العهد والنجمة يخوضان مواجهة «فضّ الشراكة»
حسن الخنسا
تنطلق الجولة العاشرة من الدوري اللبناني لكرة القدم اليوم بمباراتين، إذ يلتقي الشباب الغازية مع الأنصار والصفاء مع النبي شيت، وتستكمل المرحلة يوم غدٍ بلقائين بين السلام زغرتا والتضامن صور من جهة وشباب الساحل والراسينغ من جهة ثانية، وتختتم الأحد المقبل بلقائين يجمع الأول بين طرابلس والأخاء الأهلي عاليه. فيما تخطف مباراة القمّة بين العهد المتصدر ووصيفه النجمة حامل اللقب على ملعب صيدا البلدي، أنظار الجماهير باعتبارها لقاء «فضّ الشراكة» بين جبابرة المستديرة الساحرة.
ويضم فريقا المدربين ثيو بوكير ومحمود حمود أبرز اللاعبين في لبنان على المستوى الفردي، ما يجعل المواجهة تمتلك المعطيات الكفيلة بتحويلها لـ«مباراة الموسم» بامتياز، هذا عدا عن أهمية النتيجة في تحديد مسار ومصير الفريقين في الدوري.
وتشهد الساحة الكروية اللبنانية حالة ترقب واستعداد للمواجهة المنتظرة التي تشغل شريحة كبيرة من اللبنانيين حتى هذه اللحظة، كما بدأ سيل التجاذبات غير المبررة من قبل الجماهير، على رغم أن المباراة ليست نهائي كأس أو آخر المواجهات، وهذا ليس تقليلاً من شأنها، بل لأن ما يحصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي من مشادات ومشاحنات لا ينمّ عن أخلاق رياضية أبداً. ففي كل مكان يأخذ الحديث عن المباراة الحيز الأكبر، بموازاة حملة إعلانية وإعلامية مكثفة تنبئ بحضور جماهيري سيكون الأضخم في الدوري الللبناني هذا الموسم.
في كل الأحوال، سيشهد المستطيل الأخضر لقاءً مشتعلاً بين نجوم الفريقين، ويسعى حمود مدرب العهد إلى الإمساك بسي الشيخ وعدم ترك المساحات له للتحرّك، وقطع الهواء عن لاسينا سورو عبر تعطيل تحركات مايسترو الفريق عباس عطوي، ومن دون شكّ ستعطى المهمة لهيثم فاعور لإبطال فعالية اللاعبين، عبر قطع الكرات والحدّ من قدرتيهما الهجومية. من جهته سيحاول بوكير إمساك مفاتيح اللعب العهداوية، وأبرزها المناور والمتألق النجم التونسي إيهاب المساكني، صاحب الفضل الأكبر بالفوزين الأخيرين على النبي شيت والصفاء، وسيسعى الثعلب الألماني إلى منع ريميه مهاجم الفريق الأصفر من التحرّك، وإغلاق المساحات أمامه، فالفريق القادر على تعطيل خطورة تلك الأسماء سيكون له الحظ الأوفر في الفوز.
من جانب آخر، ستشهد المباراة حشداً جماهيرياً كبيراً، إذ إن رابطتي جمهور الفريقين، دعتا إلى تكثيف الحضور والزحف نحو بوابة الجنوب صيدا. وتحفل هذه المباراة بالذكريات، فبوكير يعود مرة أخرى لمواجهة النادي الذي دربه وحقق معه البطولات، بينما سيتعرض حارس مرمى نادي العهد محمد حمود، لضغط من قبل الجماهير، بعد أن حمى عرين النادي النبيذي في الموسم المنصرم، قبل أن يعود بطريقة دراماتيكية إلى ناديه الأسبق. وفي حال فوز العهد فسيغرد وحيداً في صدارة الترتيب بفارق خمس نقاط عن خصمه المباشر النجمة، بينما سيسرق الأخير الصدارة في حال انتزاعه نقاط المباراة.
من أجل أن يعود النبيذي بالنقاط الثلاث، يتحتّم على الثعلب الألماني ثيو بوكير تفعيل هجومه الذي عانى من مشاكل عدة أخيراً، فمزاجية الهداف الإيفواري لاسينا سورو جعلت الفريق في مأزق حقيقي هجومياً، ما أدى إلى إهدار النقاط. ويتوقّع إشراك المهاجم العائد من الإصابة حسن المحمد، بعد تألقه في المباراة الودية التي خاضها بطل لبنان أول من أمس على ملعبه ضد الخيول درجة ثانية استعداداً للمواجهة المرتقبة، وفاز بها بخماسية نظيفة، اقتنص منها المحمد هدفين، في حين سجل كلاوديو معلوف وجوزف لحود وحسن القاضي، الأهداف الـ3 الأخرى. والثلاثة هم بدورهم مهاجمون قادرون على اللعب كأساسيين في أية دقيقة من المباراة المرتقبة.
