الأردن يستجيب لمطالب «داعش» من الصفعة الاولى
روزانا رمّال
تناقلت وسائل إعلام أردنية ما يفيد أنّ السلطات الأردنية أبلغت الجهات المعنية داخل التحالف الدولي ضدّ «داعش» بأنّ الطائرات الأردنية ستعلّق مشاركتها إلى أن يتمّ الكشف عن كلّ التفاصيل ومعرفة الأسباب وراء سقوط الطائرة في الرقة السورية.
المفارقة انّ هذا الإعلان جاء فيما السلطات الأردنية لم تتبنّ أصلاً فكرة انّ طيارها وقع رهينة «داعش»، وكلّ ما ذكر كان انّ التحقيقات ما زالت مستمرّة وأنّ مصير الطائرة والطيار لا يزال غير معروف.
فجأة يقرّر الأردن تعليق العمليات العسكرية ضدّ «داعش» في خطوة أقلّ ما يُقال فيها إنها مدهشة، سواء لناحية دلالاتها، أو لما ستتركه عند المنظمات الإرهابية المشاركة في هذه الحرب، التي يبدو أنّ الحكومة الأردنية شخصنت الحرب على الإرهاب رسمياً، وربطتتها بمصير الطيار المفقود، والسؤال: ألم تكن الحكومة الاردنية تتوقع ايّ تداعيات لدخولها التحالف؟ وهل يمكن دخول حرب او مواجهة من دون خسائر؟
اذا كانت الحكومة الاردنية تخشى ان تتفاقم المشكلة اكثر بسبب مشاركتها في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، او إذا كانت تعتقد أنّ خطف د»اعش» للطيار هو نتيجة مباشرة لمشاركتها، فإنّ هذا يؤكد انه تمّ الخضوع للمطالب التي لم تصرّح عنها «داعش» نفسها حتى، وفي هذا إعلان عن مفاوضات تمّت منذ أن أعلن الأردن استعداده لها على لسان وزير الأوقاف، حيث أكد استعداد بلاده للتفاوض مع «داعش» لتحرير أسيرها، مع الاستعداد لدفع الفدية، لكن يبدو انّ الفدية صارت إعلان الاستسلام امام «داعش» بخروج الأردن من الحرب.
هذا عن الأردن، أما ما جرى فهو بالتأكيد لا ينسحب على قرار الحكومة الأردنية، بل نموذج لما يمكن أن يجري على الأقلّ مع الدول العربية التي سارعت للانضمام الى التحالف ضدّ «داعش»، فهل وضع السعودية أفضل لو حدث الشيء نفسه؟ وهل تتحمّل الأمر نفسه وهي أقرب الى مخاطر «داعش» من أي دولة أخرى بين خلايا نائمة وقاعدة وسواها؟
كيف يمكن التعويل بعد على حلف دولي يكافح الإرهاب؟
وهنا يتوقف المراقبون أمام صمود لبنان وتجربته مع عسكرييه الذين تعرّض خمسة منهم للذبح، ولم تسلّم الحكومة اللبنانية لمطالب الإرهابيين رغم الدعوات الداخلية للتفاوض والمقايضة…
تبقى التهنئة الرئيسية للولايات المتحدة الأميركية التي حشدت لتحالفها باعتباره البنية الصلبة التي ستواجه الإرهاب، ولم تقبل بدخول المعنيّين مباشرة وفعلاً بمقاتلة الارهاب، كسورية وإيران بداعي أنّ حلفاءها سيقومون بالمهمة.
رفض الاميركيون تحالفاً حديدياً يصمد في وجه العواصف والدواعش، وإذ بهم ينالون تحالفاً كرتونياً…
الأردن يستجيب لمطالب «داعش» من الصفعة الاولى، ويبدو أنّ الحبل على الجرار…
«توب نيوز»