مطالبة شعبية بتنفيذ أحكام الإعدام بالإرهابيين

كتب المحرر السياسي:

علمت «البناء» أنّ السفارة الأميركية أنجزت استطلاعاً سياسياً حول المرشح الأوفر حظاً لمنصب رئاسة الجمهورية، وفقاً للمعطيات التي تعيشها الساحة السياسية في لبنان، وقام الاستطلاع على تشكيل فريق من الإعلاميين والسياسيين الذين يعملون لحساب السفارة، ويملكون مواقع تسمح لهم بالوصول إلى صنّاع القرار في القوى المؤثرة بالعملية الانتخابية، إضافة إلى ديبلوماسيين ينشطون في العلاقات بالقيادات السياسية والأمنية وعلى رأسهم السفير ديفيد هل.

الاستطلاع تركّز على معادلة المنافسة بين الزعماء المسيحيين الأربعة العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميّل والنائب سليمان فرنجية، واعتبار بكركي شريكاً في نظرية الأولوية لرئيس من بين الأربعة، كما شبه إجماع بينهم على هذه الحصرية باستثناء موقف جعجع، الذي يحبّذ بعد التسليم بضعف حظوظه الرئاسية أن تؤول الرئاسة إلى العماد جان قهوجي، بينما لم يتقدّم العماد عون وأيّ من معاونيه بأيّ اسم بديل لترشيحه، لكن الاستطلاع قام على المفاضلة الافتراضية مع المقربين من الزعماء ومع رجال الكنيسة، وبعض القيادات المسيحية الفاعلة، ليصل إلى استنتاج أن العماد عون يفضل إذا اضطر للاختيار بين الثلاثة الآخرين سواه فرنجية على جعجع والجميّل، كما يفضل جعجع من الثلاثة المتبقين عداه فرنجية على عون والجميّل، الأول لاعتبار التنافس الشعبي والثاني لاعتبار التنافس الحزبي، والأمر نفسه لدى الجميّل، الذي يأتمن فرنجية ولا أحد سواه على مستقبل نجله سامي، ومن خارج الزعامات الأربعة يفضل جنبلاط فرنجية على الثلاثة إذا حصر الخيار بينهم، على الأقلّ لأمانته على رعايته لزعامة نجله تيمور وتأمينه لدى سورية وحزب الله لهذه الرعاية، كما يفضله بري إذا حصر الخيار بالأربعة وحلت عقدة ترشيح العماد عون، وتيار المستقبل يدفع باتجاه فرنجية إذا كان لا بدّ من الاختيار من ضمن الزعماء الأربعة ، لكنه يشجع خياراً من خارج الأربعة هو العماد قهوجي أيضاً.

الاستطلاع الذي أجرته السفارة يرى حظوظ العماد قهوجي ضعيفة بسبب الحاجة إلى تعديل الدستور لترشيحه، ويرى المبرّر الوحيد لدفعه إلى الواجهة انتصار بارز على جبهة عرسال وجرود القلمون.

هذا التقرير الذي أرسلته السفارة الأميركية إلى واشنطن، يرى أنّ التصعيد المتوقع في القلمون، يجب أن يتوّج بنصر للجيش اللبناني من دون مشاركة تعزّز وزن حزب الله في الانتخابات الرئاسية.

يأتي هذا التقرير بينما الوضع يتصاعد نحو الغليان والانفجار في القلمون، في ظلّ الهستيريا التي أصابت «جبهة النصرة» بسبب نجاح الجيش والأجهزة الأمنية بإلحاق إصابات مباشرة بقياداتها وقيادة «داعش»، وتنظيمهما النسائي الأشدّ خطراً وتنظيماً من التنظيم الظاهر للجسم القتالي، بينما تصاعدت تهديدات إعدام العسكريين المخطوفين بعد إعلان «النصرة» عن إعدام العسكري علي البزال، وتوتر مع النبأ كل ّالمناخ في البلد وخصوصاً في البقاع، وبدا أنّ الدعم المعلوماتي الذي توفره طائرات الاستطلاع «الإسرائيلية» يفتح شهية «النصرة» على المزيد من عمليات الاستنزاف التي تصاعدت مع منتصف ليل أمس ضدّ الجيش في جرود عرسال ورأس بعلبك وبريتال، استباقاً للحصار المرتقب للمسلحين كلما تراكمت الثلوج، عسى تسرّع كلّ العمليات والتهديدات بتفاوض مريح يفتح مدينة عرسال لـ«النصرة» كعاصمة سياسية أمنية وقاعدة خلفية مغطاة بتفاهم مع الدولة اللبنانية.

كيف ستردّ الدولة المهدورة هيبتها مع كلّ عسكري يهدر دمه؟

يبقى هذا السؤال معلقاً مع المطالبة المفتوحة والمكرّرة برؤية المشانق معلقة في ساحة الشهداء بانتظار تنفيذ أحكام الإعدام بحق المحكومين من القضاء اللبناني بالإعدام من بين الإرهابيين الموقوفين والمدانين بجرائم إرهابية.

في تطور دراماتيكي على صعيد قضية العسكريين المخطوفين، وبعد ساعات من تهديدات القيادي في تنظيم «داعش» أنس شركس المعروف بـ«أبو علي الشيشاني» بخطف نساء وأطفال رداً على توقيف السلطات الأمنية زوجته علا العقيلي للتحقيق معها، أعلنت «جبهة النصرة» ليل أمس تنفيذ حكم القتل بعنصر قوى الأمن الداخلي علي البزال.

واعتبرت الجبهة في بيان عبر «تويتر» لمراسلها في القلمون أن الإعدام هو أقل ما نرد به على الجيش اللبناني، محذرة من «إعدام أسير آخر خلال فترة وجيزة ما لم يتم إطلاق سراح الأخوات المعتقلات اللواتي اعتقلن لدى الجيش».

وفور إعلان النبأ، قطع أهالي الشهيد البزال الطريق الذي يربط البزالية باللبوة بالإطارات المشتعلة. وسجل ظهور مسلح كثيف أمام منزل الشهيد. فيما عزز الجيش انتشاره في البقاع منعاً لأي تطورات أمنية.

وأفادت معلومات من البقاع أن المجموعات الإرهابية المسلحة هاجمت مراكز الجيش في جرود عرسال وجرود بريتال ورأس بعلبك، فيما قصفت مدفعية الجيش أماكن تواجد المسلحين في جرود عرسال.

اجتماعات أمنية ولا مقايضة

وكانت الاجتماعات الأمنية تلاحقت نهاراً بعد تهديدات الشيشاني بخطف نساء وأطفال عناصر الجيش اللبناني ومن سماهم بـ«الروافض» إن لم يتم إطلاق سراح زوجته علا العقيلي التي أوقفها الجيش منذ أيام في طرابلس، وحرّض أهالي المدينة ضد الجيش وحزب الله. وترأس رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومية اجتماعاً حضره نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل، وزير المالية علي حسن خليل، وزير الصحة وائل أبو فاعور، وزير الداخلية نهاد المشنوق، وزير العدل أشرف ريفي، والقادة العسكريون والأمنيون.

كما عقد اجتماع في مكتب المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، حضره مدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل ورئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان.

وأكدت مصادر وزارية لـ«البناء» أن لا جديد في ملف العسكريين»، بانتظار ما سيحمله الموفد القطري من جديد مع عودته من قطر، مشيرة إلى «أن الاجتماع الأمني في السراي أكد «أنه لن يتم بت مصير الدليمي والعقيلي بالمقايضة»، مشددة على «أن الحكومة لن تقبل بالمقايضة على الإطلاق».

بدورها رأت مصادر مطلعة لـ«البناء» أن تهديدات الشيشاني تؤكد قوة الورقة اللبنانية، واصفة الضربة اللبنانية بتوقيف زوجته وسجى الدليمي طليقة أمير «داعش» أبو بكر البغدادي بـ«الموفقة».

إلى ذلك، أعلن أهالي العسكريين المخطوفين أن الاجتماعات الأمنية تطمئنهم إلى أن القضية تسير في شكل صحيح. كما أكد الأهالي في بيان أنهم لن يخرجوا من ساحة رياض الصلح «مهما كلف الأمر»، وأنهم يفضون الاعتصام مع عودة أبنائهم. وحذر الأهالي في بيان من «تداعيات اتخاذ قرار كهذا مسيء بحق الأهالي والمخطوفين، لأنهم أصحاب حق، وأبناؤهم ليسوا للتجارة والمساومات.

من جهة أخرى، زعم الفار أحمد الأسير عبر «تويتر» عدم وجوده في مخيم عين الحلوة وذلك بعدما طالبته القيادات الفلسطينية بذلك، ولكن بشريط مسجل صوتاً وصورة.

يوم حافل لبوغدانوف

في الأثناء، أكد الموفد الرئاسي الروسي نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف اهتمام بلاده باستقرار الأوضاع في لبنان واستمرارها في تقديم الدعم للبنان على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري بغية تعزيز قدرات الجيش اللبناني والأمن لمكافحة الإرهاب في شكل أكبر.

وكان بوغدانوف أمضى يومه الأول من زيارته بيروت التي تستمر يومين، بلقاءات سياسية متعددة، معلناً خلال لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري «أنه على اتصال مع الحكومة السورية والمعارضة في الداخل والخارج، وأن مهمتنا هي أن نرتب الاتصالات التشاورية التمهيدية لمفاوضات جدية بين الطرفين من دون شروط مسبقة».

وشجع بوغدانوف أمام وفد من حزب الله برئاسة النائب محمد رعد على الحوار في ظل الوضع المعقد في المنطقة. أما رعد فاعتبر أن اللقاء كان فرصة للاستماع إلى ما يعترض روسيا في الجهود التي تبذلها من أجل تسوية الأزمات بالطرق السلمية.

وفي احتفال أقيم في قصر الأونيسكو لمناسبة مرور سبعين عاماً على العلاقات اللبنانية – الروسية، شدد بوغدانوف على «أن بلاده تلتزم موقفاً داعماً لسيادة لبنان ووحدة أراضيه وشعبه، وتعارض دائماً أية محاولة للتدخل في شؤون لبنان الداخلية لمنع ضرب الاستقرار في البلاد ونمو التوتر المذهبي».

وفيما يلتقي بوغدانوف رئيس حزب الكتائب أمين الجميل اليوم أكدت مصادر كتائبية لـ«البناء» أن «روسيا أجرأ من الغرب في التعاطي مع المسألة اللبنانية، فهم يقولون رأيهم بصراحة ويؤكدون حضورهم الدائم».

حزب الله لا يمانع طرح الملفات الخلافية

على خط آخر، تأخذ التحضيرات للحوار استراحة بسبب سفر مدير مكتب الرئيس سعد الحريري إلى الولايات المتحدة الأميركية في زيارة خاصة. وبانتظار الانتهاء من جدول الأعمال، أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش أن «لا مانع من طرح الملفات الخلافية ومقاربتها، علّنا نصل إلى إمكان تقاطع وإيجاد حلول لها ومن ضمنها الاستحقاق الرئاسي وقانون الانتخاب».

تعليق اعتصام مياومي الكهرباء

على الصعيد المعيشي، وبعد حوالى أربعة أشهر على بدء تحرّكهم للمطالبة بحقوقهم، علّق المياومون في مؤسسة كهرباء لبنان اعتصامهم في مبنى المؤسسة الرئيسي أمس، وفتحوا أبواب المبنى أمام وزيري الطاقة والمياه آرتور نظريان والزراعة أكرم شهيب، والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، بعد التوصل إلى اتفاق على مشروع حلّ، مبني على احترام القوانين ويلبّي هواجس المياومين، بحسب إعلان الثلاثة خلال مؤتمر صحافي مشترك بحضور المياومين.

من جهته، طمأن الحايك، المواطنين إلى إنهم «لن يضطروا إلى دفع فواتير الكهرباء عن أربعة أو خمسة أشهر، خصوصاً أننا على أبواب الأعياد المجيدة»، موضحاً أنّ «الفواتير ستصدر في الفترة المقبلة عن شهرين حداً أقصى، ولكن فترة الجباية ستكون أقصر بقليل من المهل المعتادة من أجل تعويض فترة التراكم هذه».

ولفت إلى أنّ «تأثيرات الفترة السابقة على المؤسسة ستمتد سنة، وفترة تسديد الفواتير المتراكمة ستكون ضمن الفترة نفسها بهدف إراحة المواطنين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى