بين الحبّ والصداقة
قالت له: أتعلم ما أصعب من اللاحبّ؟
قال: اللااهتمام؟ الكره؟!
قالت: أبداً، الخوف من ا عتراف بالحبّ. كتمه كمولد يرغب فيه والداه إبقاؤه حبيس سردابٍ مظلمٍ وعميق، يضيق عليه كلما كبر ويشوّه معالمه. لذنبٍ إلا لأنّه ولد لقلبين آثرا التباهي بصداقتهما عن الاعتراف بحبهما.
قال لها: إنّ ما يجمعنا أعظم من أن نفرّط به للحبّ أو الغرام. فأنا أستطيع تخيّل حياتي بلا وجودك فيها. والحبّ مشاعر تحتمل التبدل والتغيير، أما الصداقة فهي للعمر كاملاً.
قالت: عن أيّ صداقة تدافع؟ صداقة تزداد فيها ساعات الصمت يوماً بعد يوم، صداقة تسمح بالإجابة الحقيقية على جملة كيف الحال؟
نجاهد لنبقى معاً ولكن تحت المسمّى الخاطئ.
فقال: من السهل على الأصدقاء الوقوع في الحب لكنه من المستحيل لحبيبين العودة إلى الصداقة. وأنا لن أتخلى عن وجودك فأنت أغلى ما أملك.
قالت له: أكره أنصاف الحلول وأشباه المواقف. الوجود إمّا أن يكون حقيقياً ملموساً، أو هي الضرورة للرحيل. فالطريق تُجتاز بالسير عليها لا بالنظر إليهت الآن عليك الاختيار بين توقيع شهادة ميلاد حبّنا أو البدء بقرع طبول الحرب على صداقتنا.
صمت طويلاً ثمّ قال: إذاً فاشهدي، إنّني أعلنت الحبّ عليك.
رانيا الصوص