الجيش السوري يوقع عشرات القتلى وفرار في صفوف «داعش»
ديرالزور- مالك الجاسم
للمرة الثالثة على التوالي يحاول عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي التقدم إلى النقاط العسكرية في محيط مطار ديرالزور، والعنوان المشترك للمرات الثلاث كان فشل ذريع مع خسائر كبيرة فاقت التوقعات وبقي ما يحصل في محيط مطار ديرالزور هو المشهد الرئيسي في وسائل الإعلام.
«داعش» اعتمد الأسلوب ذاته الذي يستخدمه في كل مرة عبر الاعتماد على المفخخات ومن ثم الهجوم. لكن ذلك لم يعد ينفع لأن وحدات حماية مطار ديرالزور والنقاط العسكرية الموجودة في محيطه أفشلت كل الخطط، وأبدى بواسل الجيش السوري استعداداً كبيراً لأي طارئ ومهما كان نوعه وتثبت المرات الثلاث التي كان يهاجم بها إرهابيو «داعش» محيط المطار ذلك من خلال الخسائر الكبيرة التي كان يتلقاها عناصر التنظيم.
عشرة أيام ساخنة
عشرة أيام كانت تحمل الكثير من السخونة في معطياتها فكانت الكلمة الفصل دائماً للجيش السوري عبر صده لهذه الهجمات.
في الخامس من شهر كانون الأول بدأ أول هجوم من قبل «داعش» عبر مفخخة حاولوا تفجيرها لكن وحدات الجيش تصدت لأكبر هجوم واستطاعت وحدات الجيش تدمير المفخخة والاشتباك مع عناصر «داعش» في أكثر من موقع في المريعية وحويجة المريعية والجفرة، وكانت الحصيلة مئات القتلى من «داعش» رُحّلوا إلى جهنم مع تدمير عدد كبير من الآليات وخسائر عناصر التنظيم كانت باعتراف مواقع وصفحات المعارضة.
وفي المرة الثانية، حاول عناصر «داعش» تكرار التجربة لكن ذلك لم يكن ينفع وكانت وحدات الجيش على أهبة الاستعداد وأوقعت في صفوف التنظيم خسائر كبيرة قدرت بالعشرات مع تدمير عدد من المجنزرات والعربات المصفحة وسيارات البيك آب المركب عليها رشاشات ثقيلة.
أما في المرة الثالثة، فكانت ليلة الثاني عشر من الشهر ذاته وكانت الطريقة نفسها التي باتت معروفة للجميع، إذ اعتمد إرهابيو «داعش» على أسلوب المفخخات وهذه المرة كانت عبر دبابة جرى تفخيخها بكمية كبيرة من المتفجرات يقودها أحد الإرهابيين ويدعى أبو الفاروق الليبي والدبابة كانت تحمل ستة أطنان من المتفجرات لكن أيضاً وحدات الجيش كانت يقظة لهذه المحاولة وتم تفجير الدبابة بواسطة صاروخ مضاد للدروع قبل وصولها إلى إحدى النقاط العسكرية تلته اشتباكات عنيفة استمرت لساعات ونتيجة هذه الاشتباكات التي دارت بين وحدات الجيش وعناصر داعش سقط العشرات من عناصر داعش قتلى إضافة لمئات الإصابات التي غصت بها المستشفيات الميدانية للإرهابيين.
وبقي مطار ديرالزور يعمل كما المعتاد ومنطلق للاستهداف الجوي على مواقع وأوكار وتجمعات «داعش» في المدينة والريف وبقيت حركته الطبيعية المعتادة.
تقدم وهمي وانتصار خلبي لـ«داعش»
لم تتوقف قنوات ومواقع وصفحات المعارضة عن الكذب وبقيت تنقل تقدم وهمي وانتصار خلبي ليس له على أرض الواقع أية صلة بل كانت تعمل على تغطية خسائر «داعش» الكبيرة ببث أخبار كاذبة عارية عن الصحة وبات الجميع يدرك أن هناك حرباً إعلامية غير مسبوقة على مطار ديرالزور وفي كل مرة كانت عواجل قنوات المعارضة تبث سمومها المعهودة وكذبها. كانت الصورة الحقيقية ومقاطع الفيديو الواردة من أرض المعركة تثبت إن الكفة مع أبطال الجيش السوري والخسائر الكبيرة لـ «داعش» كانت تقدر بمئات القتلى وعشرات الإصابات وما فعله إرهابيو «داعش» في الرقة يثبت أنهم يعيشون في عالم الخيال وما نقل لنا من هناك أن أفراح إرهابيي «داعش» بقيت للصباح وإطلاق الأعيرة النارية كان مستمراً احتفالاً بانتصار وهمي نُقل إلى هناك لإعطاء دافع لبقية الإرهابيين للالتحاق في صفوف «داعش» بعد أن باتت هناك حالات فرار بالجملة خوفاً من أن يكون مصيرهم كمصير من سبقوهم من الدواعش الذين رُحّلوا إلى جهنم، وبالفعل نتيجة الفرار الكبير في صفوف «داعش» تواردت الأنباء عن قيام عناصر التنظيم الإرهابي بإعدام أكثر من 200 مقاتل من «داعش» نتيجة فرارهم من أرض المعركة.
خسائر «داعش» الأخيرة
وكانت خسائر «داعش» في محيط مطار ديرالزور، المريعية وحويجة المريعية وأطراف قرية الجفرة، عشرات القتلى غالبيتهم من جنسيات غير سورية إضافة لتدمير سبع عربات بيك أب مركب عليها رشاشات ثقيلة وتدمير عربتين ب.م.ب إضافة إلى استهداف سلاح الجو تجمعات عدة وأوكار لـ»داعش» وتدمير عدد كبير من آلياتهم وعتادهم.
سلسلة عمليات
بقيت منطقة حويجة صكر منطقة ساخنة مع استمرار الاشتباكات بين وحدات الجيش السوري وعناصر تنظيم داعش ونتيجة هذه الاشتباكات كان هناك دائماً مزيد من القتلى في صفوف الإرهابيين وغالبيتهم من الجنسيات الغير السورية من بينهم التونسي سعيد أبو فاروق والعراقي عقبة أبو همام وتدمير سيارتين بيك أب ومدفع هاون.
وبقي سلاح الجو ينطلق من مطار ديرالزور ليستهدف مواقع تمركز «داعش» في قرية حطلة وفي حويجة صكر وبالقرب من جسر السياسية ومحيط هذا الجسر وفي عدد من أحياء مدينة ديرالزور وبعض قرى ريف ديرالزور الشرقي والغربي واستهدف الجيش رتلاً من السيارات التي كانت تنقل النفط ما أدى إلى تدمير أكثر من 50 سيارة في منطقة الشولا.
وبقيت مدفعية الجيش تدك أوكار الإرهابيين في أحياء مدينة ديرالزور وشهدت بعض الأحياء في المدينة اشتباكات كانت عنيفة في حي الصناعة والرشدية وكانت حصيلتها مقتل وإصابة عدد من عناصر «داعش».