قنديل لـ«توب نيوز»: إيران لن تساوم على حلفائها ومصالحهم

أكد رئيس تحرير صحيفة «البناء» ناصر قنديل في برنامج «ستون دقيقة مع ناصر قنديل» أن «المشكلة مع إيران وروسيا وسورية هي أنها دول استقلال وطني، والمواضيع الخلافية هي مجرد واجهة»، مؤكداً أن «الذي يجمع هذا المثلث هو أنها دول الاستقلال الوطني، فإيران تدافع عن قرارها المستقل وحقها في أن تكون دولة مستقلة ومتساوية مع باقي الدول في الحقوق، فالملف النووي الإيراني هو اشتباك تحت هذا العنوان، فهي تريد امتلاك طاقة نووية وهو بعد علمي وتقني ومتطور اقتصادياً ويوفر 80 في المئة من كلفة الوقود لإنتاج الطاقة الكهربائية، فهذا الملف في تقانته هو ارتقاء عال في استخدام التقنيات قابل للتعميم في مجالات عديدة إذا ما أُتقن».

وأضاف قنديل: «أن روسيا تنطلق من أنها دولة الاستقلال الوطني، وأنها كدولة مستقلة ذات تاريخ مجيد ومساحة جغرافية وسكانية كبيرة لها الحق في أن تكون دولة شريكة في القرار العالمي من موقع الند للند، وهي تقاتل لانتزاع مكانتها في العالم، ومع سورية ليس خلاف إصلاحات واتفاقات بل لأن سورية دولة استقلال وطني، وما يجمع دول البريكس مع بعضها ومع روسيا وجنوب أفريقيا هي أنها دول استقلال وطني»، ملمحاً إلى أن «الأميركي عندما يحتاج إلى تسوية في أوضاع المنطقة فهو بحاجة إلى الدور الإيراني في التفاوض، فنحن ننتهي من الحروب الكبيرة لندخل حروباً صغيرة لكسب النقاط وتحسين الأوراق، وفي قلب هذا النوع من التفاوض باختلاف المنهجية والإرادة يكون المفاوض الإيراني ذو نفس طويل، ولا يعيقه عامل الزمن في تحسين قدرته ومكانته وإمكاناته».

وأردف قنديل: «أميركا أعلنت هزيمة مشروع الحرب والبدائل الممتدة طوال الفترة من عام 2006 وصدور تقرير «بيكر ـ هاملتون» وصولاً إلى ما سمي الربيع العربي الذي خسر آخر رؤسائه وهو المنصف المرزوقي بالسقوط المدوي في الانتخابات التونسية مقابل الباجي قايد السبسي الذي يمثل بصورة أو بأخرى جزءاً من نظام بورقيبة، واستطراداً نظام بن علي لكنه احتياط استعان به الشعب التونسي للتخلص من تركة الإخوان المسلمين، لينتهي هذا الربيع العربي الذي كان آخر الاختبارات الأميركية للتسليم بوثيقة بيكر ـ هاملتون الذي بدأ الانخراط على أساسه بالملف النووي الإيراني، ومبادرة دي ميستورا والتسليم بشرعية الرئيس بشار الأسد كشرط لأية تسوية سياسية في سورية».

ولفت قنديل إلى أن «زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إلى دمشق هي للقول للقيادة السورية ما هي ثوابتكم لتكون خطوطنا الحمر، ولقيادة حزب الله ما هي الرئاسة التي تريحكم لنجعلها عنواناً وشرطاً للتفاوض، فإيران تحمل سلة حلفائها عنواناً لتفاوضٍ ليست مستعجلة فيه بالوصول إلى نتيجة، والمستعجل عليه دفع ثمن الوقت من حسابه، فإيران لن تساوم على حلفائها ومصالحهم، لأنها تملك الزمن ومعه أسباب القوة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى