صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
ليفني: نتنياهو فشل في حماية «الإسرائيليين»
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أنّ تسيبي ليفني، رئيسة حزب «الحركة»، ورئيس حزب «العمل» يتسحاق هرتسوغ، الذين اتفقا على دخول الانتخابات المقبلة بقائمة موحدة، أجرا الخميس الماضي زيارة إلى محيط قطاع غزّة.
وأضافت الصحيفة أن ليفني وهرتسوغ استغلّا الزيارة لانتقاد رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، إذ قالا إنه ضعيف أمام الإرهاب، وإنه لم يستطع حماية المواطنين خلال الحرب الأخيرة على غزة في حزيران الماضي.
وأوضحت الصحيفة أن ليفني قالت إن حركة حماس حركة إرهابية ولا أمل في السلام معها، وإن السبيل الوحيد لصدّ هذا الإرهاب العمل بقوة ضدّ هذه المنظمة. ومن جانبه، قال رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ، إنه لا حل وسطياً مع الإرهاب، ولكن من خلال مبادرة سياسية يمكن إعطاء أمل ويجب تنمية غزة لأن ذلك سيضمن أمن دولة «إسرائيل».
بن إليعازر يعلن رسمياً اعتزاله السياسة بسبب مرضه
ذكرت صحيفة «هاآرتس» العبرية أنه بعد ستين سنة من العمل السياسي، قرّر عضو «الكنيست» السابق بنيامين بن إليعازر اعتزال العمل السياسي نهائياً. وأضافت الصحيفة أن بن إليعازر البالغ من العمر 78 سنة، المعروف بصداقته للرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، أعلن اعتزاله السياسي بعدما احتُجز في أحد المستشفيات في «إسرائيل» بعدما أصيب بوعكة صحية ألزمته فراش العناية المركزة.
وأوضحت الصحيفة أن بن إليعازر أرسل خطاباً إلى رئيس «الكنيست» يولي أدلشتين يبلغه فيه باستقالته من «الكنيست» المنحلّ ومن أيّ عمل سياسيّ لتفرّغه للاهتمام بصحته التي شهدت مؤخّراً تدهوراً كبيراً.
نتنياهو يرى الطابور ويخاف!
كتب ناحوم برنياع في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: هرتسوغ وليفني نزلا معاً من غرفة جانبية محاطين بمرافقة مبالغ فيها من المساعدين ورجال الأمن، والصوت الذي لا لزوم له من قبل أشخاص من حزب «العمل» دُعيوا إلى لقاء من أجل غناء «ها هو من الذي جاء، رئيس الحكومة المقبل». لبس الاثنان ملابس متشابهة، بزّة عمل سوداء وقميصاً أبيض. كان هذا جريئاً، وقد تذكرت فيلم «الأخوان بلوز» من إنتاج جون بلوشي ودان أكرويد والذي تدور قصته عن مغنيين توأمين بالملابس وخرجا في مغامرة معاً. هرتسوغ ليس بلوشي وليفني ليست أكرويد، لكن خروجها إلى الطريق المشتركة مغامرة بالفعل.
لا يوجد بعد اسم للقائمة الجديدة. قيل لي إن اسمها الموقّت سيكون «المعسكر الوطني» أو «هتكفاه» أو «هعفوده بِتنوعه» أو ببساطة «تسيبي بوغ».
عموماً، كانت هذه خطوة سياسية إيجابية، من أعراض العملية الانتخابية التي ستكون محفزة. شخص واحد كان يستطيع أن يكون الخطابة لابنة إيتان ليفني من الايتسل لابن حاييم هرتسوغ من «الهاغانا»: بنيامين نتنياهو. إلى هذا الحدّ قوّته كبيرة. وهناك من يقول إن قواه لم تستنزف بعد. فمن شأنه في وقت من الأوقات توحيد لابيد وكحلون، أو أحدهما مع ليبرمان، أو ثلاثتهم.
المشترك بين جميع هؤلاء السياسيين، الشعور أن عهد نتنياهو قد انتهى. ليس الحديث عن خلافات إيديولوجية أو التحفظ المسبق: وراء كل واحد منهم سنوات من العمل مع نتنياهو، في الحزب نفسه أو الحكومة نفسها. أيضاً ليس الحديث عن حادثة وحيدة، فجائية، شيء يشبه الفيضان في ينابيع النقب. الحديث عن عملية طويلة. ست سنوات متواصلة في السلطة فعلت فعلها إزاء نتنياهو وزملائه. فتراجعت سلطته، وتراجع أداءه، حواسه السياسية تراجعت، وملّ من وزرائه ووزراءه ملّوا منه. وأوّل من لاحظ التدهور واستقال كان وزراء حزبه، كحلون وساعر. ليبرمان لاحظ وبقي بشروطه، لابيد وليفني أصبحا منفصلين عنه.
اعتاد آرييل شارون القول إنه إذا كانت الوظيفة تثقل عليه فإنه ينظر إلى الطابور الطويل لأولئك الذين يريدون وراثته، فيصحو، يرى نتنياهو الطابور ويخاف. هكذا فقط يمكن تفسير خطواته الأخيرة، تأييده قانون ضريبة قيمة مضافة صفر للشقق السكنية الذي تحوّل إلى معارضة، ومعارضته قانون ضريبة قيمة مضافة صفر للمنتوجات الغذائية التي تحوّلت إلى تأييد والاصلاحات في التعليم والصحة التي صودق عليها وألغيت في الوقت نفسه. تأييده الموازنة والتراجع عن ذلك. المواطنون يتخذون قراراتهم بحسب خطط الحكومة: يشترون الشقق، يتوقفون عن تعليم «البسيخومتري»، يقارنون التأمين الصحي. وعندما تتصرّف الحكومة مثل السكران، يتم إلقاءهم على قارعة الطريق، يستطيعون تحمل قيادة من دون رؤيا لكنهم لا يستطيعون تحمل قيادة متعرجة، قيادة تنغّص عليهم حياتهم.
حتى انقلاب عام 1977، كانت في الدولة مرساة سلطوية واحدة فقط: «مباي». تشكلت حكومات وذهبت، تشكلت ائتلافات وتفكّكت، ولكن على رأسها كلها كان حزب واحد. والانقلاب خلق مرساتين: يمين ويسار، «ليكود» و«عمل». أعطيت السلطة لأحد الحزبين أو انقسمت بينهما. أما الباقي فكانت أحزاب ثانوية.
أقام شارون حزب «كاديما» على أمل تحويله إلى «مباي» الجديد. المحاولة لم تنجح. بقينا مع أسطول كبير من الأحزاب الثانوية، من دون مراسي، من دون سفن مع سارية. كل واحد يستطيع أن يصرخ «ها هو» ويعلن أنه رئيس الحكومة المقبل. الفوضى السياسية ستتحول إلى مبتزّين ومن يتم ابتزازهم. كل حزب سيدّعي أنه كفة الميزان ويبتزّ رئيس الحكومة حتى النهاية. ومشكلات الحكومة السابقة ستكون قمة السلامة مقارنة مع الحكومة المقبلة. هرتسوغ وليفني يريدان تجاوز هذا الأمر.
نتنياهو هو الذي قرّب بين هرتسوغ وليفني: الانقسام السياسي وفّر لهما الدافع المشترك، والاستطلاعات قامت بعمل الباقي. قصة الغرام التي تتشكل وصفت هنا بشكل موسّع يوم الجمعة الماضي.
كان الاثنان معاً في نهاية الاسبوع في فندق «فيلارد» في واشنطن، في «منتدى سبان». سُمِعا وصُوّرا مثل زوجين في شهر العسل. وعندما نزلا عن المنصّة قلت لليفني: تستطيعان تقاسم رئاسة الحكومة. وقالت لي أول من أمس إنها تريد أن تُدفن في ذلك المكان، وكان التقاسم سرّياً بينها وبين شركائها من حزب «العمل».
تقاسم السلطة هو ما يريده الجميع الآن. هكذا هو الأمر عندما لا يوجد ملك في «إسرائيل»، لكنهم يزعمون أنه يوجد الكثيرين من أجل التاج.