أهالي العسكريين المخطوفين يعايدون اللبنانيين برفع اعتصامهم من وسط بيروت
بعدما كان أهالي العسكريين المخطوفين أعلنوا بعد زيارتهم امس البطريرك الماروني بشارة الراعي ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنهم أرجأوا تصعيد تحركهم، قرروا مساء في شكل مفاجئ، إثر لقائهم رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، إعادة فتح طريق رياض الصلح مع الإبقاء على خيم الاعتصام، كمبادرة حسن نية في مناسبة الأعياد. وشددوا على أن هذه المرحلة ستكون مرحلة صمت، وأن فتح الطريق هو عيدية للبنانيين وتقديراً لجهود الرئيس سلام، مشيرين إلى أنهم تلقوا تطمينات من قبل الحكومة. وفور تنفيذ هذا القرار أشرف الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير على إزالة العوائق وفتح الطريق أمام السيارات.
وكان وزير الصحة العامة وائل أبوفاعور أكد إثر زيارته الأهالي أنهم «يلمسون جدية الحكومة في إنهاء ملف أبنائهم وهم واثقون منها، وبالتالي قاموا بمبادرة فتح الطريق في رياض الصلح»، آملاً في «ان تتطور الأمور إيجاباً في هذا الملف».
عند الراعي
وكان وفد من الأهالي زار أمس البطريرك الراعي في بكركي في إطار جولتهم على المسؤولين السياسيين والروحيين.
وتوجه الراعي إلى الأهالي قائلاً: «إننا إلى جانبكم حتى النهاية ونعرف ألمكم لأن الجمرة لا تحرق إلا في مكانها»، شاكراً الحكومة على ما تقوم به، ومطالباً اياها بالمحافظة على المخطوفين وعلى كل العسكريين في البلد.
وقال: «نحن متضامنون معكم تضامناً كاملاً، روحياً ومعنوياً ومطلبياً في كل الأمور»، مشيراً الى انه استلم رسالة من البابا يذكر فيها جميع المخطوفين ويعلن تضامنه معهم وأولئك الذين يعيشون تحت الارهاب».
وإذ أكد للأهالي «اننا معكم حتى النهاية»، وجه 3 نداءات:
– «أولاً، نقول للعسكريين: شكراً لتضحياتكم وأنتم اليوم مصلوبون على صليب خطفكم، فاتكلوا على الله وتمتعوا برباطة الجأش ولا تخافوا مهما حصل.
– ثانياً للحكومة: المحافظة على العسكر هي المحافظة على لبنان، فلتكن المقايضة وأمام المخطوفين لا توجد أثمان. نطلب من الحكومة مزيداً من الجدية والمسؤولية.
– ثالثاً: لـ»لدولة الاسلامية» و»جبهة النصرة»، واطلب منهما المحافظة على الشباب المخطوفين الذين كانوا يقومون بواجباتهم فقط وترك الأمور السياسية جانباً».
وتابع الراعي مخاطباً الخاطفين «من الناحية الانسانية»، راجياً منهم «عدم الاعتداء على أبرياء ومعالجة الموضوع جدياً مع الحكومة»، معلناً انه سيلتقي الرئيس سلام اليوم وسيبحث معه ملف المخطوفين. وتوجه الى الأهالي بالقول: «تشجعوا واصبروا وابتداء من الغد اليوم سيكون حديثنا هو هذا الملف لنصل إلى الحل».
قاسم: مع التفاوض المباشر وغير المباشر
أما قاسم فأكد خلال لقائه الأهالي «أن حزب الله أعلن موقفه في الاجتماع الأول لمجلس الوزراء بأنه مع التفاوض المباشر أو غير المباشر»، داعياً «مجلس الوزراء إلى أن يتحمل المسؤولية الكاملة من دون التنصل منها وعليه إيجاد السبل للتواصل مع الخاطفين وإيجاد الحلول المناسبة».
وأمل في «أن تتوحد القناة التي تعمل على الافراج عن العسكريين المخطوفين»، مشدداً على «الحفاظ على سرية الملف، فالقضية تتطلب متابعة سرية لا استعراضات إعلامية».
ودعا قاسم «إلى إخراج ملف التفاوض من الإعلام»، متمنياً «على الذين يعرضون خدماتهم أن يخرجوا من مسألة البازار السياسي والاعلامي»، معتبراً «ان الخاطفين يبتزون ليأخذوا كل ما يمكنهم أخذه».
وتابع «نعدكم في حزب الله أن نبذل أقصى جهد من داخل مجلس الوزراء للافراج عن المخطوفين في أسرع وقت ممكن».
إرجاء التصعيد
وبعد عودتهم إلى ساحة رياض الصلح، أشار أهالي العسكريين في بيان الى ان «مطالبنا واضحة ومحقة، لا نطالب بالمال والطعام، بل نطالب بأولادنا، إذ مرت الأعياد والغصّة في قلوبنا جميعاً».
وأعرب الأهالي عن «شكرهم لرئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ووزير الصحة العامة وائل أبو فاعور وكل من يساهم في السعي بالخير والمحبة لإنهاء هذا الملف الانساني»، مؤكدين «تأجيل لا إلغاء التصعيد، لنرى ماذا تحمل لنا الايام المقبلة».
وأكد الناطق باسم الاهالي حسين يوسف أن «لقاءات الاهالي ستستكمل في كل الاتجاهات وقد نزور الفريق نفسه أكثر من مرة لنرى اين أصبحت قضية أبنائنا، وكل المكونات السياسية في حساباتنا، واذا تخطينا أحدها فلأننا نعرف موقفها ورأيها». ولفت الى ان جولتنا على المسؤولين الذين التقيناهم كانت ايجابية، وتمكنا من توحيد الصف وانتزاع كلمة واضحة من الجميع حول المقايضة والتفاوض».
وعلى الوسيطين العاملين حاليا علي خط الملف، اعتبر يوسف انهما «يمكن ان يتعاونا في القضية، لكن «داعش» أبلغنا انه يريد أحمد الفليطي فقط، وقد تكون هناك أمور سرية في الموضوع نحن لا نعرفها»، مشيرا الى ان « جبهة النصرة غير بعيدة من المفاوضات. ويتم العمل على الملفين حاليا، لكن هناك أمرا في العلن وآخر سرياً».