحين، تعرّضت التشكيلات المسلحة المتحالفة مع الجيش التركي لعدد من الهجمات بواسطة سيارات مفخخة وعبوات ناسفة حمّلت أنقرة المقاتلين الأكراد المسؤولية عنها.