فضل الله: ملتقى حوار الأديان سيطلق وثيقة السلم الأهلي

أكد السيد علي فضل الله أن «ظاهرة العنف التي تتصاعد في المنطقة، والتي تلبس لبوس الدين، لا تمثل الإسلام في عمقه وأصالته» لافتاً إلى ان «هناك الكثير من الأسباب التي دفعت ببعض الحالات المتطرفة إلى الظهور» وعلى رأس هذه الاسباب الظلم السياسي، والفهم الخاطئ للدين. وأعلن «أننا في ملتقى حوار الأديان والثقافات» نعمل لإطلاق وثيقة السلم الأهلي في لبنان.

جاء ذلك خلال استقباله وفداً من «جماعة الروح القدس»، برئاسة مؤسسها أنيل أرانها، وهي الجماعة العاملة تحت كنف الكنيسة الكاثوليكية في دبي، بإدارة المطران بولس هندر. وجرى خلال اللقاء، بحسب بيان صدر عن المجتمعين، بحث مطول في التهديد الذي تتعرض له المنطقة، جراء تصاعد خطر التيارات العنفية والتكفيرية وسبل حماية السلم الأهلي، ودور علماء الدين في ذلك.

وشدد أرانها خلال اللقاء على «خطورة سعي مجموعة معينة لاختطاف دين بأكمله»، مشيراً إلى أن «ظاهرة العنف الحالية التي تحاول إلصاق عنوان الإسلام بأفعالها، ليست وحيدة، فهناك حالات مماثلة ظهرت في الأديان والتيارات الفكرية الأخرى»، ومعتبراً أن «مسؤوليتنا جميعاً أن نكون دعاة للسلام، الذي هو روح الديانات، والذي أراده الرسل والأنبياء أن يعم العالم».

أما فضل الله فأكد أن «ظاهرة العنف التي تتصاعد في المنطقة، والتي تلبس لبوس الدين، لا تمثل الإسلام في عمقه وأصالته»، لافتاً إلى أن «هناك الكثير من الأسباب التي دفعت ببعض الحالات المتطرفة إلى الظهور، وعلى رأسها الظلم السياسي، والفهم الخاطئ للدين».

وأشار إلى «احتضان المسلمين للمسيحيين طول التاريخ الإسلامي»، رافضاً «أن تكون الصورة التي يقدمها المتطرفون هي صورة الدين»، واعتبر ان «هذا الاختلاف في النظرة حيال السيد المسيح، لا ينبغي أن تدفعنا إلى التقاتل، وخصوصاً أننا جميعاً نتفق على احترام السيد المسيح وتقديسه، والتزام تعاليمه التي هي في صلب الإسلام».

وحذر من «المرحلة التي تمر بها المنطقة عموماً»، موضحاً أنها «مرحلة صناعة الفتن، سواء على المستوى المذهبي أو الطائفي، وحتى السياسي»، لافتاً إلى أن «علينا الاستمرار في السعي لتوحيد رأي الأكثرية الساحقة من أتباع الديانات السماوية، التي ترفض التقاتل والتنازع باسم الدين، وتنشد المحبة والسلام».

وأضاف: «إننا على مستوى «ملتقى حوار الأديان والثقافات، والذي يضم شخصيات من كل الطوائف والمذاهب اللبنانية، وحتى من الشخصيات العلمائية، نعمل لإطلاق وثيقة السلم الأهلي في لبنان، كنموذج للتواصل والتعاون، في سبيل سلام المنطقة، وسلام العالم بأسره». ورأى أن «مشكلتنا كمسلمين ومسيحيين، تتمثل في أننا استغرقنا في الطقوس، ونسينا جوهر الإسلام والمسيحية، وهو العمل لخلاص الناس، ولتأمين سلامتهم وكرامتهم وعزتهم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى