نشاطات لـ«القومي» في المغتربات تؤكّد حضوره الفاعل

ليس غريباً على حزب عريق كالحزب السوري القومي الاجتماعي، ولد من رحم هذه البلاد الطيبة، أن يظلّ حيّاً فاعلاً أنّى وطأت أقدام المنتمين إليه ومناصريه ومحبّيه، خصوصاً أنه يؤمن بقضيّة حقّة، وأنّه يشكل فكرةً وحركةً تتناولان حياة أمّة بأسرها. أمّة يشهد لها العالم أجمع بالكثير من الفضل، وإن تنكرت دول وأنظمةٌ عدّة لهذا الفضل.

وليس غريباً على حزب عظيمٍ كالحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ، أن تُكتب عنه التقارير الإعلامية، وتلقى في حضرته الخطابات، وتؤلّف عنه الدراسات، ولعلّ أبرز ما يحضرنا، ونحن ما زلنا نحيا عيد التأسيس الـ82، مقال نُشر منذ سنيتن على موقع «العربية نت»، للكاتب كمال قبيسي، عنونه «الحزب الذي لا تغيب عنه الشمس»، وخصّ متنه ليتحدّث عن تأسيس الحزب ومسيرته، وجاء في مقدّمة المقال: «قد لا تصدّق أن حزباً تمر ـ يوم الجمعة المقبل 2012 ـ 80 سنة على تأسيسه في بيروت، ما زال أحد أقوى الأحزاب بالانتشار الجغرافي في العالم، إلى درجة يصعب معها أن تجد دولة تخلو من نشاط حزبي يقوم به بعض أفراده المقيمين فيها كمهاجرين، وعددهم عالمياً بمئات الآلاف بلا مبالغة».

وليس غريباً على القوميين الاجتماعيين، أن يكونوا فاعلين في متحداتهم، إن كانت هذه المتحدات في الوطن أو في المغتربات، ولا نقصد بالفاعلية هنا أن يتبوّأ القوميون الاجتماعيّون في المغتربات كلّهم مراكز مرموقة ومواقع متقدّمة، بل نقصد ما استطاع إنتاجه هؤلاء، وعاد بالنفع إلى بلادهم وحضّ البلدان المضيفة على احترامهم. مطبّقين نداء الزعيم أنطون سعاده إلى الأمة، الذي أطلقه في الأوّل من أيار عام 1949 وجاء فيه: «أيها العمّال والفلاحون السوريون! يا أصحاب الفنون والحِرف! أيها المنتجون علماً وفكراً وغلالاً وصناعةً! أنتم أوردة الحياة وشرايين القوّة في جسد الأمة السورية الحيّ…».

وفعلاً، برهن السوريون القوميون الاجتماعيون في المغتربات، أنّهم شرايين قوّة وأوردة حياة، هم الذين ينظّمون دائماً الأنشطة والفعاليات التي تربط الجالية بالوطن الأمّ، وهم الذين يؤكّدون حضورهم يومياً، بفعالية تامة.

ولأنّ «البناء» تختتم اليوم نشر التقارير الإعلامية المتحدّثة عن احتفالات الحزب في الوطن وعبر الحدود، وذلك بعد شهر متواصل الأيام، كان هذا التقرير عن عددٍ من الأنشطة الاغترابية، التي تؤكّد أن هذا الحزب حيّ في المغتربات، كما هو حيّ في الوطن.

منفذية الأرجنتين

أقامت منفذية الأرجنتين في الحزب السوري القومي الاجتماعي سلسلة نشاطات احتفالاً بالعيد الـ82 للتأسيس، بدأتها بمحاضرة ألقتها تمارا للي باللغة الاسبانية، بحضور القوميين وعائلاتهم، وجمع من أبناء الجالية والمواطنين الأرجنتينيين، إذ تناولت المحاضِرة الأوضاع في الأمة السورية والعالم العربي، وتحدثت كيف استشرف سعاده، منذ حداثة سنّه، الأحداث الجارية الآن، وحذّر من تفاقمها، إذا لم يقم السوريين باتخاذ الإجراءات لتوقيفها، ودلّ عليها كلها: من الأخطار الصهيونية والوهابية، والخطر التركي العثماني، إلى الخطر الطائفي الطائفي والمذهبي، ونتيجة هذه الأفكار لم يجد المتنفّذون إلا طريقة واحدة اعتقدوا أنها توصل إلى إسكاته ألا وهي اغتياله.

واستعرضت تمارا للي بعض المقالات والمحاضرات التي حذر فيها الزعيم أبناء الأمة من هذه الأخطار، مشيرة إلى تواريخ نشرها.

وفي ختام المحاضرة أجابت على أسئلة الحضور حول فكر الزعيم وحول الأحداث التي تشهدها الأمة هذه الأيام.

كما أقيم حفل عشاء في دار المنفذية لمناسبة عيد التأسيس، تم خلاله توزيع شهادات التخرّج لطلاب دورة تعلم اللغة العربية، ولطلاب دورة تعلم الطهي العربي، كانت قد نظمتها المنفذية، وقامت بتوزيع الشهادات على المشاركين، زوجة السفير السوري في الأرجنتين.

وفي ختام الحفل تقدم الحضور بالشكر إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي على العمل الدائم والمستمرّ لخدمة الحقيقة التي يحملها.

واختتمت الاحتفالات بشهر التأسيس بإقامة ليلة موسيقية قدمتها الاوركسترا الفيلارهوميكا لجامعة بونس آيرس بحضور المنفذ العام أنطون كسبو وأعضاء الهيئة، أعضاء السلك الدبلوماسي السوري، رؤساء جمعيات ونواد سورية، وحشد من القوميين والمواطنين الأرجنتينيين، وأبناء الجالية، كما حضرت فرقة الأوركسترا بكاملها، إضافة إلى الكورس الذين عزفوا وانشدوا لبيتهوفن ومندل وتشايكوفسكي.

وقد بدأ الاحتفال بكلمة للمنفذ كسبو تحدث فيها عن الموسيقى السورية وكيف أنّ أول نوتة موسيقية ظهرت في سوريا واليوم يعزف العالم بوساطة هذه النوتة للسلام في سوريا، وكيف أنّ أحرف الأبجدية انطلقت من سوريا، واليوم يكتب العالم من وراء هذه الأحرف للسلام في سوريا، التي علمت العالم الصلاة بوساطة النفس السورية السامية واليوم يصلي العالم لسوريا من اجل السلام فيها.

وقد شكر المنفذ أعضاء السلك الدبلوماسي السوري لمشاركتهم في هذا اللقاء، كذلك رؤساء المؤسسات والنوادي السورية في الأرجنتين لحضورهم، كما توجه بالشكر إلى الدولة الأرجنتينية لموقفها الحازم والصريح والمحق حول الأوضاع في سوريا في هيئة الأمم المتحدة، منوّها بخطاب رئيسة الأرجنتين الدكتورة كريستينا كيشنر، ومواجهتها لكبار رؤساء الدول المتهمة بهذه المؤامرة.

وبعد عزف عددٍ من الألحان والأناشيد، فاجأت الفرقة السيمفونية الحضور بعزفها وإنشادها نشيد الكيان الشامي.

منفذية فرنسا

نظّمت منفذية فرنسا في الحزب السوري القومي الاجتماعي مخيّماً تثقيفياً ترفيهياً، على مدى يومين في الوسط الفرنسي، احتفالاً بالعيد الـ82 للتأسيس، شارك فيه المنفذ العام الدكتور أنطون أشقر وأعضاء هيئة المنفذية، ومسؤولو الوحدات، وجمع من القوميين والأصدقاء، وتخللت المخيم ورشات عمل، خصّصت للإضاءة على العمل الحزبي في المغترب عموماً وفي فرنسا خصوصاً.

كما أعدّت نظارة التدريب نشاطاً رياضياً ترفيهياً، تمّ فيه التعارف بين المشاركين، كما وضع ناموس المنفذية جميل المر برنامجاً تفصيلياً للنشاطات.

وفي نشاط اليوم الأول، ألقى المنفذ العام أشقر كلمة ترحيبية، أشار فيها إلى أنّ الحزب القومي يتميّز بالانتشار الجغرافي في العالم، إلى درجة يصعب معها أن تجد دولة واحدة تخلو من نشاط حزبي يقوم به قوميون مغتربون، حتى ليصحّ فيه القول إنه الحزب الذي لا تغيب عنه الشمس.

وقال أشقر: إننا اليوم وأكثر مما مضى بحاجة إلى غاية ومبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي، خصوصاً في هذه الظروف التي تمرّ بها امتنا. فهي مقسمة دويلات تمزقها الطائفية البغيضة وتدمرّ بنيتها الاجتماعية، ولذا نحن مطالبون بالالتزام والعمل الجاد والمستمرّ والمثمر، حتى نفي أمتنا بعض حقها علينا، وهي الأمة الهادية للأمم، والتي تستحق أن نقول لها: من أجلك سورية هذا القليل.

وألقى ميكايل نصر الدين محاضرة تناول فيها استراتيجية العمل الحزبي عند سعاده، وكيفية تطبيقها عملياً في منفذية فرنسا. وشدّد على أهمية وضع تصوّر أو رؤية بعيدة الأمد، يتضمّن أساسها أهدافاً قصيرة أو متوسطة.

كما كانت لنظارات المالية والإذاعة والتدريب والتربية ورشات عمل خاصة بكلّ منها. حيث تمّ البحث في الشؤون الإدارية والتنظيمية وخطة العمل.

وبعد اختتام ورشات العمل، دار حوار حول فكرة تأسيس الحزب، حيث أجاب المنفذ العام وأعضاء الهيئة على أسئلة القوميين والمواطنين، وخلال السهرة تنوّعت النشاطات الترفيهية والرياضية.

وفي اليوم التالي، أقيم احتفال خطابي افتتح بنشيد الحزب، وقدّم ناظر الإذاعة سمير مخلوف المتحدثين، حيث ألقت كلمة مديرية باريس مديرة المديرية جوزفين نصر، فأشارت إلى أنّ مفاعيل تجزئة الأمة لا تزال مستمرة، بل نواجه تهديد ازديادها وتجزيء المجزأ، وأكدت أننا أمام مرحلة خطيرة… والمواجهة تكون أولاً بوحدتنا والثبات على إيماننا بقدرة شعبنا على الترقيّ والتقدم والنصر، فعملية التأسيس لا تنتهي بل هي حركة دائمة متجدّدة في نفوسنا.

وألقى كلمة مفوضية تولوز المفوض سامي ريما فرأى أنّ النهضة مَعْلمٌ قوامه الفرد المتحصّن بالوعي والإيمان والإرادة، إرادة بناء مجتمع جديد بإنسانٍ جديد، والسبيل الوحيد إلى ذلك هو نشر الوعي القومي وتعميمه على كلّ المواطنين لأنّ العقيدة القومية الاجتماعية، ليست لنخبة منغلقة في برجها العاجي، تنظر إلى أحوال الشعب المحيطة بها، وتقول إنه على خطأ فهو لم يتعرّف إلى النهضة.

أضاف: كلّ واحد منا ركيزة في هذا المعلم، وكلّ واحد منا مبشر أيضاً، مسؤوليته الأولى الدعوة، فلنكن القدوة والمثال، ولنبن ركائز، ولنسر قدماً في ساحة الجهاد، لأن المعركة الأساس هي معركة بناء مجتمعنا الجديد.

ثم ألقت المواطنة سمر مكارم أشقر نصاً كتبه الزعيم لمحاميه بعد انكشاف أمر الحزب، «في ما دفعني إلى إنشاء الحزب السوري القومي الاجتماعي». وألقى ناموس المنفذية جمال المر قصيدة وطنية للشاعر نزار قباني.

واختتم الحفل الخطابي بكلمة منفذية فرنسا ألقاها ناظر الإذاعة والإعلام سمير مخلوف وقال: نحتفل اليوم بالعيد الثاني والثمانين لتأسيس الحزب. ولا يمكن أن نفوّت هذه المناسبة من دون أن نستعيد الأسباب والغاية التي دعت أنطون سعاده إلى إنشائه. لقد كتب الزعيم قبل تأسيسه الحزب وبعده، مقالات يدعو فيها الشعب إلى العمل الجماعي المنظم، إلى القوة المنظمة، والى إنشاء الجمعيات والمؤسسات في المغترب كما في الوطن. فهو اعتبر أنّ العمل ليس وقفاً على من بقي في الوطن بل على المهاجرين من أبناء جلدته أيضاً، وقال يخاطب المهاجرين: «لا تقولوا ما لنا ولما يحدث في الوطن الذي هجرناه فأنتم سوريون وشرفكم مقيّد بشرف سورية. لا تقولوا قد أصبحنا بين أمم حرة، فلننس عبودية الأمة التي خرجنا منها، فأنتم بين الأمم الحرة كالحلميات تمتصّ من حيويات غيرها، فإذا لم تكونوا انتم أحراراً من أمة حرة فحريات الأمم عار عليكم».

أضاف: نعم، هذه الحرية التي ننعم بها في فرنسا لا فضل لنا بها بل هي نتيجة حروب سفكت فيها دماء كثيرة. وحريتنا الفردية هذه من حرية المجتمع الفرنسي التي حصلنا عليها ولم نحققها بأنفسنا، قد قدّستها تضحيات عظيمة لشعب آخر له شخصيته التي تختلف عن شخصيتنا ومثله العليا التي تختلف عن مثلنا ونظرتنا إلى الحياة والإنسان. وهذا ما يضع على أكتافنا مسؤوليات وواجبات أعظم، فالحرية التي نريد هي الحرية التي تؤخذ بالصراع، هي حرية المجتمع الذي يجسّد شخصيتنا ومثلنا ونظرتنا إلى الحياة.

ورأى مخلوف أنّ من أهم ما يدعونا إليه سعاده هو درس وفهم حركة الحزب السوري القومي الاجتماعي. وهذا الفهم يبتدئ من دراسة فعل التأسيس، أسبابه وغايته. فالهدف الذي أنشئ له هذا الحزب هو هدف أسمى، وهو جعل الأمة السورية صاحبة السيادة على نفسها ووطنها، وبذلك يكون الخلاص من كلّ ما عانت وتعاني منه أمتنا.

وأكد مخلوف أنّ جوهر غاية العمل هو نهضة اجتماعية لأنها الطريق الوحيد إلى حياة المجتمع والأمة، أي أنها تعيد بعث الروح في المجتمع فتمنحه هدفاً في الحياة، ومثلاً عليا ونظرة إلى الحياة والكون تكون رسالته الجديدة إلى الإنسانية.

وبعد أن استعرض ما جاء في المبادئ الأساسية والإصلاحية، وما أعترض الحركة القومية الاجتماعية من عقبات. رأى أنّ نقطة انطلاق العمل في المغترب يجب أن تكون نقطة التأسيس. وبما أنّ سعاده أسّس دولة، إذن بجدر بنا أن نؤسّس سفارة لتلك الدولة في فرنسا أو غيرها من دول الاغتراب. نحن في هيئة منفذية فرنسا، نعتبر أنفسنا سفارة شعبنا السوري في فرنسا، ودورنا يقتضي من أن نهتمّ بشؤون الجالية، نساعدها، نبعث فيها الوجدان القومي وندافع من هنا عن مصالحها القومية والوطنية.

وفي الختام شكر المنفذ العام الجميع على حضورهم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى