نظريان وشهيّب: الاتفاق على مشروع حلّ يحترم القانون ويبدّد هواجس المياومين الحايك: الفواتير ستصدر في الفترة المقبلة عن شهرين حداً أقصى
بعد حوالى أربعة أشهر على بدء تحرّكهم للمطالبة بحقوقهم العمالية، قام المياومون بتعليق اعتصامهم أمس، وفتح أبواب مداخل المبنى المركزي لمؤسسة كهرباء لبنان أمام وزيري الطاقة والمياه آرتور نظريان والزراعة أكرم شهيب، والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك. وعلى ما يبدو، تمكّن السياسيون من التوصل إلى إجماع حول مشروع حلّ، مبني على احترام القوانين ويلبّي هواجس المياومين، مشدّدين على أهمية مؤسسة الكهرباء، سيّما بالنسبة إلى المواطن الذي كان المتضرّر الأكبر. كما أجمعوا على ضرورة أن تكمل إدارة المؤسسة مسيرتها الإصلاحية في خدمة المواطنين.
وفي هذا السياق، أكّد الوزيران نظريان وشهيّب في مؤتمر صحافي مشترك أمس، عقد في وزارة الطاقة، «الاتفاق على مشروع حلّ مبني على احترام القوانين ويبدّد هواجس عمال غب الطلب والمياومين»، مشددين على أنّ «الهدف هو المواطن وأن تبقى مؤسسة الكهرباء جامعة لكل العاملين».
كلام الوزيرين جاء جلال زيارة شهيّب الوزير نظريان أمس، في مكتبه في الوزارة، في إطار حلّ مشكلة المياومين العالقة منذ أكثر من أربعة أشهر، وفي حضور المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، ومستشار الرئيس نبيه بري علي حمدان، ومستشار وزير الطاقة سيزار أبي خليل.
وأشار نظريان إثر الاجتماع إلى أنّه «تم الاتفاق على مشروع حلّ مبني على احترام القوانين والأنظمة المرعية الإجراء وحسن تنفيذها، بما يتماشى مع قرارات مجلس إدارة كهرباء لبنان ويبدّد هواجس عمال غب الطلب – المياومين وجباة الإكراء، وذلك بمبادرة ومسعى مشكور من النائب وليد جنبلاط، وبمباركة ودعم من الرئيسين بري وعون».
وأضاف: «وفي هذه المناسبة، نؤكد أهمية قيام مؤسسة كهرباء لبنان بمهماتها في خدمة المواطنين واستكمال مشاريعها الحيوية، وخصوصاً في هذه الظروف الصعبة، كما نؤكد رعاية الوزارة الكاملة للمؤسسة والعاملين فيها لتوفير أفضل الظروف لقيامهم بعملهم، والسهر على نجاح المبادرة والاتفاق الذي توصلت إليه اللجنة التي نخصّها بالشكر، ونخصّ الوزير الصديق أكرم شهيب بالشكر الجزيل على الجهود التي بذلها».
وشكر شهيّب بري وعون لدعم هذا الحل، كما شكر وزير الطاقة، والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان والمستشارين «وكلّ من ساهم في الوصول إلى هذا اليوم». وقال: «الهدف هو الكهرباء، هو المواطنون، والهدف هو أن تبقى المؤسسة جامعة لكلّ موظفيها والعاملين فيها. ونحن جميعاً تحت سقف القانون في لبنان. هناك قانون في مجلس النواب، وفي الوقت نفسه، هناك مجلس خدمة مدنية، ونحن نحترم القوانين، وإننا هنا من أجل أخذ بركة الوزارة والانتقال بعد أن يلبي المياومون وجباة الإكراء نداءنا، بعدما توصلنا إلى ورقة مشتركة للذهاب إلى المؤسسة والتلاقي في مكتب المدير العام للمؤسسة مع العمال والمياومين وجباة الإكراء لقراءة الورقة التي تم الاتفاق عليها جميعاً، أي النص المكتوب، حتى لا يكون هناك خطأ ما في المستقبل. ونأمل جميعاً بأن نصل يوماً ما إلى كهرباء 24/24 والمياه أيضاً، ويستقر الغذاء والوضع ويبقى لبنان كما نشتهيه جميعاً».
حايك
ثم انتقل الجميع إلى المبنى المركزي لمؤسسة كهرباء لبنان، حيث احتشد عدد كبير من الموظفين أمام المبنى، وكان في استقبالهم عمال غب الطلب وجباة الإكراء.
وعقد اجتماع في مكتب حايك، وكانت كلمة مقتضبة للوزير شهيب، تلتها كلمة للحايك شكر فيها رعاة الاتفاق وتمنى على «جميع السياسيين، كما كانوا إلى جانب مؤسسة كهرباء لبنان لحل هذا الموضوع في الفترة السابقة، أن يقفوا إلى جانبنا للتمكن من القيام بالخطوات الإصلاحية التي بدأناها للنهوض بقطاع الكهرباء على مستوى قطاعات المؤسسة كافة»، لافتاً إلى أنّ «هذا القطاع في حاجة إلى الكثير من العمل والتعب كي نصل إلى النتيجة المرجوة».
وأضاف: «إننا كإدارة قلنا منذ سنة، ومنذ بداية الاعتصام، وسنقولها في المستقبل: نحن تحت سقف القانون وتوجيهات مجلس الخدمة المدنية، ومستعدون للحوار والمناقشة في أي أمر ضمن هذا السقف، أما خارجه فيصبح خارج عن صلاحياتنا كإدارة، وذلك ماضياً وحاضراً ومستقبلاً».
وأضاف: «نيتنا تطبيق القانون 287 هي التي دفعتنا، وعلى رغم الظروف الصعبة ووجودنا في معمل الزوق بدلاً من المبنى المركزي، إلى تحضير جميع اللوائح وإرسالها إلى مجلس الخدمة المدنية ليباشر المباراة، وهذا يدل على نيتنا الجدية والصادقة تطبيق القانون والبدء بالتوظيف في أسرع وقت ضمن مندرجاته».
وتوجه الحايك بالشكر إلى «أعضاء مجلس الإدارة ومفوض الحكومة والمراقب المالي الذين لولا تضامنهم الكامل لما تمكنت المؤسسة من الصمود».
كما شكر «مديري المؤسسة فرداً فرداً وموظفيها الشرفاء الذين واصلوا القيام بواجباتهم خلال الظروف الصعبة في خدمة المواطنين، إضافة إلى العمال الموجودين في معامل الإنتاج ومحطات التحويل والإدارة المركزية الذين تحملوا معنا هذه الفترة الصعبة والذين لولاهم لما تمكنا من الاستمرار».
وشكر أيضاً «عمال غب الطلب وجباة الإكراء الذين واصلوا العمل خلال الفترة السابقة وأمنوا الخدمة اللازمة للمواطنين».
وتوجه إلى المواطنين «الذين كانوا الأكثر تضرراً من الأزمة سواء على مستوى الخدمات او جباية الفواتير، خصوصاً أنّ المؤسسة لم تصدر فواتير التوتر المنخفض منذ أربعة أشهر»، وطمأنهم إلى إنهم لن يضطروا الى دفع فواتير عن أربعة او خمسة أشهر، خصوصاً أننا على أبواب الأعياد المجيدة»، شارحاً أنّ الفواتير ستصدر في الفترة المقبلة عن شهرين حداً أقصى، ولكن فترة الجباية ستكون أقصر بقليل من المهل المعتادة من أجل تعويض فترة التراكم هذه».
ولفت إلى أنّ «تأثيرات الفترة السابقة على المؤسسة ستمتد سنة، وفترة تسديد الفواتير المتراكمة ستكون ضمن الفترة نفسها بهدف إراحة المواطنين».
واختتم بتجديد الدعوة إلى «فتح صفحة جديدة والعمل جميعاً بروحية الأخوة ضمن سقف القانون ومجلس الخدمة المدنية من أجل مستقبل أفضل لمؤسسة كهرباء لبنان وقطاع الكهرباء».