نادر: ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة أثبتت فعاليتها في مواجهة العدوين الإرهابيين «الإسرائيلي» والتكفيري
بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الرفيق محمد علي عواد، أقامت مديرية المريجة التابعة لمنفذية المتن الجنوبي في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً تأبينياً في مجمع روضة الشهيدين، حضره إلى جانب عائلة الشهيد، مدير الدائرة الإذاعية كمال نادر ممثلاً مركز الحزب، عضو المجلس الأعلى منفذ عام المتن الجنوبي عاطف بزي، عضوا المكتب السياسي بطرس سعاده ووهيب وهبة وعدد من المسؤولينن رئيسة مؤسسة رعاية اسر الشهداء نهلا رياشي، ومدير مديرية المريجة عبدالله المولى وأعضاء هيئة المديرية.
كما حضر عضو قيادة حزب الله الحاج غالب أبو زينب، عضو قيادة حركة أمل الدكتور زكي جمعة، مسؤول قطاع لبنان في الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة أبو عماد رامز مصطفى، وممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية وشخصيات فاعليات اجتماعية وجمع من القوميين والمواطنين.
استهل الاحتفال بكلمة مديرية المريجة ومنفذية المتن الجنوبي ألقتها وكيل عميد شؤون عبر الحدود داليدا المولى قالت فيها: لأجل أمتنا، وكلّ حبة تراب من بلادنا، نسطر البطولات تلو البطولات، التي علّمنا سعاده بأنها إنْ لم تكن مؤيدة بصحة العقيدة فلا نفع لها ولا جدوى. لذا فإنّ بطولاتكم تعبّر عنكم، عن صحة ما تحملونه من مبادئ وقيم وأخلاق، تحمّلنا ونتحمّل آلاماً وصعاباً، تشرّداً وشهادة من أجل هدف واحد، هو أمتنا، لأننا نريدها قوية فاعلة ورائدة، حرة مستقلة وسيدة.
وتابعت المولى: كان لنا فخر الشهادة عند رمل بيروت وما تراجعنا، وعلى مذبح الوطن قدّمنا عشرات الاستشهاديين ومئات الشهداء وآلاف الجرحى، وما زلنا في كلّ معارك المصير، القوميين الاجتماعيين الذين يثبتون أنهم حماة الثغور، والملبّون لنداء الواجب، وشهادة الرفيق محمد عواد في باب هود، هي استمرار لمسيرة البطولة في موكب النهضة القومية وفيها من ومضات ليلة استشهاد سعاده في الثامن من تموز، الكثير… الكثير…
ثم تحدّثت عن صفات الشهيد الإنسانية والبطولية، وإيمانه النهضوي، وجدارته في تحمّل المسؤولية، فكان بطلاً بكل ما للكلمة من معنى، جسّد صحة عقيدته، وسبق رفقاءه في المواجهة وتلقى رصاصات هذا العدو الهمجي بثقة وشموخ.
هو ابن مديرية المريجة، وأحد الرفقاء المقرّبين إلى قلوبنا، عشنا معه وشاركناه أحزانه وأفراحه، شاركناه الكثير من لحظات الألم والصبر، وعرفنا عنه تأديته المهمات بكلّ أمانة، ومع الرفيق محمد، نكرم شهداءنا، نشكرهم على تضحياتهم، ونعاهدهم أننا باقون على هذا الدرب ولا مفرّ لنا من الانتصار .
كلمة حزب الله
ثم ألقى الحاج غالب أبو زينب كلمة باسم حزب الله قال فيها: إنّ الإجرام التكفيري يشكل خطراً على الجميع في لبنان والعراق وسورية وفلسطين وكلّ مكان في العالم، ولا تنفع معه سياسة المهادنة والمحاباة أو النأي بالنفس، ونحن لا نهادن مع التكفيريين ولن نتودّد لهم بل سنقاتلهم ونمنعهم من التمدّد في سورية ولبنان، لأنّ هذا الخطر يعادل الخطر الصهيوني، وهما وجهان لعملة واحدة.
