صحافة عبرية
ترجمة: غسان محمد
الغبيّ الذي يقع كلّ المرة في الحفرة ذاتها!
نشرت صحيفة «معاريف» العبرية مقالاً للقائم بأعمال رئيس الاستخبارات الصهيونية آريه فلمان ومما جاء فيه: «في ضوء مفترق الطرق السياسي ـ الأمني الذي توجد فيه دولة إسرائيل الآن، كان يمكن التوقع أن يُعرض في الانتخابات القريبة المقبلة أمام الناخب فكران متناقضان، كي يختار أحدهما: هل مكانه مع المتماثلين مع طريق الحكومة الحالية، أم مع أولئك الذين يعتقدون أن طريقها مغلوط؟ ولكن شيئاً ما تشوش على الطريق، والانتخابات القريبة تتركز في المجال الاقتصادي ـ الاجتماعي، بينما يندحر المجال الأمني ـ السياسي جانباً.
لقد تغير واقعنا الجغرافي ـ السياسي حتى لم يعد ممكناً التعرّف عليه، ومنه تنبع خريطة تهديدات جديدة على إسرائيل. للتهديدات المعروفة ـ الارهاب الداخلي، تهديد حماس، حزب الله من الشمال والتحول النووي الايراني ـ انضم في السنتين الاخيرتين لاعب جديد: الاسلام المتطرّف. ولا يدور الحديث فقط عن عصابات قتلة في العراق أو في سورية. هذه إيديولوجيا تُنشر بمعونة تكنولوجيات متطورة وتضرب الجذور في كل مكان يظهر فيه ضعف سلطوي. هذا أخطبوط يطلق أذرعه الفكرية من دون حاجة إلى الجيوش. وقد صار هنا، في الشرق الاوسط، وكذا في أوروبا المفزوعة والمشوشة.
لقد اختارت الحكومة الحالية وسابقاتها عدم المواجهة مع المشكلة الأمنية، وتبنّت فكرة بن غوريون، التي كانت جميلة في حينه، حين قضى بأن سياسة إسرائيل الأمنية ستقوم على الانذار، الردع والحسم. غير أنه مع الأخذ في الحسبان نوع الأعداء الذين نقف أمامهم اليوم، لموقف العالم وقيود قوتنا، فان هذا الفكر لم يعد ذا صلة. لقد تبنّت حكومات إسرائيل هذا الفكر لأنه هو وحده يستوي مع الافكار القوية لبلاد إسرائيل الكاملة وبناء الهيكل الثالث، في ظل تجاهل مكان العرب، ويرسم سياسة ضمّ زاحف وتثبيت حقائق على الارض. وحلت محل اللاسياسة الأمنية عبارة يفترض أن توفر الوهم بأنه توجد، زعامة، قيادة، لا بل وهي تنجح جيدا في الشارع: «إدارة النزاع» التي معناها في اللغة البسيطة «سنردّ على الاحداث بالقوة وإذا لم ينجح هذا فسنرد بمزيد من القوة»، أو «احتواء التهديد»، العبارة التي تعني: لا ردّ لدينا على التهديد، وبالتالي سنتعلم كيف نتعايش معه.
حين لا يكون هناك فكر أمني شامل، تستعد إسرائيل للحرب التي كانت. حين لا تكون سياسة وتعلم من أخطاء الماضي، نتصرف مثل ذاك الغبي الذي يقع المرة تلو الاخرى في الحفرة ذاتها، فيتهم الحفرة. فأيّ مثال أفضل نحتاج من مثال الحملات الثلاثة الاخيرة؟ فقد جُررنا إليها في ظروف مشابهة، وتصرّفنا فيها بموجب الفكر القتالي ذاتي، ومنها خرجنا في الوضع ذاته، ونستعد للجولة التالية. إن النهج القائم يؤدّي إلى نتيجة واحدة واضحة، وقد صاغ ذلك الجنرال البروسي كلاوزفيتس قبل 200 سنة حين قال: كل هجوم لا يؤدّي بشكل مباشر إلى السلام، يتوجّب أن ينتهي بالدفاع.
حين لا يكون فكر أمني قومي، فإنه يستبدل بشعارات عليلة مثل: عن هذا لن نتنازل، وعلى هذا لن نلين، وحيال هذا سنقف منتصبي القامة، وإياه سيهزم حماس، وما شابه. هذه لااستراتيجية ولاسياسة. هذه ضحالة فكرية، تزلف للناس وقنبلة دخان تستهدف التغطية على انعدام القدرة أو على اخفاء النوايا الحقيقية…».
اعتقال جنود هربوا من الخدمة العسكرية
ساهمت ضراوة المعارك التي خاضها الجيش «الإسرائيلي» في حربه الأخيرة على قطاع غزّة، في تنامي ظاهرة فرار «الإسرائيليين» من الخدمة العسكرية.
وكشفت صحيفة «معاريف» العبرية عن اعتقال 292 جندياً هربوا من الخدمة العسكرية، مشيرة إلى أن أكثرهم اتخذوا قراراً بالفرار أثناء الحرب على غزّة، خوفاً من المشاركة في المعارك الدائرة آنذاك.
وأفادت الصحيفة أن جنوداً كثيرين رفضوا تسليم أنفسهم لدى القبض عليهم، فيما هدّد بعضهم بالانتحار.
«إسرائيل» تقرّر وقف تحويل أموال الضرائب إلى السلطة الفلسطينية
ذكرت «القناة الثانية في التلفزيون العبري» أنّ «إسرائيل» قرّرت وقف تحويل أموال الضرائب العائدة للسلطة الفلسطينية، والتي تقدّر بحوالى نصف مليار «شيكل»، وذلك ردّاً على توقيع رئيس السلطة محمود عباس، طلب الانضمام إلى ميثاق روما، تمهيداً للانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
وردّاً على هذا الاجراء، قال كل من رئيس حزب «العمل» الصهيوني يتسحاك هرتسوغ، ورئيسة حزب «الحركة» تسيبي ليفني في بيان مشترك، إنه لا يوجد في جعبة نتنياهو أيّ حلول للوضع المتدهور الذي وصلت إليه «إسرائيل» على الاسحة العالمية.
وأضاف البيان، إن نتنياهو هو الذي تسبب في إضعاف محمود عباس على الساحة الدولية، ما دفعه إلى الحوار مع حركة «حماس»، كما أنّ نتنياهو لم يسع لتجنيد العالم من أجل إيجاد حلول على المدى البعيد في قطاع غزّة.
من جهتها، قالت رئيسة حزب «ميرتس» زهافا غلؤون، إن حكومة نتنياهو وبينيت تفضّل نصف عنوان صحافي على مصالح «إسرائيل». وأضافت أنّ إقدام الحكومة «الإسرائيلية» على تجميد مبلغ نصف مليار «شيكل»، سيؤدّي إلى انهيار السلطة الفلسطينية، ووقف التنسيق الأمني، الأمر الذي سيشكّل خطراً على حياة كل «الإسرائيليين».
زيادة عدد المستوطنين في مستوطنات الضفة 4 في المئة خلال 2014
أشارت صحيفة «معاريف» العبرية إلى أنّ معطيات إحصائية نشرتها وزارة الداخلية «الإسرائيلية»، أظهرت زيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية خلال السنة الماضية، بنسبة 4 في المئة ليصل إلى 389 ألف مستوطن، موضحة أنّ حوالى 375 ألف مستوطن يعيشون منذ بداية عام 2014 في المناطق المصنفة «س» في الضفة الغربية، والتي تشكل حوالى 60 في المئة من أراضي الضفة الغربية، وتخضع للسيطرة «الاسرائيلية» التامة، وفيها معظم المستوطنات التي يعتبرها المجتمع الدولي غير شرعية.
وكشفت الإحصائية أنّ غالبية المستوطنين يقيمون في مستوطنات «موديعين عيليت» غرب رام الله، و«بيتار عيليت» جنوب القدس، و«معاليه أدوميم» شرق القدس.