علاقة الأسد بجيشه: زياراته العلنية ليست الوحيدة
روزانا رمّال
أقدم عاصمة في العالم بأمان…
هذا ما قاله الرئيس الأسد بالأمس، في امسيته مع الجيش السوري، وهكذا استقبل العام الجديد…
العاصمة التي ترمز الى عرين «النظام السوري» كما يصفه اعداؤه بكامل أمانها وسلامها ورئيسها فيها.
أهمية حيّ جوبر الاستراتيجية هي انّ التواجد فيه يعني انّ العاصمة السورية دمشق باتت بعيدة من خطر الإرهاب.
عيد رأس السنة في سورية مختلف عن باقي دول المنطقة، ففيه وحده حضرت السياسة ورسائلها، وفيه وحده تأكيد على انّ هناك رئيساً يعرف تماماً مَن يستحق العيد فيبادر إلى مشاركتهم فيه.
هؤلاء هم رجال الجيش السوري الذي اختارهم الأسد لبداية عامه وعامهم معاً مقدماً إياهم رمزاً لافتتاح سنة ومرحلة جديدة على حدّ سواء.
يعرف الأسد جيداً انّ زياراته السابقة الى معلولا وحمص وغيرها من مناطق التوتر منذ الأزمة السورية أدّت رسالتها جيداً، ويعرف انّ زيارته الى جوبر ستؤدّيها ايضاً، فهو اليوم مع لفتته العاطفية الواضحة تجاه الجيش يقول: هذا الجيش وحده يحميني ويحميكم، وها انا بينه أقف كإشارة واضحة لا تحمل لبساً بأنه ضمانة سورية الوحيدة من دون أي جميل سياسي او ديبلوماسي.
يحيّي الأسد رجال الجيش السوري بهذه الزيارة وكأنه يقول: أنتم جلبتم العالم إلينا، والى الحديث عن طاولة حوار، وأنتم أبقيتم على هذه اللحمة العابرة للطوائف التي انعكست على النسيج السوري تلاحماً وطنياً حقيقياً.
الجيش السوري ورئيسه يفتتحون العام 2015 بزخم يبدو انه سيكون متسارعاً، خصوصاً في المنطقة المحيطة بدمشق والتي دخلت مرحلة الأمان، وبريف دمشق كمحطة العام 2015 الأساسية مع حلب وريفها.
الأزمة السورية تنهي عامها الرابع في شهر آذار المقبل مع جيش ورئيس كانا على مدى أعوامها حديث الأروقة السياسية والديبلوماسية الدولية على حدّ سواء، والرهان على تفكيكه كان مدروساً جيداً، فكان العمل على تفكيكه يبدأ بدفع المال لعناصره وقادته الكبار وصولاً الى استهدافه، من دون نسيان تأسيس جيش عملت الدول الداعمة جيداً ليخطف مكانة الجيش السوري فسُمّي «الجيش الحر».
أسقط الجيش السوري مقولة انّ الإغراء المادي قادر على النيل من أصحاب القضية المتجذّرة وأصحاب العاطفة المتأصّلة لحبّ قائد او زعيم، وهي ولو اختلف عليها لا تعتبر علامة سوداء عندما تتعلق برئيس أعطى جيشاً فأعطاه، ورئيس يعتبر نفسه من صلب وصميم هذا الجيش فيساويه بروحه.
عرف الرئيس السوري جيداً كيف يتعاطى مع عناصر الجيش أفراداً وضباطاً وهو بغضّ النظر عن أخطاء قام بها بعض ممّن انتموا إلى مسيرته وقد أدانهم واعترف بأخطائهم صراحة، استطاع ان يثبت انه القائد الفعلي الروحي والعسكري له وانه واثق بجيشه ليس بشاعرية ومفردات الوطنية التي لطالما استساغها العرب بالفطرة بالتهليل للجيش او القائد، انما لقربه الشديد من جيشه واضطلاعه المباشر على كل ما يجري على الأرض وإشرافه ونزوله الميداني وقت الضرورة…
ثم مَن قال انّ هذه الزيارات المعلن عنها هي وحدها زيارات الأسد الميدانية إلى جيشه؟
من الذي قال إنّ الذي يزور جيشه جهاراً ويتفقده، لا يزور جيشه سراً ويتفقد غرف عملياته؟
إنه الأسد الحاضر دوماً…
«توب نيوز»