بقرادوني لـ «وكالة فارس»: الاتفاق على مرشح للرئاسة يحتاج إلى غطاءٍ مسيحي
علق الوزير السابق كريم بقرادوني على ما قد ينتج من الحوار المرتقب بين حزب الله وتيار المستقبل، معتبراً أن «كل حوار مفيد لأنه لا حل في لبنان إلا بالحوار».
وأكد بقرادوني أن المشاكل بين حزب الله و»المستقبل» كثيرة وأنه لا يتوقع حلاً سريعاً وأنه بمجرد قيام الحوار فإنها خطوة إيجابية».
أما بشأن ما قد ينتج من هذا الحوار، فأعلن بقرادوني أنه هو شخصياً لا يمكن أن يتوقع وأن لا أحد يمكن أن يعرف ما قد ينتج من هذا الحوار لأن الخلافات بين الحزبين كثيرة والمواضيع المتنازع عليها كثيرة». وأضاف: «لهذا السبب فإن الحوار بحد ذاته خطوة جيدة، أما نتائجه فغير مضمونة».
واستبعد الوزير السابق أن «يتم توافق الطرفين على رئيس للجمهورية»، معتبراً أنه «لا يجوز أيضاً أن يتم توافق كهذا فيُعطى الانطباع للمسيحيين أن المسلمين يقررون عنهم الأمر الذي سيخلق ردة فعل مسيحية قوية». وأكد أن «المستقبل وحزب الله يعرفان هذه الحقيقة»، معتبراً أنهم «لن يذهبوا إلى حد ترشيح أحد أو الاتفاق على مرشح في ما بينهما، إذ إن الترشيح والاتفاق على مرشح يحتاج إلى غطاء مسيحي».
وفي ما يتعلق بإعدام الجندي اللبناني علي البزال من قبل «جبهة النصرة»، فوصفه بقرادوني بـ»الجريمة الوطنية» وأضاف: «إن لبنان دخل من خلالها مربع الفتنة حقيقة، لأن أهالي المنطقة لن يسكتوا على هذا الأمر على رغم محاولات التهدئة، ولكن من خلال معرفتي بعقلية هؤلاء الناس الذين لديهم شرف وكرامة، فإن مطلبهم هو إلقاء القبض على بعض العراسلة وفي مقدمهم مصطفى الحجيري أبو طاقيّة، فإذا نجحت الدولة في القبض على الفاعلين فإنه لا شك في أن آل البزّال لا يسعون إلى الفتنة، ولكن إذا عجزت الدولة عن ذلك، أتوقع مشاكل كبيرة بين آل البزال وأهل الفاعلين»، قائلاً: «الوضع خطير في تقديري».
ورداً على سؤال حول الغارات التي شنتها «إسرائيل» على مواقع قرب مطار دمشق، اعتبرها بقرادوني: «ضربة سياسية وليست عسكرية، تريد «إسرائيل» من خلالها إرسال رسالة ليس فقط الى القيادة السورية بل إلى كل الأطراف المتدخلة في شأن الشرق الأوسط، وذلك للتذكير بأنها جزء من أية مشكلة ومن أي حل».
واعتبر بقرادوني أن «أي اجتياح عسكري أو ممارسة عمليات قصف مستمرة قد يؤدي إلى تقوية وإعادة وحدة السوريين والقوى المقاتلة، وهذا ليس في مصلحة «إسرائيل» التي تستفيد مما تقوم به «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» من تقسيم المنطقة ومن اختلاق فتن بين المسلمين ومن اقتتال إسلامي ـ إسلامي، وبالتالي فإن ما يحدث على الأرض يؤمن مصالح إسرائيل».
وخلص بقرادوني إلى أن «كل ما يسمّى بالربيع العربي هو بالنتيجة لمصلحة «إسرائيل» وكل ارتفاع في التطرف الإسلامي هو لمصلحة «إسرائيل»، وبالتالي لا أعتقد أن «إسرائيل» بحاجة إلى التدخل عسكرياً، لأن ما يحدث فاق توقعات «إسرائيل» نفسها، لذلك أعتقد بأنها رسالة لتذكير البعيد والقريب بأن لا حل ولا مشكلة من دون «إسرائيل»».