المقداد: المجتمع الدولي يحتاج إلى الثقة بالدولة السورية
بحث ميخائيل بوغدانوف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، نائب وزير الخارجية مع وفد من المعارضة السورية في موسكو أمس، آفاق استئناف مفاوضات جنيف، وتبادل الوفدان الآراء حول تطور الأحداث في سورية وحولها.
وأشارت الخارجية الروسية في بيانها عقب اللقاء، إلى أن الجانب الروسي لفت أنظار وفد المعارضة إلى غياب أي بديل لتسوية الأزمة السورية بطرق سياسية ودبلوماسية وضرورة ابتعادها عن الإرهابيين والمتطرفين، وإلى أهمية ضمان المشاركة الواسعة لوفد المعارضة في المحادثات السورية وجذب ممثلي الحركات المعارضة بما فيها العاملة داخل سورية إلى العملية السياسية.
جاء ذلك في وقت، أكد فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري «أن ما تشهده البلاد هو عبارة عن حرب تشنها الولايات المتحدة والقوى غير الديمقراطية في المنطقة كالسعودية وتركيا و«إسرائيل» التي تقدم الأسلحة لمجموعات إرهابية على غرار القاعدة وجبهة النصرة، مشيراً إلى أن الوقت قد حان ليفهم المجتمع الدولي أن عليه إعادة تقويم ما تشهده سورية ليعلم أنه يحتاج إلى الثقة بالدولة السورية وليس بالإرهابيين. وأكد أن المفاوضات السياسية هي الحل الوحيد للأزمة».
وقال المقداد: «إن الولايات المتحدة تريد من خلال هذه الحرب ضد سورية استسلام آخر دولة في الشرق الأوسط تطالب بالحل العادل للصراع العربي الإسرائيلي وتغيير طبيعة التحالفات في المنطقة، مشيراً إلى أن الدولة السورية تعاملت بروية مع الأحداث وحاولت قراءتها بشكل مفصل وأنها لم تكن تتوقع الكمية الهائلة من الأسلحة والأموال التي دخلت إلى البلاد، كما أن الجيش السوري كان محضّراً لحرب خارجية مع العدو الذي يحتل الأرض، ولذلك كان هناك نوع من المفاجأة في بداية الأحداث».
وحذر المقداد من السياسات التي يتبعها بعض السياسيين لتبرير دعم المجموعات الإرهابية على غرار القاعدة عبر القول: «إن سورية أصبحت كالمغناطيس للمنظمات الإرهابية»، محمّلاً «أصحاب هذه المزاعم المسؤولية عن تدفق الإرهاب إلى سورية عبر خلق البيئة التي جذبت هذه المجموعات».
وفي سياق متصل، عّبرت موسكو عن قلقها الشديد من احتمال وقوع منظومات مضادة للدبابات في أيدي الإرهابيين في سورية الذين قد يستخدمونها ضد المدنيين. ودعت جميع من يزود «المعارضة» بالسلاح إلى الحذر لمنع تصعيد العنف ووقوع خسائر بشرية جسيمة بين المدنيين.
إلى ذلك، نفى مصدر عسكري سوري تحرك أي آليات أو مدرعات تابعة للجيش باتجاه الحدود الأردنية، بالتالي ما تم استهدافه من قبل سلاح الجو الأردني لا يتبع للجيش السوري.
وكان التلفزيون الأردني ذكر أن طائرات أردنية دمرت عدداً من الآليات المموهة حاولت اجتياز الحدود من سورية إلى الأردن فيما زعمت بعض وسائل الإعلام أن هذه الآليات تابعة للجيش السوري، في وقت أكد محمد المومني الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية أن الآليات التي دمرها سلاح الجو الأردني هي سيارات دفع رباعي وتختلف عن الآليات التي تستخدمها الجيوش النظامية، مبيناً أنه يعتقد بحسب الخبرة في هذا المجال أنها تحمل سلاحاً أو مخدرات.
ميدانياً، تابع الجيش السوري عمليته العسكرية داخل أحياء حمص القديمة، مستهدفاً تجمعات وتحصينات المسلحين في القصور والخالدية والقرابيص وباب السباع وبساتين الوعر وأحياء باب هود وجورة الشياح والحميدية والدبلان والورشة، في حين استهدفت وحدات أخرى من الجيش المسلحين في مناطق تل السناسل بالرستن وكراج الدرويش والتلة بتلبيسة وفي الغنطو والخالدية والدار الكبيرة وعين حسين والقبان بريف حمص.
وفي حلب استهدفت وحدات الجيش مسلحين في محيط السجن المركزي وكفرحوت وأورم وبابيص والشيخ سعيد والعامرية والمنصورة والليرمون ودارة عزة وكفرحمرة ومحيط المدينة الصناعية، في حين استهدفت وحدات الجيش في درعا مسلحين في جنوب شرقي القصر بالنعيمة وفي بلدات أم ولد والمسيفرة وعتمان ونوى وداعل واليادودة، وفي حديقة حي الأربعين وشرق دوار المصري بمدينة درعا ومحيط جامع بلال.
وفي ريف اللاذقية الشمالي سيطر الجيش السوري والقوات الرديفة على السفوح الغربية للمرتفع 1017 في منطقة عين تشالما، واستهدفت مدفعيته مسلحين في نبع المر وكسب ومحيطها وجبل النسر والخرافة وترتياح والقصب ومناطق سلمى.