مملكة تتهشّم؟

أبو الحسن الجزائري ـ باريس

لم تعد السياسة التي يسير عليها الجناح القابض على تلابيب القرار في الأردن، والذي أثبت ارتهانه للمشروع الأميركي في المنطقة وارتباطه به، تمثل خطراً على سورية، ولا حتى على مصالح الأمن الأردني، بل تجاوزت ذلك كله ليصبح مصير الأردن ووجوده ككائن سياسي مهدّداً!

العقلاء في الأردن يدركون أنّ عداء ذويهم لسورية وخياراتها الاستقلالية لن يجرّ على بلدهم أيّ خير، وأنه بالقدر الذي يستفحل هذا العداء يكون السمّ قد استشرى في جسم الأردن فكرياً وسياسياً!

«الإخوان المسلمون» لم يبق لهم دور في المنطقة غير الذي أوجدوا من أجله منذ الأول: أن يكونوا لعنة على كلّ نسمة روح إباء وكرامة في الدم العربي المناهض للمشروع الصهيو- غربي في المنطقة.

«الإخوان» لم يبق لهم غير الترقي في السلم الوظيفي من عمالة إلى أخرى: إنهم ألفوا آباءهم على هذا، فغلب التطبيع فيهم التطبع.

يعلم العقلاء في الأردنّ أن إخوانهم في الدم والمصير والعقل في سورية يمنعهم الشرف وأدنى درجاته شرف في الخصومة أن يحركوا يداً قد تأتي على البنيان من القواعد، وهم القادرون!

يعلم العقلاء في الأردن أنّ حكمة الشام ما زالت ترعى للماضي القريب والمستقبل الآتي حقوقهما، وأنّ أمن الأردن من أمن سورية، ولهذا فهي لم ولن تقدم على أيّ فعل يفرح العدو ناهيك عن إيذاء الإخوة!

لكن، ما حيلة سورية إذا كانت العمالة للمشروع المعادي لكلّ ما هو حرّ وأبيّ سكنت واحات غباوة وكثبان بلادة صارا عنوانين لمشروع حداثة البداوة في الأردن؟

يعلم العقلاء في الأردن، أنّ بلدهم لم يكن يوماً في منظار مشروع العداوة إلا مشروع الوطن البديل! الوطن البديل للفلسطينيين عن فلسطينهم واليوم الوطن البديل للتكفيريين عن حجازهم ولـ»الإخوان» عن كلّ هزائمهم: مصرهم وتونسهم!

سورية لا يمكنها أن تبقى ساكتة مكتوفة الأيدي أمام ما يُراد للأردن في الأردن، لأنها أيضاً لم يعد في إمكانها أن تبقى كذلك أمام ما يُراد لها من الأردن!

إلى العقلاء من إخواننا في الأردن الحبيب: أنقذوا أنفسكم، أنقذوا بلدكم قبل فوات الأوان!

اللهم فاشهد!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى