زيارة مورفي وابتزاز فيلتمان للبنان
شوقي عواضة
على وقع التوترات التي تشهدها الساحة اللبنانية وصل إلى بيروت عضو مجلس الشيوخ الأميركي وعضو اللجنة الفرعية للشرق الأدنى وجنوب آسيا وآسيا الوسطى لمكافحة الإرهاب السيناتور كريس مورفي آتياً من المنامة التي شارك فيها بمؤتمر حوار البحرين إلى جانب وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسات في أميركا جون سي رود ووفد أميركي.
زيارة مورفي الواضحة تأتي تحت عنوان بحث موضوع المساعدات العسكرية الأميركية للجيش اللبناني كاشفاً عن وجود طلب أميركي من الجيش اللبناني منذ ستة أشهر لمواجهة حزب الله والتصادم معه. طلب أميركي جاء في ظلّ الحصار الذي فرضته الإدارة الأميركية على لبنان في إطار الضغط على المقاومة ومحورها في المنطقة، الأمر الذي جعل الأميركيين يعملون على استغلال الظروف الراهنة في ظلّ الحراك المدني والمطلبي الحقيقي للشعب الذي عبّر عن رفضه للتدخل الأميركي في الشؤون اللبنانية من خلال التظاهر أمام السفارة الأميركية الأحد الماضي في عوكر يأتي القرار الأميركي بتسعير الحراك المنقسم بين المطالب الحقيقية للشعب وبين من يرفعون أولويات مطالبهم بإسقاط سلاح المقاومة في عملية استغلال لحركة الشارع وتجييرها لصالح الإدارة الأميركية وممارسة المزيد من الضغوط على الشعب وعلى محور المقاومة التي لم تستخدم لغاية الآن أية ورقة من أوراق القوة التي تمتلكها. بل إنّ المقاومة تحرص على عدم الانجرار إلى الشارع أو إلى أية مواجهة أو حرب لن يدفع ثمنها إلا لبنان واللبنانيين.
لكن للأسف مع وجود وتوفر أدوات المشروع بدأت تلوح في الأفق مرحلة جديدة من مراحل التصعيد برزت من خلال ما شهدته بعض المناطق اللبنانية من استنفار سري للقوات اللبنانية وتيار المستقبل وبعض القوى السلفية عدا عن العودة إلى المترسة المذهبية والطائفية في ظلّ إعاقة عملية تشكيل الحكومة والتسويف في عملية الإصلاح ورفض أيّ حلّ من الحلول إلا وفقاً لما تمليه الإدارة الأميركية على حلفائها في لبنان.
وبالعودة إلى زيارة مورفي التي أتت بعد إعلان فيلتمان عن رؤيته للأوضاع في لبنان في الأمم المتحدة واستناده إلى شهادات مجنّدات أيقونات الشاباك من حنين غدار ورولا حمادة ومنى يعقوبيان في مشروع يشبه مشروع الغزو الأميركي للعراق حيث تشويه الحقائق والاعتماد على تقارير يصنعها عبيد الإدارة الأميركية الذين ما يئسوا من التصويب على سلاح المقاومة رغم فشلهم الذريع في العديد من المحاولات، وما زيارة مورفي إلى بيروت إلا عملية ابتزاز للبنان وتحريض لإشعال فتيل الحرب والفتنة التي يقودها فيلتمان التي بدت أكثر وضوحاً الأحد الماضي حين أتى الردّ الأميركي على سفارة عوكر بإقفال الطرقات في أغلب المناطق اللبنانية وتصعيد الأجواء بعدما أدرك المطالبون بنزع سلاح المقاومة إفلاسهم واستحالة تحقيق مطلبهم بسحب السلاح حتى لو جاءت أميركا بجيوشها ولن تفعل ذلك لأنّ أميركا التي لم تخض حرباً عن حلفائها السعوديين والإماراتيين لن تخوض حرباً عن أذناب صغيرة وفطريات فشلت في تحقيق أيّ إنجاز لها. والإدارة الأميركية تدرك ذلك والأيام الآتية ستنبئنا بصدق ما نقول.