لافروف يحذّر مكتب بيدرسن من التدخل في عمل «الدستورية السورية»
حذّر وزير الخارجية الروسي مكتب المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن من مغبة التدخل في عمل اللجنة الدستورية السورية، مشدداً على ضرورة تحقيق التوازن الجغرافي في كادر موظفي هذا المكتب.
وقال سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النيبالي براديب غيافالي في موسكو أمس: «خطر التدخلات الخارجية وفرض حلول من الخارج على السوريين موجود، وعلى زملائنا في الأمم المتحدة، بمن فيهم الأمين العام ومبعوثه الخاص إلى سورية غير بيدرسن إيقاف المحاولات من هذا النوع بكل حزم».
وأضاف لافروف أنه لا يستبعد عقد لقاء مع بيدرسن قبل نهاية العام الحالي، وقال إنه في حال حدوث هذا اللقاء، فإنه سيؤكد للمبعوث الأممي خلاله على ضرورة أن يلتزم بالتفويض الممنوح له، ويضمن احترام كل الأطراف من دون استثناء، لمبدأ توصل السوريين بأنفسهم إلى اتفاقات وعدم السماح بأي محاولات للتدخل في هذه العملية». وتابع: «وبخاصة لا يجب أن تصدر محاولات تدخل كهذه من مكتب الممثل الخاص للأمم المتحدة نفسه»، مشدداً على أهمية «تحقيق التوازن في كادر موظفي مكتب المبعوث الأممي، والذي يجب أن يعتمد مبدأ التمثيل الجغرافي العادل المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة».
ونبّه لافروف بأن هناك كثيرين «يريدون للدستورية السورية أن تفشل»، ليتخذوا من ذلك تبريراً لتحركاتهم المشبوهة، بما في ذلك ربما «تصعيد التدخل بالقوة» في شؤون سورية بهدف تغيير النظام.
وكانت اللجنة المصغرة لصياغة الدستور السوري قد فشلت أمس في عقد اجتماعها، وغادر وفد الحكومة السورية مقرّ الأمم المتحدة بعد تعذر التوافق على أجندة عمل موحّدة.
ونقل عن مصدر مقرّب من الوفد الحكومي، أن الوفد كان قد اقترح جدول أعمال لمناقشات اللجنة تحت عنوان «ركائز وطنية تهم الشعب السوري» تتضمن مجموعة بنود وطنية للاتفاق عليها كأساس لعمل اللجنة ككل.
وكان الرئيس المشترك للجنة الدستورية السورية عما يسمى بـ «المعارضة»، هادي البحرة، قد صرح في الـ5 من نوفمبر بأن الجلسة الأولى للهيئة المصغرة المعنية بكتابة مسودة الدستور، توافقت على وضع آليات عملها.
من جانبه قال مصدر في المعارضة، إن وفدها طرح البدء بمناقشة مقدمة الدستور السوري والمبادئ الأساسية. وأضاف أن «ما حصل اليوم هو لقاءات بين المبعوث الأممي ورئيسي الوفدين الحكومي والمعارض، وتمت هذه الاجتماعات بشكل منفصل بين بيدرسن وأحمد الكزبري رئيس الوفد الحكومي، ومن ثم بين بيدرسن وهادي البحرة رئيس الوفد المعارض ، والخلافات على تبني أجندة عمل مشتركة حالت دون عقد اجتماع اللجنة المصغرة».
وكانت انطلقت في جنيف أمس، الجولة الثانية من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية بصيغتها «المصغرة»، حيث يشارك فيها 15 ممثلاً عن كل من الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، وذلك بعد الجلسة الأولى التي عقدتها اللجنة بكامل قوامها في جنيف في 30 أكتوبر الماضي.
جدير بالذكر أن المبعوث الأممي، غير بيدرسن، وبحضور ممثلين عن المعارضة والحكومة السورية ومنظمات المجتمع المدني في جنيف، أطلق عمل اللجنة الموسعة المؤلفة من 150 عضواً بواقع 50 عضواً لكل من المجموعات الثلاث.
وفي السياق، أعلن ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن اجتماع صيغة أستانا الذي كان مقرراً في نهاية أكتوبر تأجل على خلفية اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في جنيف.
وقال بوغدانوف إن بعض المشاركين في صيغة أستانا هم أعضاء في اللجنة الدستورية من جانبي الحكومة والمعارضة السوريتين.
يذكر أن الاجتماع كان مقرراً في نهاية شهر أكتوبر الماضي، لكن تم تأجيله، وكان وزير خارجية كازاخستان مختار تليوبردي أكد أن اللقاء في نور سلطان سيعقد في 10 11 ديسمبر.
ميدانياً، أعرب بوغدانوف عن ثقة موسكو بأن الإسراع في انضمام «قوات سورية الديمقراطية» العاجل للجيش السوري، سيكون مفيداً للجميع.
وردا على سؤال صحافي عن الموعد المحتمل لذلك، قال بوغدانوف: «كلما كان أسرع، كان أحسن وللجميع».
وفي وقت سابق، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين عن استعداد موسكو للمساعدة في إنجاح المفاوضات بين الأكراد ودمشق حول انضمام «قسد» إلى القوات الحكومية.
وفي خضم العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال التركي مع عملائها وميليشياتها الارهابية في شمال شرقي سورية الشهر الماضي، دعت وزارة الدفاع السورية مقاتلي «قسد» إلى الانخراط في الجيش السوري لمواجهة العدوان التركي.
من جهتها، أبدت القيادات الكردية استعداد «قسد» للانضمام إلى الجيش، شرط الحفاظ على «خصوصيتها» واستقلاليتها العسكرية كمؤسسة، لا على شكل أفراد وأشخاص وقيادات.
الى ذلك، تتابع وحدات من الجيش السوري تقدّمها على محور ريف إدلب الجنوبي الشرقي، لتسيطر في الساعات الأولى من فجر أمس، على بلدة «الزرزور»، وذلك بعد ساعات قليلة من سيطرتها على بلدة أم «الخلاخيل».
فقد تمكنت وحدات الجيش السوري من السيطرة على «الزرزور» إلى الغرب من بلدة أم الخلاخيل إلى الشرق بنحو 20 كيلومتراً من مدينة معرة النعمان التي يمر فيها الطريق الدولي حلب – حماة .
وأشار مصدر، إلى أن معارك عنيفة خاضها جنود الجيش السوري في بلدة ومزارع «الزرزور» مع إرهابيي تنظيمي «أجناد القوقاز» و»جبهة النصرة»، وأفضت إلى سيطرتهم عليها.
وكشف مصدر، عن أن الطيران الحربي السوري الروسي المشترك يستهدف بشكل مكثف خطوط الإمداد الخلفية للمجموعات الإرهابية في المنطقة، تزامناً مع رمايات صاروخية ومدفعية ثقيلة من قبل وحدات الجيش باتجاه تحركات المسلحين.
وفي سياق ميداني متصل، تشهد جبهة ريف اللاذقية الشمالية الشرقية خروقات يومية تقوم بها المجموعات الارهابية في «الحزب الإسلامي التركستاني» وحليفه «جبهة النصرة» الإرهابي، عبر الأسلحة النارية المتوسطة والموجهة، التي تطال مواقع القوات السورية وحركة الجنود عند القرى والتلال المتاخمة للحدود السورية التركية.
مصدر عسكري قال، إن عدداً من قذائف الهاون سقط الأحد قرب مواقع الجيش السوري في محيط قلعتي شلف وطوبال ، ما استدعى رداً نارياً فورياً على مواقع «النصرة» و»التركستاني» في تلال «كباني»، التي تعد نقاط خرق متقدّمة.
وأضاف المصدر أن طائرات حربية روسية وسورية حلقت في سماء المنطقة، ونفذت سلسلة استهدافات مركزة وصلت بعض نيرانها حتى عمق ريف إدلب، وذلك بعد تلقي معلومات دقيقة من وحدات الرصد عن أماكن الخرق وطرق الإمداد، موضحاً أن الضربات الجوية ذات الطابع الردعي تساعد في ضبط الجبهة وتبدّد سعي المجموعات المسلحة لإقامة نقاط ارتكاز آمنة لشن هجمات واسعة، وخاصة مع نشاطهم الميداني المتصاعد مؤخراً، واستمرار محاولاتهم اليائسة بتسيير طائرات «درون» مفخّخة نحو محيط قاعدة «حميميم».
وأشار المصدر إلى أن الغارات الجوية حققت إصابات دقيقة عند تلال كباني في ريف اللاذقية، كما دمّرت مقار وغرف عمليات في عمق ريف إدلب في كل من جسر الشغور والريحانية والناجية.