قالت له

قالت له: هل تعلم أن الغزل الذي يردني من الأقوياء والنافذين يطرب الأذن بكلام كنت أتوقعه ممّن أحب؟ وأحب أن أشعر بدفء كلام الحب منه لا من الذين يعبرون جسر الحياة في صدفتي؟

ـ قال لها: هل تساءلت عن سرّ الاهتمام منهم ومنّي؟ وهل وضعت الجواب في ميزان أيّ منّا يمنحك القيمة الأعلى بمعيار إنسايتك؟ وهل وضعت في المقابل فرحك في الكفة الأخرى من الميزان؟ وعرفت كم تظلمين نفسك لمجرد قبول المقارنة؟

قالت: الأنثى تريد أن تطرب أذنها ولو أدركت أن الكلام ينافي عمق قيمة الإنسان فيها طالما لا تبيح لصاحب الكلام ما يرجوه فيبقى الكلام كلاماً. وبين كلام طيب وجفاف الكلام ترنو الأذن لطيب الكلام.

قال: تعالي نضع الأفعال في ميزان والأقوال في ميزان، ونضع في الكفة المقابلة صدق التعبير وعمق النوايا واحكمي.

قالت: أنت تهين جمالي إن قلت أنه لا يستحق الغزل، وتهين شخصيتي باتّهامي بقبول التمادي.

قال: وأنت تهينين الحب عندما تضعينه في ميزان مع عابر السبيل، وتهينين الإنسانية في نفسك عندما ترتضين أن تصيري تمثال شمع يرغب الرجال باقتنائه.

رنّ هاتفها ومضت تتبسم لمغازلة عابرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى