باكستان: أكثر من 130 قتيلاً بينهم 90 طالباً في هجوم بيشاور الدموي
أعلنت الشرطة الباكستانية إنتهاء أزمة الرهائن في مدرسة ببيشاور، كبرى مدن شمال غربي البلاد، مؤكدة سيطرتها على المنطقة، وذلك عقب اقتحام مجموعة من مسلّحي حركة «طالبان» المدرسة، ما أدى إلى مقتل 130 شخصاً، معظمهم من الأطفال، وإصابة العشرات.
وقال شهود في بيشاور، في وقت سابق، إن انفجاراً قوياً هزّ المدرسة، وأن مسلحين دخلوا من صف إلى آخر، وأطلقوا النار على التلاميذ. وأكد الجيش الباكستاني مقتل 5 من المسلحين، أحدهم فجر نفسه داخل مبنى المدرسة.
وكان مصدر عسكري باكستاني أكد أمس أن عملية الجيش لإنقاذ التلاميذ المحاصرين في المدرسة العسكرية في مدينة بيشاور انتهت بعد معركة دامت تسع ساعات مع مجموعة من مقاتلي حركة «طالبان باكستان»، مؤكداً مقتل جميع المهاجمين التسعة.
من جهتها، أكدت الشرطة الباكستانية مقتل جميع منفذي الهجوم و 130 شخصاً على الأقل بينهم 90 من الطلبة في عملية نفذها مسلحون من حركة «طالبان باكستان» على مدرسة عسكرية في بيشاور شمال غربي البلاد.
وأفادت مصادر أمنية باكستانية أن المسلحين احتجزوا أكثر من 500 شخص بين طلاب ومعلمين وموظفين بالمدرسة التي يديرها الجيش الباكستاني، في حين أعلن الجيش حالة الطوارئ في المنطقة واستدعى قوة كومندوس خاصة لتطويق المكان مصحوبة بطائرة هليكوبتر عسكرية للمراقبة.
في السياق ذاته تناقلت وكالات الأنباء خبر تبني حركة «طالبان باكستان» الارهابية مسؤوليتها عن العملية التي بررتها بأنها تأتي في سياق ردها على الهجوم العسكري المستمر ضدها في معاقلها بالمناطق القبلية قرب بيشاور.
ومن جهة أخرى أكد مسؤول في الشرطة المحلية خشيته من ارتفاع عدد الضحايا خاصة بعد سماع دوي انفجارات، رجح أنها صادرة عن أحد المهاجمين أو أكثر ربما يكونون فجروا أحزمة ناسفة كانوا يرتدونها.
وعلّق الجنرال المتقاعد في الجيش والمحلل الأمني طلعت مسعود، على الهجوم بقوله إنه يهدف «لإضعاف عزيمة الجيش». واستطرد إنه «تكتيكي واستراتيجي. إن المتمردين يعلمون أنهم غير قادرين على ضرب عصب الجيش، وليست لديهم القدرة، لأن الجيش في كامل جاهزيته».
وفي السياق، دان العديد من رؤساء الدول والحكومات في العالم الهجوم الذي شنته «طالبان باكستان»، ووصف بيان للخارجية الأميركية أمس الهجوم على «الأبرياء من الدارسين والمعلمين» بالعبثي وغير الإنساني، مشدداً على ضرورة أن تواصل واشنطن وإسلام آباد عملهما المشترك بشأن المحافظة على الاستقرار في المنطقة.
واستنكر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الهجوم الآثم ضد المدرسة. وذكر هولاند في بيانه أن «جميع الكلمات لا تفي بالغرض لوصف هذا الهجوم الغادر ضد أطفال عزل داخل مدرستهم»، مؤكداً تضامن بلاده التام مع الضحايا وعائلاتهم، مشدداً على دعمه للحكومة الباكستانية في حربها ضد الإرهاب.
وسبق لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن كتب في حسابه على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي أنه مصدوم بالأنباء الواردة من باكستان، وأضاف أنه من المرعب أن يقتل الأطفال بسبب أنهم يذهبون إلى المدرسة.
من جانبه، كتب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي على «تويتر»: «أن أطفالاً لقوا مصرعهم في مدرسة وهذا أمر غير معقول. ويجب على المجتمع الدولي أن يرد على هذا الهول».
إضافة إلى ذلك عبّر رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي عبر «تويتر» عن ألمه وحزنه على ضحايا الهجوم الذي شنه عناصر من جماعة «طالبان باكستان» ضد المدرسة العسكرية في بيشاور. وكتب في حسابه: «أشارك حزن كل من فقد أحباءه اليوم، وأقدم أحر التعازي لعائلات الضحايا»، ووصف مودي بـ»اللإنساني» لم يحصد سوى أرواح أطفال أبرياء داخل مدرستهم.