غادة خوري تبدع رواياتها من الواقع
كتبت بشرى سليمان من اللاذقية سانا : تتميز الروائية راغدة خوري بغزارة إنتاجها الأدبي والمترجم على حد سواء، وتملك تجربة إبداعية غنية في المجالين، إذ تعالج في معظم أعمالها قضايا اجتماعية وإنسانية وعائلية لا تخلو من نقد الوضع المعيشي والتصرفات الخارجة على الحدود الطبيعية مثل الخيانة والعنف حيال المرأة.
بدأت خوري الكتابة عام 1999 وتأخرت في التأليف نتيجة ظروف عائلية رغم، أنها قارئة نهمة تأثرت في البداية بالأدب الفرنسي والروسي، ثم تأثرت بمدرسة أميركا اللاتينية، لكنها لم تسجن نفسها ضمن هذه المدرسة فطبقت ما تأثرت به على مجتمعها وعالجت قضايا مختلفة، منتقلة من الخاص إلى العام.
تقول «أحاول ألا التزم بنهج معين في الكتابة أو بمدرسة بعينها فالإبداع هو خلق اللاشيء، ورغم أن الكاتب يتأثر بتجارب كتّاب آخرين، إلاّ أنّ عليه ألاّ يسجن نفسه ضمن مدرسة أدبية محدّدة». وأكثر ما يحفز خوري على الكتابة قراءة كتاب ممتع، فضلاً عن الجو الذي يسوده الصمت. وأحياناً تتأثر بخبر صغير قرأته في جريدة وأثر فيها فيكون بمثابة ومضة لكتابة رواية، كما أن الطبيعة مهمة جداً إذ تخزن مفرداتها في مخيلتها وتستخدمها عندما تحتاج إليها، وتعالج في كتاباتها القضايا الإنسانية والمشاكل الاجتماعية ومعظم تركيزها هو على مشاكل المرأة والرجل ومشاكل العائلة عامة، فترصد عبر المشاكل مجمل العلاقات الإنسانية.
ترى خوري أن الأزمة أفرزت جموداً ثقافياً واضحاً مثل إغلاق بعض دورالنشر وتحوّل بعض المكتبات إلى دور أزياء، حتى أن هذا الجمود طال ذهن الكاتب فلم يعد يعالج الوضع الذي نعيشه، فأي فكرة سيعالجها ستكون غير مستساغة، مؤثراً الاستنكاف عن الكتابة. وتعتبر أن الواقع الأدبي يعاني تردّياً لناحية النقد لافتقار الساحة إلى النقد الأدبي المنهجي والموضوعي، فالمتوافر راهناً هو مجرد قراءات أو تعريف بالكتب، كما أن ثمة محسوبيات، وبالتالي نحتاج إلى نقاد أكاديميين متخصصين يعالجون الخلل القائم.
حول تجربتها في الترجمة توضح خوري: «أدرس الأعمال الروائية وأنتقي العمل الذي أجده مفيداً وجاداً وهادفاً وعميقاً فأترجمهه وأقدم إلى شبّاننا من خلال تجربتي في ترجمة الكتاب الإفادة من قراءة الأفكار العميقة ودخول عوالم جديدة وأفتح أمامهم آفاقاُ ورؤى وأخرجه من المحيط الضيق الذي يعيش فيه، إذ يملك حقاً في القراءة والاطلاع على ما يكتبه وينتجه الاخرون».
تلفت إلى أنها تترجم أعمالاً قصصية وروائية عن الفرنسية إلى العربية، ولديها تسعة كتب مترجمة، بينها كتابان لعتيق رحيمي الأفغاني، «حجر الصبر» و»ملعون ديستوفيسكي».
أما إنتاجها الأدبي فيضم عدة روايات، بينها رواية «هل أعود» 2002 ورواية «استلاب» 2003 التي تتحدث فيها عن الإنسان المستلب في العصر الراهن قشور معينة فتسحبه من واقعه وتأخذه بعيداً عنه. بالإضافة إلى رواية «أجساد ترتمي خلف الباب» 2006 ورواية «زهرة عباد الشمس» 2007 ورواية «هيا بنا نتعرى» 2008 ومحورها التكنولوجيا ومساوئها إذا ما أسيئ استخدامها، خاصة من الشبّان.
من أعمالها أيضاً رواية «سبع نساء ورجل» وتفصل فيها حياة رجل من خلال سبع نساء، معالجةً التغيّرات السياسية والفكرية والاجتماعية من فترة الأربعينات حتى بداية القرن العشرين، وأحدث أعمالها روايتان مترجمتان: «أغرب حكاية في حياتك» للكاتبة الهندية شيترا كاروني و»النور المتلاشي» للكاتب الكولومبي توماس غونزاليس، وهذه الأخيرة عن موضوع الموت الرحيم ومأساة عائلة تضطر إلى الرضوخ له.
راغدة خوري من مواليد 1952، خريجة جامعة حلب، كلية الآداب، قسم اللغة الفرنسية، وتحمل ديبلوماً من جامعة دمشق عام1977.