صباحات
صباحات غضب وأمل وعطر ودفء
صباح زياد أبو عين وفلسطين 11-12-2014
سأل الصباح الوردة لماذا تحني رأسها؟ أحَمْل العطر ثقيل، أم تواضع العظيم دليل؟ فقالت أسمع ضجيج جذوري فأحسّ أنّ شيئاً قد جرى تحت التراب ولا أحبّ القال والقيل.
سأل الصباح النهر عن خريره هل هي موسيقى السير الجميل أم نوع من تسلية الذات في المشوار الطويل؟ فقال إنه الشوق لصدر الأرض تضمني فكان الخرير كلامي الذي لا ينتظر كلما أحسست عكس المعاني من غرابة البشر يوم قالوا للهواء المعطر أنه هواء عليل.
سأل الصباح العتمة والضوء عن سرّ انتقال الناس بينهما وهم يحملون الجراحات يكشفونها أو يخبئونها. فقالت العتمة إن الأطفال عندما يتعثرون ويدمون القدمين وهم يعبثون يخفون الركبتين ويلبسون الطويل ويتحججون بالبرد في عزّ الصيف. وقال الضوء إنّ الجنود عندما يصابون بالجراح في الحرب يكشفونها ويتباهون بتخييطها بلا مخدّر. فقال الصباح دعوا الجرحى يداوون جراحاتهم فثمة جراحات لا تشفى في الهواء الطلق ويداويها النسيان كجراح الوطن من خيبته لنكران بعض بنيه.
ذهب الصباح إلى النار يسألها عن التراب والهواء والناس الذين من طين صنعوا فقالت النار عندما يحبني التراب يسميني شمسه المشرقه وعندما يعشقني الهواء أصير النور الذي لا ينطفئ أما الناس فيقولون أنني الدفء الذين يشتاقونه في الصدور الحنونة يلجأون للبكاء فوق نبضها.
فقال وعندما يرحلون؟ قالت النار يبحثون عن وحدة البرد و عزلة العتمة لأن لديهم ما يخشون فيه الظنون. فقال: وهل عندك مثال؟ فقالت حال العرب مع فلسطين وهل هناك أوضح من قول المقال… لا بحث ولا شوق لدفء ولا من يحزنون بل تعب وعتب وتختفي العيون من العيون.
لملم الصباح دفء الصدور المشرعة وجراحات الجنود والمقاومين في الضوء وعطر الورد وخرير النهر وصنع شالاً منها لفّه على عنق زياد أبو عين وقال عين الصباح تدمع لفلسطين.
صباح عظمة التواضع 10-12-2014
قال الصباح عن الحرارة المنخفضة في الأبدان، اقتربوا من القلوب ففيها حرارة الأوطان.
قال الصباح للذين التحفوا الغطاء لفوق رؤوسهم لا تغمروها بحجة البرد فالتنفس أصل الدفء. دعوا الهواء النقي يدخل القلب والعقل فتشعرون بدفءٍ لا ينتهي.
قال الذين يحسون لسعة البرد في أنوفهم إن الغطاء أيها الصباح عندما يغمر الرأس ينقلنا للتأمل في تسيير حياة كلها تعب. فقال الصباح ميزان الحياة بين القيم والتيسير هو سبب التعب فيرتاح إثنان: من يتخلى عن القيم ومن لا يغريه اليسر، وكلاهما يكشف رأسه من البرد ولا يحمرّ أنفه واحد تحمرّ عيناه شرّاً والثاني تحمرّ وجنتاه خجلاً وتواضعاً.
قال الذين غمر الغطاء رؤوسهم للصباح وهل من وصفة في منتصف الطريق بين القيم والتيسير؟ فقال الصباح أن تضعوا الميزان في قلوبكم لا في عيون الناس وتتساءلون عن درجة الرضا بين خياراتكم وما صنعتكم لأنفسكم من مراتب في تهذيب النفس وتنزيهها عن القشور والاتصال بالجوهر تجدون التيسير متصالحاً مع القيم. وكلما صار ميزانكم عيون الناس زاد التعب وخرجت قراراتكم قشور بقشور لا مكان للجوهر فيها، وصرتم عبيداً لما تأكلون وتلبسون وتسكنون، وليس المأكل والملبس والمسكن خدماً لأبدانكم وأرواحكم.
كشف الصباح رؤوساً مغطاة بداعي البرد وقال لها تغطى الرؤوس خجلاً أو لمؤامرة. والخجل والمؤامرة يكونان ضد الداخل في أنفسنا عندما نغطي رؤوسنا، فقفوا للمرآة وانظروا إلى الأعمق ستجدون أنكم تتحدثون عن اللهاث وراء الجاه والمال وترونهما عظمة وعزّاً، وتنسون عظمة التواضع وبساطة السكينة ولا يحمي الاوطان من يرونها باباً للجاه والمال، أو صارت فندقاً سيئ الخدمات فيهجرونها… الوطن كما الله عندما يصير مصلحة يصير كألهة الجاهلية من تمر، تعبد ثم تأكل… ولا فرق.
صباح الردّ آت 9-12-2014
صباح يقول لصباح مضى قبله… صباح الياسمين قبلات وعطر وصباح الحرب صواريخ وعبوات… المهم أنّ الردّ آت.
صباح الأسد إذا غضب 8-12-2014
قال الصباح يا شام … جوبر والقلمون هما الردّ.
قالت امرأة للصباح .. وحلب؟ فقال لها قوس قزح يلفّها ولما يئسوا منها جاؤوا إلى
حول الشام، فنلتقي في الصباح ونقول هنا دمشق من حلب قريباً.
قال شاب من فلسطين: لكن كرامتنا مجروحة فالشام شامنا ونريد ردّاً يزلزل الأعداء، وسئمنا بيانات الردّ في المكان والزمان المناسبين. فقال الصباح هذه المرة سيندمون كثيراً لأنهم استهانوا بالزمان والمكان المناسبين، وسيرون قريباً وقريباً جدّاً مكاناً وزماناً ومناسبين جدّاً، وسيُدهَش العالم… الردّ جاهز والقرار جاهز… ورجال الله وأسود الله جاهزون… سيصلون وتسمعون… وتوزعون الحلوى.
قال رجل من اليمن للصباح: نريد ردّاً مزلزلاً الكيان وأذنابه في المنطقة، نريد هاماتنا عالية من الآن، فعاشت سورية. فردّد الصباح: عاشت سوريا سيكون الردّ كما تشاؤون وتنتظرون. فقال الياسمين العطر يفوح من بين الجروح
لما رأى الصبح الأسد غاضباً ذهب إليه وقال شعبك معك وجيشك معك والمقاومة معك وحليفك في طهران معك، وصديقك في موسكو معك. فقرّر والقوم يردّدون من ورائك لبيك… لكن كثيرين ينتظرون قرارك والأعداء قبل الأصدقاء… و أولوياتك هي أولويات القوم وما تقرّر سيقولون لبيك… حلب؟ جوبر؟ القلمون؟ دير الزور؟ درعا؟ عمليات نوعية في الجولان؟ صاروخ على غرف عمليات «النصرة» داخل فلسطين؟ الأمر لك سيد الصباحات والقوم من ورائك لبيك… والشام تبقى أمّ المدن والعواصم وعروس الياسمين… لكن الردّ بعد جوبر والقلمون أجمل سيدي… جوريّ وياسمين.
صباح القلب الحار والعقل البارد أيها القيصر 7-12-2014
كان الصباح يبحث عن معادلات البرد والحر في المدن، فاختار موسكو بداية وقال كيف يكون العقل بارداً والقلب حارّاً؟ فوجد نفسه في حضرة القيصر لاعب الشطرنج والشيش والكاراتيه وصاحب المفاجآت والغناء في الساحات وصانع المعادلات… فلاديمير بوتين صباح الخير.
قال الصباح إن العقل البارد يمتص الصدمات ويصنع المعادلات ويقيم الحسابات. والقلب الحار يتمسّك بالعنفوان ويصنع التواضع و ينحني وينهض واقفاً ويملك قدرة العفو وإرادة المواجهة الشجاعة في المصاعب، وجمع العقل البارد والعقل الحار إنسان جبار. واستبدالهما بقلب بارد ترتبك فيه الميول والاتجاهات ويتسع للمعادلات وعقل حار يغضب للانفعالات ويرتجل المواقف والخيارات تليق بالصغار. فقال القيصر الحرب والحبّ ثنائية تغيّر الاقدار، وبعقل لاعب الشطرنج وقلب حامل السيف والاحساس المرهف يصنع الافراد نهاراتهم وتقاد لشعوب إلى ضوء النهار.
قال القيصر للصباح في العلاقة بين القلب والعقل والحرارة والبرودة كما الرجل والمرأة نصف الحياة صدق ونصفها خديعة لكن المهم أن يكون نصف الخديعة صدق ونصف الخديعة الباقي صدق ونصف نصف النصف الباقي صدق، حتى تضمحل الخديعة وتصير كالمكياج نوعاً من الخديعة المحببة والمرغوبة كما العطر خديعة لا غنى عنها لجمال اللقاء. وفي الحرب الخديعة الخالية من نصفها الصادق عبء على صاحبها ووبال عليه كما التهديدات الأميركية بقلب بارد وعقل حار، وها هي القواعد المالية لدولة المافيا العالمية ترتعش لأنّنا غيرنا القواعد وقلنا سنفتح الباب لكل مال ممنوع وملاحق ليستثمر في روسيا، أرادوها حرباً مفتوحة فلتكن ولكن ليس بقواعدهم بل وفقاً لقواعدنا…
فقال الصباح عاشت العقول الباردة بقلوب حارة لما تغيّر قانون اللعبة.
صباح الغضب الراقي 6-12-2014
يملك الصباح الهادئ الحق بالغضب… لألف سبب وسبب. دفاعاً عن كرامة شعب يحسّ أنه ذاهب إلى الذبح مع عسكرييه المخطوفين. وقال الصباح الهادئ من يضع العقل في لحظة تستدعي الغضب كمن يضع الغضب في لحظة تستدعي العقل فلا تستبدلوا أحدهما بالآخر، إنما الحياة ذكاء التوقيت.
لكن لما رأى الصباح أمّاً تبكي ابنها المذبوح عشر المرات قبل أن يقتل، وهي تستغيث وتسمع نداء العقل، غضب وقال: من لا يغضب لا يملك عقلاً وردّاً على سجال العقل والغضب.
قال الصباح للسائلين عن تدخل العقل لمنع الغضب بعد فوران الدم إن العقل قبل وقوع أسباب الغضب مانع لوقوعها، أما متى وقعت فالعقل لتنظيم الغضب كما الغضب فوران العقل انتصاراً لحقيقة صارخة أو حق مستخف به أو دم بريء مسفوك وإلا ضاعت المسافة بين الشهامة والخنوع، وبين الجبن والشجاعة، وبين العبودية والإرادة الحرة. فالفروسية امتناع عن الغضب في حال القدرة على العدوان وإقدام في حال التعرض للعدوان.
وقبل أن يمضي قال الصباح أما وقد وقعت الواقعة فدعوا الغضب يقول الكلمة الفصل بصفته غضباً عاقلاً، لا جنوناً خارج الوظيفة السامية للغضب الذي يليق بأهل المروءة والشهامة. حتى الموت يمكن أن يقع بأناقة واحترام كما يقع باستهتار وفوضى. وسمع الصباح صراخاً فقال لقد صاح الشعب انصبوا المشانق وامنحوا موتاً محترماً وأنيقاً للمحكومين منعاً للغضب الفوضوي، وحماية لما تبقى من أرواح العسكريين.
صباح الفقراء والغذاء… ويا معالي الوزير «اكسرلها إجرها» 5-12-2014
جاء الصباح متسللاً إلى أسواق الغذاء ليبحث في سلامة اللحوم والخضار وأمانها، فسمع من يهمس له اشتر من حيث يشتري كبار القوم أو الفلاحون، ولا تتبع الفقراء والموظفين في المدينة.
قال الصباح للفلاح هل تفتشون على سلامة الغذاء وأمنه؟ فقال: يفتش من يقوم بالغشّ ليكتشف درجة تأثير السموم. أما نحن فلا نحتاج التحقيق والتأكد لأننا لسنا منهم، فالفقراء لا يغشون الفقراء.
تابع الصباح مع الفلاح قائلاً: والأغنياء أليسوا مثلكم؟ قال بلى، الأغنياء لا يغشون الأغنياء، لذلك ينحصر الغش في ما يتشارك فيه أهل المدينة فقراء وأغنياء، أما ما هو خاص باستهلاك الاغنياء، فلا يطاوله غشّ ولا من يحزنون.
توجه الصباح إلى المدينة وسأل لماذا الغشّ في السمك لا في الكافيار؟ وفي لحم الغنم والبقر والدجاج لا في لحم الخنزير؟ فتذكر كلام الفلاحين.
ذهب الصباح إلى معالي الوزير وقال له: أسمعك منذ أيّام تصرخ في التجّار كأنهم الدجاج كي يحيدوا من طريقك. أريد أن أعطيك نصيحة سمعتها من الفلاحين: «بدل ما تقول للدجاجة كش اكسرلها رجلها… كان عالسكت انتهى الامر وتصحّح الغش وتأمنت صحة الناس إذا هيك القصد بلا توازن رعب… خليه بس بين المقاومة وإسرائيل، مش هيك يا معالي الوزير»؟!