العراق: ارتفاع الصادرات النفطية يثير قلق بعض أعضاء «أوبك»

من شأن خطط العراق زيادة صادراته النفطية في 2015، أن تزيد تخمة المعروض العالمي، خصوصاً بعد أيام فحسب من رفض «أوبك» خفض الإنتاج، ومن المرجح أن تزيد من عزوف الأعضاء الآخرين في المنظمة عن كبح إمداداتهم. وكانت الحكومة العراقية توصلت يوم الثلاثاء الماضي إلى اتفاق موقت مع سلطات إقليم كردستان يمهد لاستئناف ضخ 300 ألف برميل يومياً من صادرات خام كركوك، إضافة إلى 250 ألف برميل يومياً من حقول المنطقة التي تتمتع بحكم ذاتي واسع النطاق.

وقد تثير الزيادة قلق الأعضاء الآخرين في منظمة البلدان المصدرة للنفط غير القادرين على تعزيز الصادرات، والذين انخفضت إيراداتهم من بيع الخام إثر تراجع الأسعار 40 في المئة منذ حزيران، بحسب «رويترز».

ويصب الخام العراقي الإضافي في أسواق من المتوقع أن يقل احتياجها لنفط «أوبك» في 2015، بسبب ارتفاع المعروض من النفط الصخري الأميركي ومصادر منافسة أخرى وضعف نمو الطلب العالمي.

وأشار يوجين ليندل، المحلل لدى «جيه.بي.سي إنرجي» الاستشارية في فيينا، إلى أنّ «من ناحية الأحجام فهو توقيت غير ملائم للأسعار»، مضيفاً أنّ النفط «سيغير قواعد اللعبة» في سوق خام المتوسط.

وعندما اجتمعت «أوبك» في 27 تشرين الثاني الماضي، عارضت السعودية وحلفاؤها الخليجيون دعوات دول مثل فنزويلا والجزائر لخفض الإنتاج، ما دفع الأسعار للانحدار. وهبط الخام بدرجة أكبر منذ ذلك الحين لينزل عن 68 دولاراً يوم الإثنين الماضي في أدنى سعر له منذ 2009.

وأبدى وزير النفط العراقي عادل عبدالمهدي قلقه من انخفاض الأسعار لدى وصوله لحضور الاجتماع، لكنه أبلغ الصحافيين في وقت لاحق أن الصادرات العراقية ستزيد في 2015 إلى 3.2 مليون برميل يومياً في المتوسط شاملة إمدادات كردستان. وقبل الاجتماع أشار مندوبو «أوبك» إلى زيادة إنتاج العراق وعدم تعاون المنتجين من خارج المنظمة، مثل روسيا، كأسباب لعدم خفض معروض الأعضاء الآخرين في المنظمة. وقال أحدهم «إذا كنّا سنخفض الإنتاج ويقوم العراق بزيادته مع غير الأعضاء فإننا لن نحقق شيئاً».

كما أنّ وزير النفط الكويتي، علي صالح العمير، انتقد أمس الأول أعضاء لم يسمهم في «أوبك» لقيامهم بتعزيز الإنتاج، وقال إن المحافظة على المستويات الحالية هو الاستجابة المناسبة.

ونقلت عنه وكالة الأنباء الكويتية قوله إنه من «غير المقبول» أن يطالب الجميع بخفض الإنتاج ثم يقومون بزيادته مطالباً بالمحافظة على الحصص السوقية والإنتاج.

وينمي العراق قطاعه النفطي بمساعدة شركات النفط الغربية، ويقول إنه ينبغي استثناؤه من القيود التي تفرضها «أوبك» على المعروض بينما يتعافى من سنوات العقوبات والحرب. وتراجعت الصادرات العراقية معظم فترات 2014، بسبب إغلاق خط الأنابيب الشمالي الواصل من حقول كركوك إلى ميناء جيهان التركي في آذار بسبب هجمات مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي يسيطر على جزء كبير من شمال وغرب العراق. وفي الوقت الحالي يصدر العراق حوالى 2.50 مليون برميل يومياً من حقوله الجنوبية التي تواصل الضخ وما زالت آمنة رغم المعارك في مناطق أخرى من العراق إلى جانب شحنات كردية تقدر بواقع 250 ألف برميل يومياً.

ومن غير المؤكد أن تمضي الأمور بسلاسة. ولم يحقق العراق أهدافه السابقة لزيادة الإمدادات. لكن حتى زيادة طفيفة ستكون كافية لدفع صادرات العراق فوق المستوى القياسي المرتفع 2.80 مليون برميل يومياً المسجل في شباط.

وقد يحدث ذلك في كانون الأول الجاري، حيث من المقرر ضخ 150 ألف برميل يومياً من كركوك هذا الشهر. ويضغط احتمال زيادة الإمدادات على أسعار الخامات المنافسة عالية الكبريت مثل خام الأورال الروسي في سوق المتوسط. وقال تاجر في شركة تشتري الخام العراقي «قد نرى تدفقات إضافية قريباً» مبدياً اعتقاده بأنّ خطة العراق لتصدير 3.2 مليون برميل يومياً في العام المقبل واقعية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى