«القوات» ينسف قانون الانتخاب

هتاف دهام

نسف حزب القوات أمس جلسات اللجنة النيابية المكلفة دراسة قانون الانتخاب. علق النائب جورج عدوان مشاركته في الاجتماعات الى حين تحديد رئيس مجلس النواب نبيه بري موعداً لجلسة الهيئة العامة للتصويت على قانون انتخابي سواء توصلت اللجنة الى تفاهم ام لا. ورأى عدوان أن ثمة من يريد ان تكون لجنة التواصل مجرد أداة لتمرير الوقت في مسألة الرئاسة «التي لن تكون قريبة فالحراك الدولي، حركة بلا بركة».

يدرك النائب «القواتي» ان الرئيس بري لن يضرب موعداً للهيئة العامة للتصويت على اقتراحات ومشاريع القوانين الانتخابية، طالما ان لا إجماع على عقد هذه الجلسة من قبل الكتل السياسية قبل انتخاب رئيس للجمهورية. كتلة المستقبل أكدت على لسان النائب محمد الحجار «أنه اذا لم يكن هناك رئيس جمهورية فلن نصوت على أي قانون انتخابي»، والنائب أحمد فتفت في الجلسة الأولى للجنة التواصل التي ترأسها الرئيس بري في عين التينة، الذي شدد على «أنه لا يجوز أن يكون الالتزام على جلسة قانون الانتخاب، ولا يسري على جلسة انتخاب الرئيس». هذا فضلاً عن كتلة اللقاء الديمقراطي التي أعلن نائبها ايلي عون في جلسة التمديد أن العودة الى المجلس النيابي غير جائزة قبل انتخاب رئيس الجمهورية، من دون أن نغفل طلب رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون من الرئيس بري عبر النائب آلان عون الدعوة إلى جلسة عامة لتفسير المادة 24 من الدستور التي تتحدث عن المناصفة قبل إقرار اي قانون انتخابي.

لن يخرج رئيس لجنة التواصل روبير غانم من عين التينة بعد لقائه الرئيس بري اليوم، بإعلانه ان رئيس المجلس سيحدد موعداً لجلسة عامة، بل سيحمل مخرجاً لاستمرار اللجنة في التقاعس عن إقرار قانون انتخابي. وهذا يعني ان اجتماعات لجنة قانون الانتخاب من المرجح أن تعلق الى حين. فهي لن تجتمع بغياب أي مكون من مكوناتها، بعدما كانت شهدت أمس محاولات لاقناع النائب عدوان بحضور جلستي اليوم والغد كما كان مقرراً قبل الدخول في عطلة الأعياد.

وحصلت «البناء» على نسخة من محضر الجلسة التي تحدث فيها كل من رئيس اللجنة النائب روبير غانم والنواب: علي بزي، علي فياض، هاغوب بقرادونيان، آلان عون، اميل رحمة، زياد القادري، سيرج طورسركسيان، مروان حمادة، سامي الجميل، وجورج عدوان وفيما يأتي نصها الحرفي:

غانم: لن أكرر الكلام. علينا واجب. يجب أن نتقدم في عملنا، لا أحد على استعداد أن يتحمل هذه المسؤولية التي ستعرضنا لانتقادات. أمامنا اقتراح النائب علي بزي مقارنة باقتراح المستقبل- القوات – الاشتراكي، وكلنا موافقون أن اعتماد النسبية ضروري، وأنه من اللزوم أن نعمل في شكل جدي للوصول إلى نتيجة.

عدوان: أنا فضلت أن أحضر الى اللجنة للتكلم معكم لكي تكون الأمور واضحة. من اليوم الأول كنا واضحين عند الرئيس بري. كان هناك تفاهم أن نذهب إلى الهيئة العامة سواء توصلنا إلى اتفاق حول القانون الانتخابي أو لم نتوصل. أمامنا روزنامة زمنية واستحقاق عملي بعد فترة معينة، ولذلك لا نستطيع أن نتأخر، فإما أن نتفاهم، أو نذهب الى الهيئة العامة؟ المسار الذي كنا نعتقد أننا سنسير به لن يؤدي إلى شيء بسبب مقاربات من زوايا مختلفة، مثلاً صحيح أن رأي رئيس الجمهورية مهم، لكن الرئيس ميشال سليمان أعطى رأياً في القانون الانتخابي ولم يأخذ أحد به، والبعض الآخر يرى ان هذه المقاربة لن تؤدي إلى قانون انتخاب. نحن كـ»قوات» ليس بإمكاننا أن نستمر بهذه الطريقة ولدينا التزامات أمام الرأي العام.

وأمام ذلك أعلن تعليق مشاركتي في اللجنة إلى حين تحديد موعد للهيئة العامة. وفي حال تم تحديد جلسة نحن مستعدون أن نعود.

مروان حماده: ألا تريد أن تسمع رأي الزملاء.

عدوان: بالعكس كان بإمكاني أن أبلغ روبير. أنا اتكلم من شعوري بالمسؤولية.

يا صديقي أنا «مش شايف» في قانون.

الجميل: شو صار استعجلت. على أساس أنا كنت فالل.

عدوان: أنت دفشت في نفس الاتجاه.

الجميل: نعم، بغض النظر عن مصلحتنا أنا مع الذهاب إلى الهيئة العامة، والرئيس بري مع الفكرة.

عدوان: أنا التقيت الرئيس بري وسألته: فقال لي «إلى جانب التزامي، هناك أجواء من الفرقاء أن لا جو لهيئة عامة»، فقلت له «خلينا ندعي ونرى من الذي سيغيب»، إلا أنه أجابني «خليني ادرس الوضع»، وبعدما اطلعت على الأجواء، أخذنا كقوات هذا الموقف.

الجميل: نحن مع هذا الموقف أيضاً.

عدوان: لست مع الاستمرار في اللجنة من دون هيئة عامة.

الجميل: نحن ضد تقسيمات الدوائر وفق اقتراحي الرئيس بري والمستقبل- القوات – الاشتراكي، لكن في الهيئة العامة تعتمد اللعبة الديمقراطية بالتصويت.

غانم: أنا أحترم موقف جورج لكن أتمنى عليه أنه يعيد النظر على الأقل، ويحضر اجتماعات اللجنة هذا الاسبوع، لأن وجوده مهم.

عدوان: علمت ان لا التزام بعقد هيئة عامة، وبالتالي أصبح وجودي في جلسات اللجنة يعني القبول بالذي يحصل.

الجميل: أقترح أن نعود إلى الرئيس بري ونقول له في حال عدم الالتزام بجلسة للهيئة العامة، ليقرر هو ما الذي سيحل باللجنة ويبتدع المخرج المناسب، وعندها يمكننا تأجيل عمل اللجنة بطريقة ما، ولا نخرج امام الرأي العام بفشل جديد.

غانم: الاقتراح لا بأس به. الرئيس بري أعطانا مهلة شهر إلى ما بعد عيد الأرمن ولدينا وقت، وعندما تنتهي المهلة نعود إلى الرئيس بري، خلينا عـ»القليلة» نكمل هذا الشهر.

حمادة: أنا أفهم العواطف والهواجس والأسباب التي جاء بها جورج وكنا متوقعين هذه المفاجأة، لكنني التقي مع رئيس اللجنة أن المهلة المعطاة لهذه اللجنة لم تنته بعد. لا يجوز أن نضع السكين على عنق الرئيس بري، وعملنا لم ينتهِ بعد. «مش وقتها». هذه اللجنة حققت تقدماً معيناً على رغم مواقف كل طرف، نحن بين قانونين متقاربين. ورأي النائب وليد جنبلاط ضرورة انتخاب رئيس جمهورية أولاً وأخذ رأيه في القانون الانتخابي.

فياض: تحدث النائب محمد الحجار على قناة «المنار» عن ضرورة انتخاب رئيس قبل اقرار اي قانون.

حمادة: جورج عليك الاستمرار، لا يمكننا ان نفرض على الرئيس بري ولا على هيئة المكتب عقد هيئة عامة.

عدوان: انا لا اهدد أو أضع السكين على رقبة الرئيس بري. ناقشنا الوضع انا وهو، على مدى ساعتين وقلت ما قلت.

غانم: لكنه طلب منك أن تستمر.

عدوان: لا مش هيك. كل حركة السفراء حركة بلا بركة. طالما مفتاح الانتخاب عند العماد عون. أنا أعرف عون أكثر من الكل حتى أكثر من إبن شقيقته. «وحتى مش حابب أتصور».

بقرادونيان: يعني إذا ما اتصورت بتكون ما حكيت وما اجتمعنا؟

فياض: هذا أخطر خبر سمعناه اليوم.

بزي: مع تقديري لجورج، لكن علينا الرجوع إلى محاضر جلسة التمديد، وبمعزل عن موقفنا باحترام المحاضر حيث تم اتخاذ مواقف فيها. كنخبة موجودة، أيهما أفضل، أن نذهب إلى الهيئة العامة حاملين ملفاً قابلاً للنقاش، أو فارغي اليدين. هل نذهب متفقين إلى حد ما ومستعدين لترميم الفجوات والثغرات؟ أو نذهب من دون أي اتفاق. نحن لا نعمل تحت الضغط، وأكيد جورج «مش ناوي» يضغط على بري. هو لا يقبل ولا حدا آخر يقبل.

أنا أحترم رأي كل زميل. لكنني أفضل أن نخرج برأي إيجابي، كل واحد منا لديه تصور في الطروحات، لكن علينا أن نجد مساحة مشتركة. وإذا كانت اللجنة مرتبطة بالهيئة العامة، لماذا لا نطلب محضر الجلسة ونقرأ ونتطلع على ما يتضمنه هذا المحضر.

فياض: تقصد كلام النائب إيلي عون في جلسة التمديد.

آلان عون: ماذا يتضمن المحضر.

بزي: كلام مروان حماده، وكلام روبير غانم أن لا نستعجل في عمل اللجنة.

آلان عون: أنا أحترم رأي جورج وهو سيد موقفه. ورأي سامي أيضاً. لكنني اقول له أنني في جلسة عين التينة سلمت رسالة من الجنرال عون إلى الرئيس بري الذي سألني هل ستشارك في اللجنة، فجوابي كان اني سأتابع عمل اللجنة إلى أن نصل إلى نتيجة. لذلك أتمنى على جورج أن يستمر، بإمكاننا أن نجد مساحات مشتركة، فإما أن نلخص نقاط الاختلاف أو نصوّت وهذا الذي أشك أن نصل اليه لأننا نريد ان نتفق.

رحمة: قلت من اليوم الأول انو ما رح نوصل لنتيجة. لقد رسمت يا جورج methodology منهجية مهمة. وسامي كان يريد ان يغادر الا انه بقي احتراماً لرأي اللجنة. لماذا الآن يا جورج تبدل رأيك لما اقتربت مهلة انتهاء عمل اللجنة، من مصلحتنا أن ننهي العمل بانتهاء المهلة، ونكون حققنا شبه إنجاز.

القادري: هناك شبه محاولات جدية، إن كانت جانبية أو من خلال اللجنة. للمرة الأولى نعمل وأمامنا صيغ وأوراق وندرسها بكل جدية، ويمكن أن نتوصل الى اتفاق.

طورسركسيان: من الواضح ان هناك 3 فيتويات:

1 ـ الكتائب لا يريد ان يناقش في تقسيمات الاقضية.

2 ـ التيار الوطني الحر يريد جلسة لمناقشة المادة 24 المتعلقة بتفسير الدستور.

3 ـ موقف عدوان من دعوة الرئيس بري إلى انعقاد الهيئة العامة مع انتهاء مهلة الشهر.

هذه اللجنة لن تتوصل إلى أكثر مما توصلت اليه. اقترح أن يختم النائب غانم الجلسة ونخرج بالذي توصلنا إليه. واقترح أن يستكمل عدوان حضوره جلسات اللجنة غداً وبعد غد.

الجميل: لقد سألت نفسي لماذا الرئيس بري عاد و»قلّع» بهذه اللجنة. كنت اتوقع ان هناك ايجابيات، وأمام ذلك أرغب بلقائه قريباً قبل اتخاذ أي موقف نهائي. حرام نرجع نكون كبش محرقة، لأن بامكاننا ان نتوصل إلى توافق خارج إطار اللجنة التي هي تحت الأضواء.

وأتمنى أن لا نخرج إلى الاعلام بأجواء سلبية عن هذه الجلسة. «ما حدا راح يسلم منا». لماذا لا نعطي أنفسنا 24 ساعة لدرس مخرج ما، وفي حال قرر فريق ان ينسحب، فأنا ضد أن نستمر في اللجنة.

حماده: أقترح أن يراجع رئيس اللجنة والنائب علي بزي الرئيس بري، ونعقد جلسة معه. جلستنا اليوم جلسة سياسية. ندخل الاجتماعات مثلما ندخل جلسات رئيس الجمهورية. وأتمنى أن نتمهل بالقرارات النهائية. إذا علّقنا اليوم عمل اللجنة، الانتقادات ستكون شديدة وبخاصة ضد عدوان.

غانم: الرئيس بري قال إذا لم تنهِ اللجنة عملها خلال مهلة شهر سيطرح كل القوانين على الهيئة العامة. لماذا لا نعطي أنفسنا مهلة يوم من دون الإعلان من قبل أي طرف أنه سينسحب. نخرج ونقول: «أن هناك مشاورات مع الرئيس بري ونعود الخميس. لا يجوز أن نخرج محبطين. نريد ان نستشير الرئيس بري لإكمال عمل اللجنة». سوف التقي الرئيس ونقرر بعد ذلك متى نجتمع.

عدوان: هناك مدرستان في العمل. أنا من مدرسة كلمة كلمة وشغلة شغلة. نحن تحدثنا عن هيئة عامة، وأتينا إلى اللجنة من منطلق أنه بعد مهلة الشهر سنذهب الى جلسة عامة. إنتو مش حابين تروحوا لهيئة عامة ما تروحوا.

الجميل: سمّي الأفرقاء.

عدوان: بدكن تعلّو، تعَلّي. ليش بدكن تنقلوا القصة لعند الرئيس بري. إذا يلي قاعدين هون بيلتزموا ما في مشكلة. قصة محضر بيوقف طرح قانون. ما في شيء بيوقف طرح قانون. نحن عم نعمل تفاهم. وأنا حريص.

الجميل: لمين عم تتوجه.

فياض يتوجه إلى عدوان: طرحك ضد تيار المستقبل.

عدوان: في حال الأعضاء التزموا أنا التزم أن المستقبل يلتزم الحضور.

غانم: ضمن هذا الإطار نأخذ مهلة لحدود 15 كانون الثاني. ونكمل عملنا ونطلب من الرئيس بري بعد ذلك أخذ رأي الأعضاء.

بقرادونيان: في جلسة التصويت على التمديد الذي كنا في حزب الطاشناق ضده، حدد الرئيس بري ثلاث أولويات: انتخاب رئيس، تأليف حكومة، قانون انتخاب. في هذا المنطلق، أرى من الضروري أن نعود إلى الرئيس بري، لا يجوز أن نبدأ بالتهديد والوعيد ونضع اللجنة تحت الضغط. عندها أنا أضغط في تقسيمات بيروت وأنسحب وشو منكون عملنا.

عدوان: كملوا إنتو.

رحمة: إذا في Package تسوية سياسية كلنا بدنا نكون فيها.

عدوان: عند البحث في رئاسة الجمهورية، «القوات» لن يبحث في أي موضوع آخر.

آلان عون: في الدوحة بُحث كل شيء.

عدوان: نعم. وهذا كان أسوأ بحث. عندما أتينا بموظف من دون تعديل دستوري. نحن برئاسة الجمهورية نسعى إلى تسوية ونفتش عن حل. غلطنا عندما قلنا أن قانون الانتخاب يسهل رئاسة الجمهورية، واليوم نرى ان هناك استحالة.

رحمة: انطلاقاً من هذا المعطى، الطريقة الأفضل هي بالعودة إلى الرئيس بري.

عدوان: لنأخذ رأي كل طرف.

الجميل: أقترح ان نمهل انفسنا 24 ساعة. وان لا نعلن وفاة اللجنة، ليتواصل رئيس اللجنة مع الرئيس بري والأفرقاء لإيجاد مخرج، إما أن نستمر الى نهاية المهلة وإما نجد مخرجاً يحفظ ماء الوجه.

غانم: عدوان يقول حتى إذا أخذنا شهر ونصف الشهر لا مانع لديه، لذلك سأجري مشاورات مع الرئيس بري وعلى ضوء المشاورات نعود ونجتمع ونقرر الإخراج المناسب.

عدوان: أنا أعلنت أني علّقت. وفي حال نجح هذا المسعى أعود. انني أعلن ربط موقفي بمسعى الاستشارة.

فياض: أنا أتذكر الجلسة الأولى في عين التينة، النائب احمد فتفت قال: «لماذا تريدون التزاماً منا بالحضور في جلسة قانون انتخاب في حين أن اطرافاً أخرى لا تلتزم بحضور جلسة انتخاب رئيس».

الجميل: خلينا نسأل زياد القادري.

القادري: محمد الحجار عاد عن الكلام الذي قاله.

حماده: أنا لم أكن موجوداً في جلسة عين التينة، وغبت كثيراً وأنا بلغت موقف الحزب الإشتراكي المؤيد لصيغة 68 ـ 60، وملاحظته على تقسيم جبل لبنان وفق اقتراح بري، وأن لا نقفز إلى قانون قبل أن يكون رأي لرئيس الجمهورية. وان ليس هناك أي تبليغ من جنبلاط حول تغيير الموقف.

غانم: أقول اجتمعنا وكملنا البحث في الأمور العامة، وبحثنا بطرح عدوان حول الهيئة العامة، ونقول إن المهلة لم تنته وهو ملتزم بجلسة في الهيئة العامة وعلينا استشارة الرئيس بري ونعود نهار الخميس.

عدوان: ما كملنا شي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى