بشارة فجر…

شهناز صبحي فاكوش

بعد كلّ ظلمة ينبلج فجر وتشرق شمس… كلّ شيء بحساب… الشمس والقمر بحسبان، فبأي آلاء ربكما تكذبان كلّ ما في الكون بحساب.

يتزامن في هذه الأيام مولد أنبياء الله الأحبّ إليه، ومن حملوا رسالته إلى الخلق بتنزيل كتبه القرآن والإنجيل. المسيح عيسى بن مريم رسول المجد والسلام والمسرّة. ومحمد صلى الله عليه وسلّم صاحب الخلق العظيم، والمبعوث ليتمّم مكارم الأخلاق.

يستبشر الشعب السوري بهذه المناسبة الخير كله، طلباً للخلاص في مولد المخلص، راجياً السكينة وصفاء النفوس… مملوءاً بالأمل لغدٍ أفضل.

ولأنّ لكلّ أمر نهاية، فإنّ ما يحدث في سورية أثبت للعالم أجمع أنّ سورية دولة قوية عالمياً، ومهما طال أمد الحرب ستنتهي وفقاً لإرادة الشعب، ما جعل دولاً كثيرة تعيد حساباتها معها، إنْ دبلوماسياً أو سياسياً وحتى من كان يريد النيل منها عسكرياً.

تغيّرت نظرة الجميع إلا العدو الصهيوني الذي لا يزال يحاول حرف الأمور لصالحه، فهو لا يزال يدعم فايروس «داعش» وكلّ الجماعات الإرهابية التي تعبث في الساحة السورية، في محاولة لإفشال الجهود الروسية للمساهمة في حلّ الأزمة السورية.

يزعجه التنسيق بين إيران وروسيا، وتقارب آرائهما تجاه حلّ الأزمة السورية، ويزعجه توافق الآراء حول الحفاظ على الدولة السورية من دون تقسيم.

يؤرقه ليونة الموقف الأميركي وبعض الدول الأوروبية. يحاول تحريض بعضها الآخر خاصة فرنسا، وألمانيا التي تدعمه عسكرياً خشية أنّ ما يحدث هو إعادة تسويق للنظام السوري على المستوى الدولي، لأنه قلعة المقاومة التي تقضّ مضجعه.

الساحة السورية التي فرضت نفسها عسكرياً وسياسياً وشعبياً جعلت أعتى الدول عدائية تغيّر مواقفها… ها هي تركيا التي استعدّت لاجتياح سورية عبر عين العرب ظناً منها أنّ أهلنا الأكراد سيرحّبون بها، لكن دفاع أهل الأرض عنها وتأكيدهم شرعية الدولة السورية، جعلها في استدارة كاملة، وها هي تمنع دخول السوريين إلا بجواز سفر مجدّد وممهور بخاتم الجمهورية العربية السورية.

الكيان الصهيوني عليه أن يفهم أنّ سورية دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة التي لا تسمح مواثيقها بتدمير دولة من أعضائها، أو إزالة سلطتها من دون قرار الشعب.

ما حدث في الساحات العربية كان الشعب صاحب القرار فيه، والحفاظ على الدولة السورية بكلّ مكوناتها، هو الآخر قرار الشعب الذي اختار قائده بإرادة مطلقة.

من احترام هذه المواثيق انبثقت الجهود الروسية للمساهمة في حلّ الأزمة السورية، حتى وإنْ كانت الإدارة الأميركية تحاول السيطرة بالتلطي خلف مبادئ حقوق الإنسان، فقد كشف النقاب عن تخريب المواثيق وحقوق الإنسان بممارساتها العنفية.

الأزمة السورية لن تحلّ إلا بموافقة جميع الأطراف على التصالح بقناعة كاملة، وأنّ انتهاء القتال بشكل كامل أو جزئي لن يكون ذا فائدة ولن ينتهي من دون حلّ سياسي.

يثمّن السوريون الخطة الروسية التي تسعى إلى تجميع الأطراف المحلية بعيداً عن أيّ مؤثرات دولية أو أجنبية في جهد تبذله بمنتهى الجدية لتوحيد الأطراف السورية لإنقاذ البلد.

كما تعمل في المقلب الآخر بجهود ديبلوماسية مع الدول المحيطة بسورية، والتي تدعم أطرافاً تحمل السلاح تحت اسم المعارضة، للتوقف عن الدعم التخريبي ضدّ سورية.

كما تعتمد على الموقف الأميركي المبني على استراتيجية محاربة «داعش»، وهي تعلم تماماً أنها تدعم أطرافاً من حملة السلاح. وتثق أنها رغم استراتيجيتها لا تحارب «داعش» بجدية، وأنها تستخدم أطرافاً في الداخل والخارج لتحقيق مآربها العدوانية.

تعود الأيام بذكرى مولد المسيح ابن الناصرة عيسى عليه السلام، متزامنة مع ذكرى سيد الخلق نبي الرحمة محمد العربي صلى الله عليه وسلم. بشارة يتفاءل بها الشعب في سورية. ما يوحد القلوب، ويستجمع القوى الوطنية في ارتقاب النصر لمحور المقاومة، ما يعزز انتصارات الجيش العربي السوري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى