عبد المهدي: نحن في حالة دفاع عن النظام ونقر بوقوع أخطاء
قال رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي، أمس، تعليقاً على وقوع ضحايا في الاحتجاجات التي يشهدها العراق، إن بغداد في حالة دفاع عن النظام.
وأوضح عبد المهدي خلال كلمة في مجلس الوزراء أن «الدولة حتى الآن في حالة دفاع، وأن ما يجري في العراق فتنة كبيرة». وأضاف «نقرّ بوقوع أخطاء في ملف حقوق الإنسان، لكن هناك اعتداء وقع على النظام وواجبنا حمايته».
وتابع قائلاً إن «الدولة لا يمكن أن تقف مكتوفة أمام ما يحدث من حالات اعتداء وإلا سينهار النظام»، مبيناً أن «الدولة تواجه ضغطاً شديداً وواجبنا هو حماية النظام العام والمواطنين على حد سواء».
وأكد أنهم «مصمّمون على أن يفرض القانون نفسه، وأن يأخذ مجراه ضد التظاهر غير السلمي»، مشيراً إلى أن «مفوضية حقوق الإنسان العراقية في الأمم المتحدة سلمت حكومته تقريراً عن الأحداث التي رافقت التظاهرات».
وأفاد عبد المهدي بأنهم شرعوا بتشكيل قوات حفظ القانون، وتمّ دعمها بالتجهيزات الخاصة بها.
وأكد في سياق حديثه أن «القضاء أطلق سراح 2500 موقوف، وأن المتبقين 240 فقط»، موضحاً أن «هناك حراكاً في الحكومة والبرلمان لتصحيح العديد من المسارات السياسية».
وفي السياق، أكد رئيس الوزراء العراقي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أهمية فرض النظام في العراق في ظل الاحتجاجات الدائرة ضد الحكومة، فضلاً عن أهمية تعاون البلدين في مكافحة الإرهاب.
وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي أن الأخير تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس التركي، أمس، أعرب فيه أردوغان عن «دعمه لجهود الحكومة في الاستجابة لمطالب المتظاهرين».
وأشاد أردوغان بـ «الحكمة والصبر في أسلوب الحكومة في التعامل مع هذه الأحداث»، مؤكداً «أهمية فرض النظام والقانون والاستماع لمطالب الشعب العراقي».
من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقي «اعتزازه بالعلاقات مع تركيا، وبالرغبة المشتركة لتطويرها، وأهمية التعاون المشترك لتحقيق الاستقرار ومواجهة الإرهاب».
ويشهد العراق منذ مطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، احتجاجات واسعة للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية ومحاربة الفساد وإقالة الحكومة وحلّ البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة، وقتل ما لا يقل عن 350 شخصاً منذ بدء أكبر موجة احتجاجات تشهدها البلاد منذ سقوط صدام حسين عام 2003.
على صعيد الحراك الشعبي، استشهد أربعة متظاهرين وأصيب عشرات آخرون جراء اشتباكات بين محتجين والشرطة في جسر الأحرار ومنطقة السنك في العاصمة العراقية بغداد، حسبما نقل مصدر عن ناشطين، أمس.
وأورد الناشطون في الحراك الاحتجاجي، أن الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن أسفرت أيضاً عن حالات اختناق كثيرة نتيجة إطلاق الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
ونقل عن مصادر أمنية وطبية محلية أن متظاهرين استشهدا بالرصاص الحي عند جرس الأحرار في بغداد، وسط احتجاجات متواصلة في العاصمة العراقية.
وتجدّدت الاحتجاجات، أمس، في محافظات البصرة وذي قار والمثنى والديوانية العراقية، تزامناً مع استمرار الاعتصامات في النجف وبابل وكربلاء.
وفي السياق، قالت شبكة «رووداو» نقلاً عن مصدر أمني إن أحد وجهاء العشائر قتل مساء الثلاثاء على يد مسلحين مجهولين في محافظة البصرة، أقصى جنوبي العراق.
وصرّح الملازم أول بشرطة البصرة غانم السعيد بأن «مسلّحين يستقلان دراجة نارية، أطلقا النار على الشيخ حيدر عبد الأمير المالكي، في قضاء الخصيب، جنوب مدينة البصرة».
وأضاف أن «المالكي، وهو أحد وجهاء عشائر بني مالك، لقي حتفه على الفور»، مشيراً إلى أن قوات الأمن طوّقت مكان الحادث بعد فرار الجناة، وفتحت تحقيقاً بالواقعة».
وأشار السعيد إلى أنه لم يتضح على الفور، فيما إذا كان الحادث متعلقاً بالاحتجاجات في البصرة ومحافظات أخرى.