صباح الخير هافانا… فيفا كوبا… فيفا كاسترو… فيفا غيفارا!
نصار إبراهيم
نعم… يضحك كثيرا من يضحك أخيرا!
الخبر: أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما «بداية عهد جديد مع كوبا»، بالقول «سننهي نهجاً قديماً في السياسة تجاه كوبا»، وإن واشنطن «ستسحب كوبا من قائمة الدول الداعمة للارهاب».
وتحدث الرئيسان الكوبي راوول كاسترو والأميركي عن صفقة تبادل السجناء والمفاوضات لإعادة العلاقات. وقال أوباما إن بلاده ستتخذ خطوات لتفعيل مصالح البلدين، مؤكداً أن السنوات الماضية «برهنت أن العزلة لا نفع منها».
وقال الرئيس الأميركي إن عزل كوبا الذي استمر لسنوات طويلة «لم يعط نتيجة وينبغي اعتماد مقاربة جديدة»، ومنها مباشرة الكونغرس «البدء برفع العقوبات عن كوبا».
كما عمّت أجواء من الفرح العاصمة الكوبية هافانا بعد إطلاق سراح السجناء الكوبيين الذين عادوا إلى كوبا.
وإلى جانب ذلك فقد جرى أيضا تقلد القائد فيديل كاسترو في بكين يوم 17 كانون الأول 2014 وسام رجل السلام العالمي وجائزة كونفوشيوس للسلام.
إذن كوبا تنتصر وهي على مرمى حجر من شواطئ أميركا القوة الغاشمة، خمسة عقود من الحصار والعقوبات ولكن كوبا بقيت تقاوم… لم تلن لها قناة… ولم تنكس رأسها… وحافظت على كرامتها…
كوبا الثورة… كوبا الراية… كوبا كاسترو وغيفارا… تنتصر!
هذه هي القيادة التي تعرف كيف تحفظ لشعبها حريته وكرامته ولا تساوم على ذلك بحفنة دولارات…
أذكر قبل عقدين عندما حاولت الولايات المتحدة أن تقتحم القلعة الكوبية من داخلها… يومها حرّكت طابورها الخامس باسم «الحرية وحقوق الإنسان»… فخرجت بضعة آلاف من الكوبيين إلى الشواطئ مطالبين بحرية الذهاب إلى أميركا… وظنت الولايات المتحدة أنها بذلك سوف تحرك الشعب الكوبي ضدّ كاسترو… لقد توهّمت بتلك الآلاف… فبدأت تضغط وأطلقت العنان لوسائل الإعلام لكي تطالب بالسماح للكوبيين بالمغادرة…
حينها انتظر كاسترو قليلاَ وهو يبتسم… ثم غضبت كوبا وعبس الثائر كاسترو وقال: حسناً تريدون الذهاب إلى أميركا لكم ذلك… وفتح الحدود للخروج فغادرت السفن تحمل كلّ حثالات كوبا وألقى بها كالقمامة في حضن الولايات المتحدة… التي تأخرت حتى اكتشفت حماقتها… فبدأت تطالب بإغلاق الحدود….
يومها قال كاسترو لكلّ من يريد أن يغادر: لك الحق بالمغادرة ولكن عليك أن تنفض حذاءك بحيث لا تبقى عليه ذرة تراب واحدة من كوبا، فهذا التراب من حق الشعب الكوبي!
لك المجد يا كاسترو… لقد انهار الاتحاد السوفياتي، وتفككت دول كبرى أما كوبا فبقيت صخرة عصية شامخة…
كل أجهزة الاستخبارات الغربية وتحت وقع العقوبات والحصار والتجويع كانت تخطط وتموّل وتؤسّس لما يمكن تسميته «بالربيع الكوبي»، لكن الشعب الكوبي البطل والأصيل… لم تخدعه الشعارات والوعود والسراب… فبقي ملتزماً بأغلبيته الساحقة في خندق غيفارا… يرفع صوره أيقونة أجمل من كلّ الأيقونات… وتحوّلت كوبا كلها إلى رمز وراية لكلّ شعوب أميركا اللاتينية التي أخذت تنتفض ضدّ اللازمة الأميركة «أن أميركا اللاتينية هي الساحة الخلفية للولايات المتحدة». لقد سقطت هذه المقولة الاستعمارية تحت غضب شعوب أميركا اللاتينية… أحفاد سيمون بوليفار وتشي غيفارا وهوغو تشافيز وكاسترو.
تلك هي إرادة المقاومة… فكان النصر… صباح الخير يا هافانا.