الراعي يدعو في رسالة الميلاد إلى الصلاة على نية انتخاب الرئيس والاستقرار في لبنان وسورية والعراق
رأى البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي، «أن لبنان يعيش اليوم ظلمة التبعية وعدم الولاء للوطن المؤديين إلى انتهاك الدستور والميثاق الوطني» والصيغة اللبنانية وعدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ الخامس والعشرين من آذار الماضي، فيما أبواب القصر الجمهوري مقفلة منذ 25 أيار، من دون أي وخز ضمير، ظلمة التعيينات السياسية والمذهبية في الوظائف العامة من دون احترام قاعدة المناصفة، ظلمة الفساد الغذائي والبيئي، ظلمة الاستيلاء على الأملاك العامة والمشاعات والمال العام عن طريق الاحتيال والرشوة، ظلمة المصالح الخاصة التي تحجب الخير العام، ظلمة التطرف الديني والمذهبي الآخذ في تشويه وجه لبنان، ظلمة الحسابات السياسية المذهبية التي حالت دون التوافق على قانون عادل للانتخابات يؤمن صحة تمثيل المكونات اللبنانية ويضمن للمواطنين حقهم الدستوري في مساءلة ممثليهم في المجلس النيابي ومحاسبتهم، ظلمة العسكريين المخطوفين وآلام أهلهم، ظلمة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية الناتجة من كارثة المليون ونصف مليون نازح سوري على أرض لبنان».
وأكد في رسالة الميلاد التي وجهها من بكركي، «أن لبنان لكي يخرج من ظلماته، يحتاج أول ما يحتاج إلى رئيس للجمهورية يكون الرأس السليم الواعي الحكيم، يحتاج إلى رئيس معروف بتاريخه وممارساته، متجرد من ذاته ومن مصالحه الصغيرة، محب للبنان وشعبه وكيانه ومؤسساته، ويدل إليه ماضيه وحاضره. مثل هذا الرئيس يستطيع إعادة الأولوية للمصلحة الوطنية العليا، وتركيزها على أساس الميثاق وصيغته والدستور، وقيادة الحوار الوطني الشفاف والصريح الذي يفضي إلى سلام داخلي حقيقي، وإلى تحديد الأولويات للنهوض بلبنان».
وشدد على «أن المذكرة الوطنية التي أصدرناها في 9 شباط 2014 ترسم خريطة طريق لإخراج لبنان من أزمته السياسية وتداعياتها الاقتصادية والأمنية».
وأشار إلى «أن لبنان يحتاج إلى رجال سياسة مؤهلين ثقافياً وإنسانياً وأخلاقياً، جديرين بممارسة فن السياسة القائم على خدمة الإنسان والخير العام، بحيث تتوافر للجميع شروط الحياة الكريمة والوافرة، الشخصية منها والجماعية، رجال سياسة يكون ولاؤهم أولاً وآخراً للبنان، ويكونون مدركين قيمته كوطن مميز بخصوصيته من حيث الكيان والقيمة الحضارية والدور والرسالة في محيطه العربي، رجال سياسة يؤمنون بالديمقراطية السليمة ويمارسونها، وبحقوق الإنسان ويتفانون في تأمينها وحمايتها، ويغارون على سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وكرامة مؤسساته وشعبه».
وقال: «سنصلي على نية انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد وللالتزام باحترام الدستور والميثاق الوطني والصيغة المنظمة للعيش المشترك وللمشاركة المتناصفة والمتوازنة في الحكم والإدارة، الاستقرار في لبنان والسلام في سورية والعراق والأراضي المقدسة، وفي سائر بلدان الشرق الأوسط».