الأردن
احتفاءً بالعيد الـ82 لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، أقامت منفذيّة الأردن في الحزب احتفالاً في عمّان، حضره المنفذ العام وأعضاء هيئة المنفذيّة، الى جانب جمع من القوميين والمواطنين.
استهلّ الاحتفال بالنشيد الرسمي للحزب وبالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء الحركة السوريّة القوميّة الاجتماعيّة. ثم ألقى ناظر الإذاعة والإعلام في المنفذية كلمة تناول فيها معاني التأسيس، مؤكّداً أنّ «لا مفرّ من انتصار القضيّة التي تساوي بالنسبة للقوميّين كلّ وجودهم».
وبالمناسبة، ألقى عضو المجلس القومي عبدالله الرفاعي كلمة استعرض فيها محطات من مسيرته الحزبيّة الممتدّة منذ 65 عاماً.
المنفّذ العام
وألقى منفّذ عام منفذية الأردن في الحزب كلمة، استهلّها بالحديث عن باعث النهضة السوريّة القوميّة الاجتماعيّة، والذي هو حيّ في نفوس أبناء النهضة، وفي ربيع الأمة الآتي حتماً، على يد أبناء زمن المعرفة المؤسِّسة لفعل التغيير، زمن العقل شرعاً ومنارةً، زمن الإيمان الذي لا يتزعزع واليقين الذي لا تزيده الأيام إلا رسوخاً، وزمن التأسيس لانتصار الحياة.
وتوجه المنفذ العام إلى القوميّين الاجتماعيين في الأردن بالقول: اثنان وثمانون عاماً مضت، وفعل نهضتكم وجهادكم الطويل يملآن صفحات تاريخ أمتنا تضحياتٍ وعطاءاتٍ لا حدود لها… وفي هذه السنوات، كانت رسالة النهضة وتعاليمها تنتقل من جيلٍ الى جيل وتشقّ طريقها منتصرةً على كلّ الصعوبات والنكسات»، مضيفاً: «بتصميمكم الواعي وإرادتكم الصلبة، حملتم راية المبادئ وسرتم بها عكس التيارات التقليديّة التي ما فتئت تمتصّ حيوية الأمّة وتشلّ فاعليتها وتعطّل قدراتها الزاخرةِ في نفسها. ومن بوّابة سعي القوميين المستمرّ إلى تضميد جراحات الأمّة.
وأكد المنفذ العام أن نهضتنا بخير، وستبقى بخير، على رغم العثرات العابرة، مشيراً الى أنّ بناء القوّة القوميّة ينطلق من الإدراك بأنّ سرّ بقاء الأمم وتقدّمها يقومان على إنجاز وحدتها وبناء النظام السياسي والاجتماعي المؤهّل لأن يحقّق قيم الحرية والعدالة والمساواة، ويطلق قدرات الإنسان الخلاقة ويصونها.
وتأسيساً على ذلك، رأى المنفذ العام أنّ إقامة علاقات التعاون والتكامل والتنسيق بين كيانات الهلال الخصيب هو شأنٌ إستراتيجيٌ في معادلة صمود الأمّة ومواجهتها للاستحقاقات، وما أكثرها، بدءاً من مخطّط الاستسلام والتطبيع، ووصولاً الى مشروع «الشرق الأوسط الجديد»، حيث تُستباح حقوق الأمّة ويجري العمل على تفتيتها الى كيانات مذهبيّة وطائفيّة وعرقيّة متناحرة، والتدخّل في شؤونها، بحججٍ وذرائع واهية، مشدّداً على أنه في هذا الزمن العصيب، تبقى التعاليم السوريّة القوميّة الاجتماعيّة هي الخطّة النظامية الشاملة المتمكّنة من بناء الدولة الحديثة المتطوّرة والقوية القادرة على مواجهة الخطّة اليهوديّة النظاميّة، كمقدّمةٍ لتعطيلها والانتصار عليها.
واستعرض المنفذ العام التداعيات المأسويّة لحرب الإبادة المنظمّة والمبرمجة التي تشنّها الصهيونية ضدّ شعبنا وأمتنا، بدعم وتأييد من الدول الخارجية المتأرجحة بين غربية وعربية، والتي بدأت في فلسطين وتنقّلت بين كيانات الأمّة السوريّة، من لبنان الى العراق، وحلّت أخيراً في الشام.
وأشار المنفذ العام الى الأخطار التي تشكّلها «معاهدة وادي عربة» على مصالح الأمّة، وتعارضها مع مصالح شعبنا في الأردن، بتكريسها سياسات التوطين وإلغائها حقّ العودة وإلحاقها أضراراً بمنظومة الدفاع الوطني في الأردن، وكشفها البلاد أمام العدوانية، داعياً الى أهميّة قيام تنسيق قومي، يمتدّ من الأردن والعراق إلى سورية وفلسطين ولبنان، ويكون نواةً حقيقيّةً لوحدةٍ حقيقيّةٍ تعمّدت بالدم من خلال قيَم المقاومة المشتركة في مواجهة الاحتلال والعدوان والعنصريّة والاستيطان.
وإذ حذر من المؤامرات التي تُطوّق أمتنا من كلّ ناحية، حتى لتَتغلغل في أعماق مجتمعاتنا، فتفكّكها وتفتّتها، في انقسامات ونزاعات، طالما حذّر منها باعث نهضتنا، اختتم المنفّذ العام كلمته بالتأكيد على أنّ أمام القوميين مهمات كبيرة واستحقاقاتٍ داهمة، تقتضي كلّ الجهد واليقظة لمواجهة الرياح والأنواء العاصفة من كلّ جانب، لافتاً الى أنّ أولى مهمات القوميّين تتلخّص بتفعيل الدور الإذاعي والثقافي والاجتماعي والسياسي، لإحلال الوعي القومي في قناعات شعبنا وأجيالنا، وتحصين المجتمع بالثقافة القوميّة الاجتماعية التوحيديّة.
واختتم الاحتفال بتبادل التهاني بين الحاضرين بعيد التأسيس، وبقطع قالب حلوى في المناسبة.