وتطرّق أبو زينب إلى موضوع الحوار المرتقب بين حزب الله وتيار المستقبل، وأهمية الاتفاق على أساسيات الحوار، أيّ على القضايا التي تهمّ لبنان وتحفظه من الأخطار، وطالب الأطراف الأخرى بأن يأخذوا موقفاً حاسماً وواضحاً وليس موقفاً لفظياً، وان يطلقوا يد الجيش ليحسم الوضع في كلّ المناطق، وانتقد الذين يعرقلون تسليح الجيش ويحرمونه من عوامل القوة.
كلمة حركة أمل
وألقى الدكتور زكي جمعة كلمة باسم حركة أمل حيا فيها الحزب القومي وشهيده محمد علي عواد وسائر شهدائه وشهداء المقاومة والجيش، وقال إنّ الإرهاب التكفيري مكلّف بأن يجهز على القضية الفلسطينية وعلى المقاومة لكي يرتاح العدو الصهيوني ويتوسع ويحقق يهودية دولته.
وأشار إلى أنّ ما تفعله المنظمات الإرهابية هو تخريب سورية والعراق وضرب الجيش السوري والجيش اللبناني وكلّ قوة حاربت «إسرائيل» حرباً جدية، وبخاصة سورية التي احتضنت المقاومة وقدّمت لها الدعم الكامل.
ودعا اللبنانيين وكلّ الأفرقاء السياسيين إلى التحاور من أجل إنهاء الخلافات وتوحيد الصفوف والالتفاف حول الجيش اللبناني والقوى الأمنية في مواجهة قوى الإرهاب والتكفير بكلّ أشكالها، والتحسّب للاستحقاقات الكبيرة التي تزداد خطورتها إذا لم نكن موحدين في مواجهتها.
كلمة القيادة العامة
وألقى أبو عماد رامز كلمة الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة فانتقد ما يُسمّى «الربيع العربي»، واعتبره ممراً إلى تصفية القضية الفلسطينية، حيث تقوم «إسرائيل» في ظلّ هذا «الربيع» بأكبر عملية استيطان وتوسّع وتهويد للأرض، وتكمل استيلاءها على القدس وعلى المسجد الأقصى.
وقال: نحن ندرك أهمية سورية، وأنها هي التي احتضنت المقاومة وقدمت تضحيات كبيرة من أجل التحرير والمواجهة منذ عام 1948 وما قبله وحتى اليوم، وانّ ما يحدث فيها من أعمال إرهابية وتخريب هو عقوبة لها على مواقفها الصلبة ضدّ العدو وضدّ الصلح والتطبيع معه، ولذلك نحن نقف معها لأنّ انتصارنا في سورية هو انتصار لفلسطين، وهزيمة للمشروع الأميركي – الصهيوني.
وذكر أبو عماد رامز بما حصل على يد مجموعة من «داعش» في العراق خلال الأيام الأولى للعدوان الصهيوني على غزة، إذ أقدمت تلك المجموعات على الدوس بأقدامها على علم فلسطين، وكذلك بما يحصل في القنيطرة والجولان من تعاون علني ووثيق بين الإرهابيين والكيان الصهيوني .
كلمة مركز الحزب
وألقى مدير الدائرة الإذاعية كمال نادر كلمة مركز الحزب، فتحدث عن الشهيد محمد عواد ومزاياه وشجاعته التي لا حدود لها، وأشار إلى إيمانه المطلق بالنهضة القومية الاجتماعية وبأنّ القتال في سبيل الدفاع عنها وعن الأمة واجب مقدس. وقال إنّ البطولة والاستشهاد هي ميزات أساسية في الحزب منذ تأسيسه، لأنه حركة صراع ومواجهة وحرب على الأعداء الداخليين والخارجيين وعلى المفاسد والرجعية.
وقال: إنّ محمد عواد كان يحمل ثقافة واسعة ويعرف لغات عدة عدا عن إتقانه فنون القتال والتدريب العسكري العالي.
وأشار إلى أنّ الحزب يقوم بواجبه القومي في الدفاع عن الشام ولبنان وفلسطين، وانّ القوميين موجودون في كلّ جبهات الصراع ومن دون ضجيج أو مباهاة، وقد أظهرت الأحداث أنهم ثابتون في كلّ المناطق وأعلامهم ترفرف من قمم جبال كسب إلى السويداء ولبنان ساحلاً وسهلاً وجبلاً.
وأضاف: إنّ الوضع في سورية ما زال خطيراً وهناك إرهاب إجرامي فظيع يشترك فيه ألوف المجرمين والسفاحين الذين جرى استقدامهم من دول عربية وآسيوية وأوروبية وأفريقية وغربية، بتمويل عربي وعالمي وتركي، وإنّ بعض الدول المسماة عربية قد أثبتت أنها أمة جاحدة وانّ رسالتها إلى سورية هي رسالة فاسدة ومجرمة، ولو أنها غير ذلك لكانت صرفت هذه المليارات على إعمار لبنان ووفاء ديونه، وعلى دعم سورية وإنقاذ العراق ودعم فلسطين، وعلى إنهاء الفقر والأمية التي يعاني منها ثلث العرب بين المحيط والخليج.
وإذ حيا صمود الجيش السوري والشعب السوري والقيادة السورية، قال نادر: إنّ موقف لبنان تجاه ما يحدث في سورية لم يكن واحداً، فهناك من دعم أعمال المنظمات المسلحة والإرهابية، وغطاها وساعدها، وهناك من دعم الدولة السورية وقاتل دفاعاً عنها وعن بقائها، لأنها إذا سقطت سيكون ذلك خطراً على لبنان وعلى كلّ الشرق، وهناك فريق ثالث يناور ويتودّد للإرهاب.
وتطرّق إلى موضوع الأسرى العسكريين فقال: إنّ تنظيمات الإرهاب من «نصرة» و»داعش» في جبال القلمون وجرود عرسال، تمارس الابتزاز للحصول على التموين والمحروقات، ولم تطرح أي مشروع جدي للمفاوضات وللتواصل مع الدولة اللبنانية في قضية العسكريين.
ووجه نادر التحية إلى الجيش اللبناني والقوى الأمنية التي تقوم بدور مهمّ وفعّال لحفظ البلد وملاحقة المجموعات والخلايا الإرهابية وضربها، وقدّمت في هذه المعركة عدداً كبيراً من الشهداء والتضحيات. وأكد أنّ ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة قد أثبتت صحتها وفعاليتها في حفظ لبنان والدفاع عنه في وجه العدو الإرهابي «الإسرائيلي» وفي وجه العدو الإرهابي المتمثل بقوى التطرف والاجرام.
وعن دور الولايات المتحدة وحلفائها قال نادر إنهم مسؤولون عن خراب العراق وسورية ولبنان، وهم الذين انشأوا المنظمات الإرهابية ودعموها، وأنّ هذا القصف الجوي لقوى التحالف الدولي هو تمثيل وكذب وباب للابتزاز المالي للدول النفطية، قد يستمرّ سنوات عدة، وفي مقابل ذلك فإنّ معركة واحدة يقوم بها الجيش السوري والقوى القومية المقاتلة إلى جانبه، تؤدّي إلى نتائج أكبر بكثير من القصف الأميركي الذي نشاهده والذي يصدرون البيانات الإحصائية يومياً عن عدد الغارات التي نفذها بلا طائل.
وعن فلسطين قال نادر: إنّ هناك مقاومة جبارة وحقيقية، وقد أثبتت مقدرتها على الصمود وكسر الحصار «الإسرائيلي» وهناك انتفاضة تغلي ولكن يجري خنقها قبل أن تنطلق والأنظمة العربية التي باعت فلسطين سابقاً، هي التي تتولى وأد الانتفاضة وضرب المقاومة الحقيقية، وتأمين الأمن والراحة للكيان الصهيوني، لكننا نعرف بالتجربة والوقائع أنّ خيار المقاومة هو الصحيح، وأنّ كلفة المقاومة تظلّ أقلّ بكثير من كلفة الاستسلام.
وأخيراً وجه نادر التحية إلى روح الشهيد محمد عواد باسم قيادة الحزب، وإلى شهداء الحزب وشهداء المقاومة والجيش اللبناني والسوري وشهداء فلسطين والعراق.