بوروشينكو يدعو إلى وقف إطلاق النار بدءاً من اليوم
أعلن يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي أن موسكو ستفعل كل ما بوسعها من أجل عقد اجتماع لمجموعة الاتصال لتسوية الأزمة الأوكرانية في مينسك الأسبوع الجاري.
وقال أوشاكوف للصحافيين أمس: «أكدنا استعدادنا وسنفعل كل ما بوسعنا لكي ينعقد اجتماع مجموعة الاتصال في مينسك هذا الأسبوع. أعتقد أن ذلك سينفذ».
من جهة أخرى، أكد مساعد الرئيس الروسي أن القمة الروسية الفرنسية التي عقدت السبت الماضي في مطار «فنوكوفو» بموسكو أظهرت «عناصر تفاهم» حول الوضع في أوكرانيا وغيره من القضايا.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند إلى سحب الأسلحة الثقيلة من خطوط التماس جنوب شرقي أوكرانيا.
وقال بوتين إن روسيا تحترم وحدة أوكرانيا وتأمل بفك الحصار عن جنوب شرقي البلاد، معرباً كذلك عن أمله في التوصل إلى خطوات إضافية لتبادل الأسرى في أوكرانيا.
و أكد أوشاكوف أن إمكان عقد قمة رباعية تجمع بوتين وهولاند وبوروشينكو وميركل لم تدرس بعد.
التصريحات الروسية جاءت بعد ساعات على تصريحات للرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو دعا خلالها إلى عقد لقاء جديد لمجموعة مينسك ثلاثية الأطراف بأسرع وقت للتوصل إلى وقف إطلاق النار جنوب شرقي البلاد بدءاً من الثلاثاء 9 كانون الأول.
جاء ذلك خلال لقاء بوروشينكو ممثل منظمة الأمن والتعاون في إطار مجموعة مينسك الثلاثية خايدي تاليافيني، إذ أفاد الموقع الالكتروني لبوروشينكو بأن الأخير «أكد أنه يجب إجراء اجتماع لمجموعة الاتصال ثلاثية الأطراف بأسرع وقت ممكن للتوصل يوم 9 كانون الأول إلى وقف إطلاق النار».
وكانت السلطات الأوكرانية أعلنت في وقت سابق أن لقاء مينسك لتسوية الوضع جنوب شرقي أوكرانيا سيجرى في هذا اليوم، بينما اقترحت قوات الدفاع الشعبي إجراءه في 12 من الشهر الجاري.
إذ أعلنت سلطتا جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عدم جاهزيتهما بعد لإجراء لقاء مينسك في 9 الشهر، وأشارتا إلى أنه يجب عليهما الاستعداد لذلك أولاً. وأكد رئيس برلمان «جمهورية دونيتسك الشعبية» أندريه بورغين أن انسحاب المدفعية الثقيلة يعتبر شرطاً ضرورياً لاتخاذ الخطوات المقبلة في تنفيذ الهدنة جنوب شرقي البلاد. وقال للصحافيين الأحد إن «الخطوة الأولى يجب أن تكون انسحاب المدفعية الثقيلة التي من دونها لا يمكن تنفيذ الخطوات اللاحقة».
يأتي ذلك في وقت قتل رجل وأصيب طفلان وعدد من المواطنين نتيجة قصف مدفعي تعرضت له مدينة غارلوفكا شرق أوكرانيا.
وقال المكتب الصحافي لوزارة الطوارئ في «جمهورية دونيتسك الشعبية» إن «مركز مدينة غورلوفكا تعرض مساء أمس لقصف دمر مباني عدة بالكامل، وأسعف طفلان من مواليد 2009 و2013 وقد أصيب الأصغر سناً بشظايا وجرح قطعي في الفخذ الأيمن». كذلك أسعفت امرأتان من مبنى التهمته النيران بالكامل، في حين قتل رجل في مبنى آخر احترق كليا، بينما أسعف رجل أصيب بجروح مختلفة نتيجة الشظايا.
وأقرت القوات الأوكرانية بمقتل 6 مدنيين وإصابة ثلاثة آخرين شرق البلاد خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، وقالت إنها قصفت مواقع الدفاع الشعبي 52 مرة، بينما قصفت قوات الدفاع مواقعها 55 مرة خلال يوم.
وفي السياق، استأنفت لجنة الصليب الأحمر الدولية أمس نشاطها شرق أوكرانيا، بعد أن كانت قد أوقفت عملها في المنطقة إثر مقتل أحد موظفيها خلال قصف دونيتسك بداية شهر تشرين الأول الماضي.
وقال رئيس اللجنة بيتر ماورير: «لقد تأذينا جدياً من الاشتباكات العسكرية، التي كانت عقبة أمام عمل لجنة الصليب الأحمر، ولكن خلال أسبوع سنعمل مجدداً في إقليمي لوغانسك ودونيتسك»، مضيفاً إنه «يعمل الآن في أوكرانيا حوالى 70 موظفاً من لجنة الصليب الأحمر فضلاً عن المتعاقدين المحليين». وأوضح: «أننا نقوم الآن على نشر العملية الإغاثة بحجم كامل. ونحن واثقون من ضرورة زيادة جهودنا في كل أراضي البلاد قبل بدء الشتاء»، وذكر بأن مشروع موازنة اللجنة للعام المقبل ينص على تخصيص حوالى 48 مليون يورو لعمليات الإغاثة في أوكرانيا.
واشتكى ماورير في الوقت نفسه من أنه لم يتم إلى الآن إيجاد شكل يناسب الأطراف كافة لتقديم المساعدات الإنسانية في شرق أوكرانيا، قائلاً إن «المحادثات حول القوافل الإنسانية كانت صعبة جداً، وقد حاولنا غير مرة عرض خدماتنا لإيجاد ترتيب مناسب لتقديم المساعدات الإنسانية عبر الحوار مع روسيا وأوكرانيا وممثلي الدونباس جنوب – شرق أوكرانيا . ولكن لم يتم إلى اليوم فعل ذلك».