تقرير
جاء في صحيفة «إسرائيل اليوم»:
هل هذا عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ملك السعودية ابن السنوات التسعين الذي قرّر تحريك العالم وإعادة تنظيمه؟ هل هذا الرجل المريض القادر على العمل فقط لساعات قليلة إن لم يكن خارج البلاد للعلاج، قادر على مناورة المنطقة وترتيبها بحسب رغبته؟ هل ثمّة في هذه المملكة الغريبة التي تعيش في أعماق العصور الوسطى، شخص آخر يُحرك الملك، يبادر ويخطط من جديد للشرق الاوسط؟ من الصعب أن نعرف. كل ما نسمعه تقديرات حول حروب آلاف الأمراء الذين لم ينقلوا بعد تاج السلطة من جيل أولاد سعود إلى جيل أحفاده، نظراً إلى أنهم لا يعرفون كيف يفعلون ذلك.
بسبب نظام ردود الفعل، تحوّلت السعودية إلى مكان نشوء كائنات مثل «القاعدة» التي توقّعوا لها خطراً كبيراً على خلفية «الربيع العربي» الذي خيّب الآمال. في حين أن جارتها البحرين وقعت في المشكلات، لم تتردّد السعودية في إرسال قوات عسكرية إليها، وبقيت هذه القوات فيها لمنع الثورة. وعندما رفعت قطر رأسها تقرّر تأييد الاخوان المسلمين الذين تكرههم السعودية، لم تتردّد المملكة في دعوة دول الخليج والطلب منها إعادة سفرائها من إمارة قطر الصغيرة والغنية، حتى فهم الأمير الشاب أنه لا يقدر على السعودية. وقد مدح المملكة، وبعد أن أثبت أنه يتصرف بطريقة جيدة، أمرت السعودية دول الخليج الأخرى بإعادة السفراء إلى قطر.
السعودية هي العامل الأساس في تخفيض أسعار النفط بشكل دراماتيكي والتسبّب لبوتين بضربة قوية، وفعلت ذلك على ما يبدو لجعل استخراج النفط في أميركا أمراً غير مجدٍ، لكن التكلفة القليلة لاستخراج النفط لديها سمحت لها بأن تتلاعب بسعر البرميل، وزعزعت الدول التي يعتبر النفط المصدر الحقيقي لاقتصادها مثل فنزويلا والجزائر وبالذات روسيا.
الخطوة الاخيرة في الوقت الحالي هي المصالحة بين قطر ومصر. الامر الذي كان قبل بضعة أيام غير قابل للتطبيق، تحول إلى صداقة جديدة في الصراع بين مصر وقطر. الدولة الأكبر والأكثر فقراً خضعت للدولة الصغيرة والأكثر غنى. الأمير القطري تميم بن حمد أرسل مبعوثيه إلى القاهرة حيث التقوا الرئيس عبد الفتاح السيسي بوجود ممثل سعودي كبير. وتم الاتفاق على أنه منذ الآن، سيتم تنسيق كل ما يخص مصر وغزّة بينهم، وأعلن القطري بِاسم الأمير أن قطر تعتبر مصر زعيمة العالم العربي.
من ناحيتنا، الحديث هنا عن تطور إيجابي: مبادرة السلام العربية التي تستند إلى مبادرة السلام السعودية، هي تحقيق حلم قديم لـ«إسرائيل» بأن تحظى باعتراف جميع الدول العربية والدول الإسلامية. وإدخال قطر في الصف من شأنه كبح تأييدها «حماس»، والمساعدة السعودية لمصر هي مساعدة لطرف تهنأ «إسرائيل» من التعاون معه، وتخفيض أسعار النفط هو تخفيف اقتصادي علينا، بالضبط كما لم نذرف دمعة واحدة حين تبيّن أن مكانة بوتين ظهرت كفقاعة، وبعد كل ذلك يجب أن أعترف أن الدولة التي تقف وراء كل ذلك التي تقطع أيدي السارقين ولا تسمح للنساء بقيادة السيارات، من الصعب أن نصفّق لها.