لكل زمنٍ رجال… فيلم وثائقي عن كريستيانو رونالدو
عندما كان البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي يتربّع على عرش كرة القدم العالمية كأفضل لاعب لـ4 سنوات متتالية تسابقت شركات الإنتاج السينمائي لصناعة فيلم يحكي حياة الفتى الصغير الذي عانى في طفولته مرض نقص هرمون النمو، وكيف نجح بعد ذلك في الوصول إلى قمّة المجد والشهرة.
الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو كان يعامل وقتها على أنه البرجوازي المغرور زير النساء الذي يجب أن يلعب دور الشرير في فيلم البطل الخلوق الخارق ميسي.
الآن وبعد أن انقلبت الصورة وعاد رونالدو من دون توقع مسبق إلى صدارة المشهد ليصبح المرشّح الأول لنيل جائزة الكرة الذهبية للعام الثاني على التوالي والثالث في مسيرته، بدأت الجهات نفسها في صناعة وترويج أسطورة الفتى البرتغالي الصغير الذي عاش فقيراً وحطم الصخر بيدين من حديد ليغدو الرقم واحد في العالم.
أما ميسي الذي كان الخلوق الخارق فبات الآن الهارب من الضرائب، الشرير الذي يتمشى في المباريات الكبيرة ويرفض الخروج للتبديل إذا أراد المدرب ذلك، ولا يساعد زملاؤه في الدفاع ويتجاهل السلام على طفل صغير خلف الكواليس ويدفعه للبكاء بحرقة.
وحتى بلاتر الذي استهزأ برونالدو في وقت سابق من العام الماضي أمام طلاب جامعة أوكسفورد، وامتدح ميسي قائلاً: «كل أب يتمنى أن يكون ابنه مثل ميسي»، ها هو في حفل تتويج مونديال الأندية يدلّل رونالدو كطفل صغير، ويحاول كسب ودّه بكل الطرق الممكنة، ونتذكر كيف أن بلاتر في مونديال البرازيل استهجن حصول ميسي على جائزة أفضل لاعب، بينما صفق كثيراً لتتويج رونالدو بالكرة الفضية في مراكش.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل نعيش في مسلسل مرسوم السيناريو مسبقاً؟ وهل نحن مجرد متفرجين يجرى التلاعب بمشاعرهم الضعيفة وعواطفهم الساذجة في مسرحية كبيرة؟
كيف يصبح البطل خائناً للأمانة وبلا ضمير فجأة وكيف يتحوّل المغرور إلى ملاك يحب عمل الخير ويربط حذاء الطفل الصغير مؤجلاً التحاقه بزملائه قبل انطلاق المباراة؟
ربما تكون الحياة كما يقولون «دول وأقطار»… ويوم لك ويوم عليك، وأن ميسي ورونالدو ما هما إلا شخصين مميزين وجدا في الفترة نفسها فضحكت الحياة في وجه أحدهما وعبست في وجه الآخر ثم انقلبت وعادت لتنقلب من جديد، وقد تنقلب مرة رابعة وخامسة.