ويملك النجمة عناصر قادرة على تعويض أي تراخ هجومي في حال وجوده، وصنع الفارق في أية لحظة من اللقاء، بوجود «ثلاثي الرعب» المؤلف من قائد الفريق عباس عطوي والجناحين المهاريين خالد تكه جي وسي الشيخ.
في المقابل، يعوّل رجال محمد حمود على تألق هدافهم الإيفواري ريمي أديكو صاحب 8 أهداف، وثاني الهدافين بعد الغاني مايكل هيليغبي 12 هدفاً ، والتونسي إيهاب المساكني، الذي سجل 6 أهداف حتى الآن. واللاعبان أثبتا أنهما من ألمع الأجانب في الدوري اللبناني هذا الموسم. أما ما يخشاه المدرب المخضرم فهو فقدان التركيز لدى لاعبيه في المباريات الحساسة، على غرار معاناتهم مع الأنصار صفر 2 وشباب الساحل 1 1 والراسينغ إذ فازوا بصعوبة بهدفٍ نظيف.
ويفتقد العهد إلى عنصر مهم هو قائده وصانع ألعابه عباس عطوي الموقوف اتحادياً. وهو لاعب يصعب تعويضه، بالنظر إلى خبرته الواسعة، ومهاراته وقدرته على صنع الفارق خصوصاً في مباريات من هذا النوع.
ويملك العهداويون أقوى هجوم بـ21 هدفاً سجلها لاعبوه في 9 مباريات، كما يملك أفضل دفاع بثلاثة أهداف هزت شباكه فقط حتى الآن. أما النجمة، فسجل لاعبوه 13 هدفاً، فيما دفاعه هو ثاني أقوى الخطوط الدفاعية بعد المتصدر بـ6 إصابات استقبلتها شباكه بعد الجولة التاسعة.
كذلك تعرض كل من الفريقين لخسارة واحدة فقط في الدوري حتى الآن، إذ سقط النجمة في الجولة الأولى أمام الصفاء، فيما خسر العهد أمام الأنصار في الجولة الرابعة.
حمود: نسعى إلى الفوز
وأكد حمود في لقاءٍ صحافي جاهزية فريقه لمواجهة النجمة، وقال: «نحن نعرف ماذا نريد من المباراة وسنعمل على حصد النقاط الثلاث والحفاظ على الصدارة»، معتبراً غياب عباس عطوي «أونيكا» الموقوف اتحادياً مؤثر خصوصاً بعد أن تطوّر مستواه خصوصاً على صعيد الالتحامات الثنائية إلا أن البديل جاهز وبالمستوى المطلوب رافضاً الكشف عنه.
وأبدى حمود رضاه على مستوى اللاعبين الأجانب، مؤكداً أن لا نية له لاستبدال أي منهم مجدداً وتوقع أن يكون ريمي هداف للدوري. وألمح حمود إلى احتمال مشاركة أحمد زريق وخليل خميس وحسن ضاهر في حال سمح الجهاز الطبي بذلك خلال اللقاء أمام القلعة النبيذية، مبدياً ثقته بجميع اللاعبين.
وأمل حمود مواكبة حاشدة من الجمهور، متمنياً أن يكون التشجيع راقياً وحضارياً. وعبر عن محبته واحترامه لجمهور النجمة الذي هو فاكهة الملاعب.
واعتبر أن المنافسة قوية على الدوري بين فرق عدة خصوصاً النجمة والأنصار والصفاء، مستبعداً حسم اللقب مبكراً.
ترتيبات مكثفة بين الفريقين
تتواصل الترتيبات التنظيمية والأمنية المكثفة لقمة الدوري اللبناني، وتوجّت هذه الاجتماعات أمس بلقاء بين إدارتي الناديين برئاسة محمد أمين الداعوق وتميم سليمان في قاعة ملعب النجمة في المنارة.
ورأى الناديان في بيان مشترك أن المباراة تكرّس «العلاقة المتينة بين الناديين على كل الصعد، ما يعني أن اللقاء ينبغي أن يكون حضارياً بكل ما للكلمة من معنى، ليساهم في رفع الكثير من المآسي والويلات عن كاهل اللبنانيين وليكون يوماً مشهوداً».
وأكد الناديان ضرورة التعامل مع المباراة على أنها مناسبة وطنية لها دلالاتها الرياضية، بعيداً من كل الأمور التي يمكن أن تعكر صفاءها ورونقها وتنال من المبادئ والقيم السامية التي يتمسّك بها الناديان. كما أكدا العلاقة المتينة التي تربطهما ورفضا بشكلٍ قاطع كل عمل قد يؤدي إلى إفساد اللقاء، كائناً من كان الفائز فيه.
اختتام مرحلة الذهاب
حسين غازي
لقاء الافتتاح سيكون منتظراً أيضاً، إذ يستضيف الغازية المنتشي بفوزه الأخير على الصفاء 4-3، نادي الأنصار الذي بدوره حقق فوزاً مذهلاً على الساحل، بعد أن قلب تأخره بهدفين وعاد ليفوز 3-2.
وتحمل هذه المباراة في طياتها، مواجهة مدرب الغازية مالك حسون، فريقه الأنصار، الذي قضى معه أجمل اللحظات. أما القلعة الخضراء، فعينها على النقاط الثلاث، لاستغلال ما سيحدث في مباراة القمة، إذ يبعد الأنصار نقطة واحدة عن النجمة الثاني، وثلاث نقاط عن العهد المتصدر. بدوره سيحاول الغازية تفجير مفاجأة جديدة، والخروج قدر الإمكان من دائرة الهبوط.
الصفاء النبي شيت
تقام مباراة الجريحين، الصفاء والنبي شيت على ملعب صيدا، إذ يسعى كلاهما للفوز والخروج من نفق الانتقادات والنتائج السلبية. وتجرّع الأول مرارة الهزيمة في الجولة الماضية، أما الثاني فقد لقّن درساً من العهد بخسارة قاسية، أُلحق بإقالة الكابتن موسى حجيج، ما أدخل النادي في تخبطات قد لا تحمد عقباها، في حال لم يتمكن الفريق من إيقاف شلال هدر النقاط.
السلام زغرتا التضامن صور
يدخل صاحب المركز التاسع نادي السلام زغرتا لقاءه على ملعب المرداشية، أمام التضامن صور المنتفض والساعي لتعويض ما فاته منذ بداية الدوري. فالسلام تعرض لانتكاسة خطيرة، بعد تعادله 3 مرات وخسارته مرتين في آخر خمسة لقاءات، ما يضع حملاً كبيراً على الفريق والمدرب لتحسين الأوضاع.
من جهة أخرى، سيحاول سفير الجنوب متابعة طريق التألق، بعد تحقيقه فوزين متتالين، جعلاه يترك مؤخرة الترتيب، وسيعتمد التضامن في اللقاء على المهاجم السريع والهداف كونان.
شباب الساحل الراسينغ
سيشهد ملعب بيروت البلدي، مواجهة بين فريقين، كانا في السنوات الأخيرة، يقدمان أداءً مميزاً طوال الموسم، لكن مرضاً أصاب فريقي الراسينغ والساحل. فالأول، خسر من طرابلس بنتيجة تاريخية وحاله تسوء بعد كل جولة، بينما لم يستفق الساحل حتى الآن. وستكون المباراة غاية في الأهمية، وسيسعى وسيم عبد الهادي مهاجم الساحل لاختراق دفاعات سندباد الكرة اللبنانية، الذي كان مهزوزاً في معظم اللقاءات، وفي ظل غياب مدافعه بريشيوس للطرد، بدوره سيسعى الراسينغ لوضع نهاية مسيرة النتائج السلبية.
طرابلس الأخاء الأهلي عاليه
يستضيف نادي طرابلس مفاجأة البطولة، صاحب المركز الأخير الأخاء، على ملعب الرئيس رشيد كرامي في طرابلس، وسيسعى النادي الأزرق للفوز مرة أخرى، وسيعتمد في ذلك على هداف الدوري وأفضل الأجانب الموجودين حالياً، مايكل كافوي، فالفوز سيقربه أكثر من المراكز الأولى، بدوره سيحاول مدرب النادي الجبلي حسين عفش في أول اختبار له مع الفريق، أن يحقق نتيجة إيجابية بانتظار تحسين الفريق وتدعيمه باللاعبين، قبل فترة الإياب.