«نبض» ترنّم… لتحيا سورية
رانيا مشوِّح
روح الشباب لا تقف عند حدود ولا تعترف بالموت السريع. شباب سورية حوّلوا الألم إلى أمل. واجههم اليأس بأسلحة ثقيلة فتدرّعوا بالحبّ سلاحاً وطنياً.
فرقة «نبض» الموسيقية ولدت من رحم السلام، ونشأت على حب الوطن والولاء له مهما اشتدّت الملمّات، وحيكت بحقه المؤامرات.
«البناء» التقت رامي جلبوط، رئيس جمعية «نحنا» الثقافية، التي أسّست الفرقة.
ويقول: «فرقة نبض، هي المبادرة الأولى من مبادرات الجمعية. وبدأت القصة من خلال جلسات مع بعض الأصدقاء عندما غنّى صديقنا وأحد المؤسسين رامي الحمصي أغنية تحيا سورية. وبدأ النقاش في كيفية نشر الأغنية حتّى تطوّرت الأمور في ما بعد إلى تأسيس الفرقة، ثم العمل الثقافي ككل. وانتهينا بالاتفاق على تأسيس جمعية ثقافية تعمل في كافة الميادين الثقافية، وتمكين الهواة والشباب من الإبداع وممارسة هواياتهم الثقافية وصقلها وتتطويرها، وإتاحة الفرصة لهم للإنتاج الثقافي».
أما عن أعضاء الفرقة فيقول جلبوط: «يتجاوز عدد أعضاء الفرقة اليوم 30، من موسيقيين وكورال، وهم في معظمهم من الهواة ومن بينهم بعض طلاب الموسيقى».
ويضيف: «الفرقة تنتج بنفسها أغانيها الخاصة، إذ تؤلف الكلمات وتضع الألحان وتوزّع الموسيقى، ويؤدّي أعضاؤها أصحاب الأصوات الجميلة الغناء، كما أن الفرقة تسجّل الأغاني بنفسها وعلى نفقتها وكل ذلك بجهود شباب الفرقة. وشاركت فرقة نبض في عددٍ من الفعاليات الفنية والثقافية، أكسبتها بصمة واضحة بين الفرق الموسيقية السورية».
ويقول: «شاركت الفرقة في عددٍ من الفعاليات، وأقامت ما يقارب عشر حفلات في دمشق، وحفلة في جامعة الحواش الخاصة، وحفلة في ضهور الشوير المدينة اللبنانية العريقة. وللفرقة وشبابها كلمة حاولوا التعبير عنها موسيقياً وإنسانياً». وفي الإطار نفسه أوضح جلبوط: «رسالة الجمعية منذ البداية تتمثل بنقل صوت الوطن وشبابه إلى كل العالم. والتأكيد على أن الحرب في سورية لن توقف الإبداع الحضاري السوري المستمر منذ آلاف السنين. ودعوة الشباب إلى المبادرة وتشجيعهم للعمل سويّاً، وأقصد العمل التطوعي».
وأضاف: «لدينا اليوم إضافة إلى فرقة نبض، فرقة خبز المسرحية التي قدّمت أول أعمالها المسرحية تحت جسر الثورة منذ أيام. وهناك أيضاً مبادرة خطوة للرقص التعبيري، وفرقة عنب الموسيقية لليافعين، ومبادرة شظايا للفنون الجميلة، والمعارض، وصالون كلمة الثقافي» .
هذا هو كلام الشباب السوري الواعي، وهكذا يوصل رسالته ليسمع أنغامها دعاة الموت، حتى علا صوت آلاتهم الموسيقية طاغياً على صوت الرصاص والمدافع، ليستمر ويعلو في قلب سورية النابض.