رئيسة حملة السبسي تعلن فوزه عبر لـ«البناء»
تونس ـ ناديا شحادة
أغلقت مكاتب الاقتراع أبوابها في كامل جهات الجمهورية التونسية من الجولة الثانية والحاسمة من الانتخابات الرئاسية، وتجاوزت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات 50 في المئة قبيل ساعات من اغلاق صناديق الاقتراع وكانت عمليات التصويت بالنسبة إلى التونسيين في الخارج انطلقت منذ الخميس الماضي حيث اختار التونسيون رئيساً جديداً لبلادهم يدوم مدة خمس سنوات ولتستكمل المؤسسات الدستورية بعد اقرار الدستور وانتخاب البرلمان الجديد وتنتهي بذلك فترة انتقالية دامت نحو أربعة سنوات .
وتوجه العديد من التونسيين صباح أمس إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد لبلادهم من بين المرشحين المتنافسين على المنصب الرفيع وهما الرئيس الموقت المنتهية ولايته المنصف المرزوقي ورئيس حزب نداء تونس الباجي قائد السبسي. بعد حملة انتخابية شهدت منافسة شديدة بين المرشحين فركز المرزوقي على تقديم نفسه على انه مرشح استكمل المسار الثوري، بينما ركز السبسي في حلمته على اعادة هيبة الدولة.
وجرت عمليات التصويت أمس، في نحو 11 الف مكتب اقتراع موزعة على 27 دائرة انتخابية وبدأت من الساعة الثامنة صباحاً واستمرت حتى الساعة السادسة مساء حسب التوقيت المحلي لتونس، وبدأ اقبال التونسيين على مراكز الاقتراع في الساعات الأولى من اليوم الانتخابي متواضعاً مع تسجيل حضور مهم للفئات المتقدمة في السن مثل الكهول والشيوخ وغياب واضح لفئة الشباب .
وتمثل فئة الشباب حوالى 60 في المئة من مجموع الناخبين غير ان بعض المراقبين يرون ان انعدام الثقة في الطبقة السياسية وفي برامجها جعل نصف الناخبين الشبان يمتنعون عن التصويت.
وكان رئيس الهئية العليا المستقلة للانتخابات الرئاسية شفيق صرصار دعا في تصريح صحافي المترشحين إلى القبول بنتائج هذه الانتخابات وعدم التشكيك والطعن فيها امام القضاء .
اما امنياً فقد تم تعزيز مراكز الاقتراع بالوحدات الامنية والعسكرية مع غلق الممرات المحيطة بمراكز الاقتراع تجنباً لأي طارئ وذلك عقب مقتل مسلح واعتقال 3 آخرين حاولوا مهاجمة عسكريين كانوا يحرسون مدرسة داخلها مواد انتخابية في محافظة القيروان وسط البلاد وخصصت المؤسسة العسكرية حوالى 36 الف جندي وسخرت وزارة الداخلية 6 آلاف من رجال الأمن لتأمين مكاتب الاقتراع ومسارات تنقل صناديق الاقتراع طيلة العملية الانتخابية. وكانت وسائل اعلامية محلية قد تحدثت عن احباط وزارة الدخلية مخططاً لاغتيال مرشح الانتخابات الرئاسية الباجي قائد السبسي أول من أمس السبت إلا ان الداخلية لم توضح ملابسات المخطط.
وحث رئيس الحكومة الموقت المهدي جمعة ووزير الداخلية بعد الادلاء بصوتيهم الناخبين على الاقبال بكثافة إلى مراكز الاقتراع وطمأنة الناخب بأنه تم اتخاذ الاجراءات الامنية المكثفة لإنجاح المسار الانتخابي في مرحلته الأخيرة.
وفي اتصال خاص بالنائب في البرلمان ورئيسة الحملة الانتخابية للباجي قائد السبسي عن دائرة نابل-1 السيدة ناديا زنقر أكدت فوز الباجي قائد السبسي في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية عقب غلق مكاتب الاقتراع حسب احصاءات المراقبين للنداء، وقالت: «تفيد المؤشرات التي تلقيناها من ملاحظينا في مكاتب الاقتراع بفوز الباجي قائد السبسي، لكنها لم تحدد الفارق بين المترشحين»، مشيرة إلى انه سيتم الاعلان عن الارقام والفارق بين المرشحين في وقت لاحق، وأضافت: «نحن بانتظار اعلان الهئية العليا المستقلة للانتخابات عن النتائج الاولية للدور الثاني من الرئاسة». وأكدت ان الانتخابات كانت صعبة ونسبة الاقبال على مراكز الاقتراع ضعيفة بسبب حالة الملل التي اصابت التونسيين من جراء إطالة الفترة الانتقالية وان ذلك خلف توتراً لدى العديد من التونسيين، ولفتت النائب إلى ان الحملة الانتخابية واجهت العديد من المصاعب لأن المنافس الآخر استعمل المال السياسي في حملته والعديد من المغالطات والأكاذيب التي وجهها بحق النداء وبحق السبسي.
وشهد محيط مقر الحملة الانتخابية للباجي قائد السبسي وشوارع المدن التونسية اجواء احتفالية وتجمهراً كبيراً لأنصار نداء تونس مطلقين شعارات الفوز والزغاريد والألعاب النارية.
وبانتهاء الانتخابات الرئاسية تكون الحكومة الموقتة التي تشكلت بداية العام الجاري قد انهت المهمة الرئيسية المناطة بها وهي تنظيم انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة تتوج مسار الانتقال الديمقراطي الذي امتد أربع سنوات.