هل تكون هزيمة «داعش» على يد السليماني؟

ربما بدأ الحديث عن فشل الائتلاف الدولي لضرب «داعش» وإضعافه في سورية والعراق، يسري في أروقة الإعلام الغربي، وبدأ معه الحديث عن تكهّنات ما بعد فشل هذا الائتلاف الدولي، لترسم الصحف الغربية ملامح منقذ العالم من شرّ «داعش» المستطير.

صحيفة «أوبزرفر» البريطانية كانت السبّاقة في هذا الصدد، إذ تناولت في تقرير لها شخصية قاسم السليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وتساءلت عما إذا كان بإمكان هذا الرجل أن ينجح في إسقاط تنظيم «داعش». وقالت إن القائد العسكري الإيراني احتفظ على مدار أكثر من 10 سنوات بنفوذ ضخم بفضل دعم المقاتلين الشيعة، والآن يمثل صعود «داعش» أكبر تحدّي أمامه على الإطلاق.

وفي الحديث عن «داعش»، فإنّ التنظيم بدأ يعلن، ولو بخجل، ضمّ مقاطعات أردنية «لدولته»، إذ زعم أعضاء من تنظيم «داعش»، وغيرهم من الجماعات الجهادية الأخرى أن تأييد التنظيم، الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق وأجزاء من سورية، يتزايد داخل قرية معان في الأردن.

وفي هذا الشأن، أوضحت وكالة «آسوشيتد برس» أن السلطات المحلية ذهبت سريعاً لإزالة مظاهر تأييد «داعش» في المدينة الصحراوية، والتي تتعدّد بين أعلام التنظيم السوداء، والرسوم على الجدران.

أما في ليبيا، فقالت مجلة «تايم» الأميركية، إن تأكيدات جنرال أميركي رفيع، حول وجود معسكرات تدريب تابعة لتنظيم «داعش» في شرق ليبيا، تسلّط الضوء على مصدر للقلق المتزايد في الشرق الأوسط، وهو تآكل الدولة لليبية وعواقبه على كل من الليبيين والمنطقة الأوسع مع قيام الميليشيات المسلحة بملء الفراغ.

أميركياً، قال موقع «ديلي بيست» الأميركي، إن المحاولة الفاشلة التي قامت بها قوات الجيش الأميركي الجمعة لإنقاذ الصحافي الأميركي لوك سومرز الذي كان محتجزاً لدى «القاعدة» في اليمن، تثير التساؤلات في شأن سياسة عدم دفع فدى لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين.

وأشار الموقع الأميركي إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا، وفي ظل تلك السياسة، ليس أمامهما سوى خيارات عسكرية محفوفة بالمخاطر لإطلاق سراح المحتجزين من قبل المسلحين.

«أوبزرفر»: السليماني قد يكون الرجل الوحيد القادر على هزيمة «داعش»

تناولت صحيفة «أوبزرفر» البريطانية في تقرير لها شخصية قاسم السليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وتساءلت عما إذا كان بإمكان هذا الرجل أن ينجح في إسقاط تنظيم «داعش». وقالت إن القائد العسكري الإيراني احتفظ على مدار أكثر من 10 سنوات بنفوذ ضخم بفضل دعم المقاتلين الشيعة، والآن يمثل صعود «داعش» أكبر تحدّي أمامه على الإطلاق.

وتابعت الصحيفة قائلة: إن قاسم السليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ليس معتاداً على الهزيمة، لذلك عندما فرّ الجيش العراقي أمام «داعش» في حزيران الماضي، كان الجنرال الإيراني على الأرض بشكل غير معتاد، وفي غضون ساعات من استيلاء «داعش» على الموصل، كان السليماني في بغداد، حيث يظل شبه مقيم فيها منذ هذا الوقت في منزل أحد الأعضاء البارزين في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي. ومن هناك ينسق دفاع بغداد ويحشد المسلحين الشيعة ويحشد وكلاء له من كل أطياف البرلمان الوطني، وسافر أيضاً إلى الأكراد في الشمال عندما هدّد «داعش» أربيل في آب، وسخّر الجنود والقوات الإيرانية التي انتشرت في غضون ساعات في العراق بعد ساعات من تقدم «داعش».

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن قاسم السليماني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني حظي بالإشادة في كل أنحاء العراق، خصوصاً من قبل الشيعة باعتباره الرجل الوحيد الذي ربما يستطيع أن ينجح في إيقاف زحف «داعش»، وفي إيران التي يزداد فيها الشعور بالأثر البالغ للتمرد في الجوار، يعلق كثيرون الأمل على السلمياني لإحداق تحول في الأمور. وباعتباره رئيساً لأكثر الوحدات النخبوية بالجيش الإيراني، فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، فلم يكن هناك شك أبداً في مكانة الرجل في إيران، فتوليه مهام منصبه لأكثر من عقد كان تصديراً لقيم الثورة الإسلامية وللدفاع عن مصالح إيران في كل مكان، وكانت وسائله مزيجاً من التدخل العسكري من خلال الوكلاء الإيديولوجيين، والدبلوماسية، واتسع نفوذه ليمتد من اليمن حيث يخوض الحوثيون الشيعة معركة ضد النظام السني، وحتى المشرق وإلى لبنان التي يظل حزب الله فيها مهدّداً «إسرائيل».

«آسوشيتد برس»: «داعش» يسعى إلى بناء قاعدة شعبية له في قرية معان الأردنية

زعم أعضاء من تنظيم «داعش»، وغيرهم من الجماعات الجهادية الأخرى أن تأييد التنظيم، الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق وأجزاء من سورية، يتزايد داخل قرية معان في الأردن.

وأوضحت وكالة «آسوشيتد برس» أن السلطات المحلية ذهبت سريعاً لإزالة مظاهر تأييد «داعش» في المدينة الصحراوية، والتي تتعدّد بين أعلام التنظيم السوداء، والرسوم على الجدران. وتحدث أحد مؤيدي «داعش» في قرية معان الأردنية لوكالة «آسوشيتد برس»، واسمه أبو عبد الله، وعمره 40 سنة، ويقول: «في المنازل والعمل والمساجد والشوارع نحن ندعو الناس إلى الإسلام الحقيقي». مشيراً إلى أنهم يعملون على بناء قاعدة للتنظيم داخل القرية.

وتلفت الوكالة إلى أن المتشدّدين في الأردن مثل أبو عبد الله، الذي رفض الكشف عن اسمه كاملاً، يتحدثون بثقة في شأن وجود أعداد كافية من المقاتلين للسيطرة على الأردن. ومع ذلك فإنه هذه قد تكون ثقة مفرطة، تقول الوكالة. كما تؤكد الحكومة أن التهديد مبالغ فيه. لكن المتطرفين يتمتعون بزخم وقدرة على جذب أتباع مع وعود بالتغيير الجذري والظاهري وأن المجتمع سيصبح أكثر عدلاً في وقت يعاني فيه عدد من الأردنيين من البطالة وارتفاع الأسعار، فضلاً عن انعزال النخبة الحاكمة.

وتشير الوكالة الأميركية إلى أن الحرب في سورية منحت متطرّفي الأردن خبرة في ساحة المعركة، إذ إن أكثر من ألفي أردني يقاتلون في صفوف المتمردين في سورية والعراق، الذين يشكلون في غالبيتهم فصائل متطرّفة وقتلوا عدة مئات، ذلك بحسب مروان شحادة، خبير شؤون الحركات الإسلامية وعضو سابق في حركة سلفية.

«تايم»: تآكل الدولة الليبية يتهدّد المنطقة كلّها

قالت مجلة «تايم» الأميركية، إن تأكيدات جنرال أميركي رفيع وجود معسكرات تدريب تابعة لتنظيم «داعش» في شرق ليبيا، تسلط الضوء على مصدر للقلق المتزايد في الشرق الأوسط، وهو تآكل الدولة لليبية وعواقبه على كل من الليبيين والمنطقة الأوسع مع قيام الميليشيات المسلحة بملء الفراغ. وأتت تصريحات الجنرال ديفيد رودريغز قائد القوات الأميركية في أفريقيا، في أعقاب تقارير أفادت بأن جماعة مسلحة ليبية، يقصد بها «مجلس شورى الشباب الإسلامي»، ولاؤها لـ«داعش»، وتعمل الجماعة المسلحة في شرق ليبيا إذ يؤكد الجنرال الأميركي بدء «داعش» نشاطه هناك.

وعلى رغم أن الجنرال ديفيد رودريغز قائد القوات الأميركية في أفريقيا لم يحدّد بالاسم «مجلس شورى الشباب الإسلامي»، لكن إسندر العمراني، رئيس مشروع شمال أفريقيا لدى مجموعة الأزمات الدولية، أكد أن التصريحات تعني هذه الجماعة لأنها الوحيدة في ليبيا التي أعلنت مبايعة «داعش».

وفيما تركز القوات الموالية للحكومة على محاربة الميلشيات الإسلامية في طرابلس ومدينة بنغازي شرق ليبيا، فإن مساحات واسعة من البلاد تقع تحت سيطرة خليط من الميليشيات الأخرى من مختلف الأحجام والأيديولوجيات. وتؤكد منظمة «هيومن رايتس ووتش» أن مجلس الشورى وغيره من الميليشيات المسلحة تروع السكان المحليين ونفذت عمليات إعدام في الأشهر الأخيرة. وقال إسندر العمراني، رئيس مشروع شمال إفريقيا لدى مجموعة الأزمات الدولية أن الخطر الحقيقي الذي يشعر به المجتمع الدولي هو إلى أين يذهب هذا الوضع مع مرور الوقت؟ وهذه منطقة مثل درنة ذاهبة لتكون مركزاً ليس فقط للمتطرفين الليبيين ولكن للإرهابيين من أنحاء المنطقة.

«ديلي بيست»: فشل إنقاذ رهينة أميركي يجدّد التساؤل عن جدوى رفض دفع الفدى

قال موقع «ديلي بيست» الأميركي، إن المحاولة الفاشلة التي قامت بها قوات الجيش الأميركي الجمعة لإنقاذ الصحافي الأميركي لوك سومرز الذي كان محتجزاً لدى «القاعدة» في اليمن، تثير التساؤلات في شأن سياسة عدم دفع فدى لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين.

وأشار الموقع الأميركي إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا، وفي ظل تلك السياسة، ليس أمامهما سوى خيارات عسكرية محفوفة بالمخاطر لإطلاق سراح المحتجزين من قبل المسلحين، موضحاً في تقريره أن محاولة إنقاذ الصحافي الأميركي لوك سومرز كانت الغارة الثالثة على الأقل في الأشهر الأخيرة، وتذكر نهايتها المروعة بأن الولايات المتحدة ليس أمامها خيارات جيدة كثيرة في محاولاتها لإعادة السجناء الأميركيين إلى أراضيها.

وأشار الموقع إلى أن الغارة الأخيرة كانت المحاولة الثانية لتحرير الصحافي الأميركي لوك سومرز الذي أسر في اليمن قبل 15 شهراً، وفي تشرين الثاني ظهرت قوات الكومندوس الأميركية التي تعمل بأمر مباشر من الرئيس الأميركي باراك أوباما، في موقع في اليمن كان يعتقد أن الصحافي الأميركي لوك سومرز ربما يكون محتجزاً فيه، إلا أن خاطفيه كانوا قد نقلوه، حسبما أفاد مسؤولو الإدارة الأميركية.

ويقول خبراء إنقاذ الرهائن والمسؤولين العسكريين، إن تلك الغارات تواجه صعوبة في نجاحها لأنها تعتمد على معلومات استخباراتية محددة وتوقيت معين، وهما أمران من الصعب التعامل معهما بنجاح في منطقة حرب. وفي أحدث محاولات تحرير الصحافي الأميركي لوك سومرز، بدا أن القوات الأميركية التي كان لديها ميزة المراقبة العلوية من الطائرات من دون طيار، ولديها قدرة على الوصول إلى مكانه المرجح، وهو مكان لم يحدَّد إلى الآن في وسط اليمن، إلا أن الصحافي الأميركي لوك سومرز ورهينة أخرى جنوب أفريقي، قتلا على يد خاطفيهما خلال عملية الإنقاذ، حسبما قال أوباما في تصريح السبت الماضي.

وذكّر الموقع أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما كان قد سمح في تموز الماضي بمهمة إلى سورية لإنقاذ الصحافيين الأميركيين جيمس فولي وستيفين سوتلوف اللذين كان محتجزين لدى «داعش»، إلا أن المسؤولين الأميركيين يقولون إن المحاولة فشلت لغياب المعلومات الاستخباراتية الدقيقة في سورية عن موقع الرهينتين، وتردد البيت الأبيض في شأن الوقت الذي يعطي فيه الضوء الأخضر للخطة.

وكانت تقارير صحافية قد ذكرت أيضاً أن البنتاغون توصل إلى خطة تقوم على تنظيم رحلات مراقبة في سورية لتحديد موقع الرهائن، لكنها أسقطت بعدما قرر المسؤولون أن البيت الأبيض لن يوافق عليها.

ويقول «ديلي بيست» إن محاولات إنقاذ الرهائن ليست جديدة، ولم يكن نجاحها مضموناً أبداً. فقد قتلت عاملة الإغاثة البريطانية ليندا نوغروف في أفغانستان عام 2010 بقذيقة أطلقها كومندوس أميركي خلال عملية إنقاذها. وذكرت التقارير الأولية أن خاطفَيها في طالبان قتلاها، إلا أن المسؤولين تراجعوا عن هذا الزعم بعدما اتضح أن الرهينة كانت ضحية مهمة لمحاولة إنقاذها. وأثارت تلك القضية الجدل حول ما إذا كان ينبغي على الحكومات أن تدفع فدى لإطلاق سراح الرهائن. وهو الجدل الذي أصبح ملحاً بشكل أكبر بعدما قتل تنظيم «داعش» عدداً من الرهائن البريطانيين والأميركيين.

«نيويورك تايمز»: «داعش» ودعاة التطرّف دفعوا كثيراً من الشباب المسلم بعيداً عن الإسلام

قال الكاتب الأميركي توماس فريدمان، إنه بينما ينساق الكثير من الشباب المسلم وراء تنظيم «داعش» في العراق وسورية، لكن هناك آخرين أقل إثارة للانتباه، ويعارضون بشدة التنظيم الإرهابي، وغيرهم ممن يفخرون بالإلحاد. فبحسب نادية عويدات، من مؤسسة «نيو أميركا»، فإن وحشية «داعش» دفعت بعض الشباب المسلم بعيداً عن الإسلام.

ويشير الكاتب الأميركي توماس فريدمان في مقاله الذي نشر في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية إلى نقاش أجرته «هيئة الإذاعة البريطانية BBC» على «تويتر» في 24 تشرين الأول، في شأن تطبيق الشريعة الإسلامية في الدول العربية، لكن «هاشتاغ» بعنوان «لماذا نرفض تطبيق الشريعة؟» حظي في ذلك اليوم بإعادة تداوله 5 آلاف مرة خلال 24 ساعة، وخلال النقاش الإلكتروني أوضحت دكتورة علياء جاد أنها لا تعارض الدين ولكنها ترفض استخدامه كنظام سياسي، فيما تعددت الآراء على «تويتر» بين الشباب المسلمين المعتدلين الذين يرفضون خلط الدين بالسياسة وينأون بالإسلام عن جرائم «داعش»، وآخرين ملحدين يرفضون الدين ككل وغيرهم ممن تركوا الإسلام إلى أديان أخرى.

ويقول الكاتب الأميركي توماس فريدمان، إن «داعش» بزعمه أنه يتحدث بِاسم جميع المسلمين، ومن خلال تعزيز نسخة متزمتة للإسلام مولتها في الأساس بعض ممالك الخليج، فإنه كشف الغطاء عن الإحباط الذي يغلي منذ فترة طويلة داخل العالم الإسلامي، لافتاً إلى أنه من الواضح أن هناك مجموعة كبيرة من المسلمين يعتبرون أن حكومتهم تدعم دعاة وهيئات دينية هرمية، قدمت لهم نسخة من الإسلام لا تمثلهم، وهذه السلطات نفسها حرمتهم من أدوات التفكير النقدي والمساحة الدينية للتفكير في تفسيرات جديدة.

ويخلص الكاتب الأميركي توماس فريدمان بالقول إن الإنترنت خلق مساحات من الحرية أكثر أماناً ومنصّات بديلة لمناقشة تلك القضايا خارج المساجد ووسائل الإعلام المملوكة للحكومة، وختم قائلاً: «حرب الأفكار هذه مستمرّة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى