سلام من بكركي: الوضع غير مريح ولا انفراجات جدية
أكد رئيس الحكومة تمام سلام «أنّ الوضع في لبنان غير مريح والحالة لا تنبىء بانفراجات جدية»، لافتاً إلى «أنّ الحوار بين المرجعيتين الأساسيتين في لبنان لا بدّ من أن يحقق أجواء من الراحة عند اللبنانيين».
وقال سلام بعد لقائه أمس البطريرك الماروني بشارة الراعي في الصرح البطريركي في بكركي: «في ظلّ الأوضاع الراهنة وفي ظلّ الغصّة المتمثلة بأبنائنا العسكريين الأبطال الذين هم اليوم في وضع خطير، وفي وضع إنساني لا يقبله أحد، لا يمكن لنا أن نمرّ على هذا الوضع غير الإنساني وكأنّ شيئاً لم يكن. من هنا الغصّة، ومن هنا حرصنا جميعاً على أن تكون هذه الأعياد مجالاً للتفكير والتبصُّر فيما يحتاجه بلدنا من حلول ومخارج لكثير من الأزمات التي يواجهها».
وأضاف سلام: «يعلم الجميع أنّ هناك استحقاقاً كبيراً وعلينا جميعاً أن نسعى إلى تحقيقه وتحقيق نتائج مرضية للبنان واللبنانيين، ألا وهو استحقاق انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية. من هنا من بكركي حيث القرار وحيث المكانة لكلّ ما له علاقة، ليس فقط بإخواننا المسيحيين بل بكلّ اللبنانيين، أجدّد الدعوة إلى كلّ القوى السياسية أن تعطي هذا الاستحقاق كلّ ما يحتاجه من بذل للجهود، فالجسم بلا رأس لا يمكن أن يكتمل».
وتابع: «مما لا شك فيه أنّ ما نشهده من حوار بدأ بالأمس أول من أمس ، بين مرجعيتين سياسيتين أساسيتين في البلد، لا بدّ من أن يحقق أجواء من الراحة والاطمئنان عند اللبنانيين لأنه يتعلق ببعد خطير وحساس نعرفه جميعاً في لبنان، ألا وهو البعد الطائفي والمذهبي الذي إذا ما تمّ لا سمح الله استغلاله وتوظيفه باتجاه سلبي لن يتأتى منه إلا الضرر الكبير للبنان. فهنيئاً لنا بهذا الحوار، ونتمنى للمتحاورين أن يمضوا في سبيلهم ويعطوا النتائج في أقرب فرصة. لقد استمعت مساء إلى كلام من الرئيس بري طمأنني فيه أنّ الجلسة كانت مريحة جداً ولم يتخللها أي شائبة. وفي الجلسة القادمة سيكون هناك بعض التطورات وبعض النتائج الإيجابية ليبنى عليها المقتضى. وأنا آمل أن يساعدنا هذا الحوار على مواجهة استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية في أسرع فرصة».
وعن مطالبة البطريرك الماروني الحكومة بالمقايضة في ملف العسكريين، قال سلام: «آمل من الجميع وفي مقدمهم الإعلام، أن يحرصوا على التعاطي بكثير من الجدية والتكتم في هذا الملف، يكفينا الفولكلور القائم فيه. لم ولن يحرر العسكريين هكذا فولكلور شهدناه في الأشهر الماضية، بل على العكس لقد أودى بحياة أربعة عسكريين. رجاء من الجميع أن يساهموا معنا بجدية في هذا الملف بعدم الاستفزاز والتنافس والمبارزة، لا في المعلومات ولا في المواقف ولا في المشاعر. كفانا كلّ ذلك لأنه لم يعطِ نتيجة. وأرجو أن تتم مقاربة هذا الموضوع بكثير من التكتم وليس بكثير من الحديث ومن المبارزة».
وأضاف: «ما نقبل به وما لن نقبل به لن يكون سلعة أو مادة في أيدي أحد للمبارزة، ما نقدم عليه وما سنراه وما سنعتمده سيتم بالتكتم لنصل إلى نتائج، كما تتعاطى كل دول العالم عندما تتعامل مع هكذا مواضيع. بالأمس كنا في فرنسا وشاهدنا كيف تمّ الإفراج عن رهينة فرنسي ولم يعرف أحد كيف تمّ الإفراج وكيف جرت المفاوضة ومع من، ولم نسمع صراخاً ولا منافسة في الموضوع. علمنا فيما بعد أنه تمّ تسليم أربعة مخطوفين كانوا لدى الفرنسيين إلى الجهة الخاطفة، ولكن مقابل الإفراج لم يعد أحد يسأل كيف سنقايض ومن سنقايض وبمن سنقايض. هذا ليس سلعة للتداول بها والموضوع يتعلق بأرواح بشر وعسكريين لبنانيين، لا يمكن أن يتحولوا سلعة للتجاذب بين هذا الفريق أو ذاك. لنهدأ في التفاوض وكلنا أخذنا قراراً بالتفاوض، وقلنا أنّ هذا الأخير يتطلب معطيات معينة، ولكن كيف وبأي حجم وبأي وتيرة، هذا أمر يتطلب الكثير من العناية والكثير من الدقة. أما إذا تمّ التعاطي معه بخفة، فلن نصل إلى النتائج المرجوة. وأنتم تعلمون أننا نتعاطى مع جهتين وليس مع جهة واحدة، وهناك تنافس بين تلك الجهتين».
ورأى سلام أن «لا بدّ من أن ينعكس الحوار بسرعة على عمل الحكومة إذا كانت نتائجه إيجابية، لكنّ هذا يتطلب بذل الجهد، وفي ظلّ التعثر في كثير من الأمور نحن بحاجة إلى حوار، وأن يطغى على كلّ شيء آخر وينتخب لنا رئيساً للجمهورية».