البطريرك كيريل: شعوب روسيا التاريخية ستحافظ على وحدتها

أعرب بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل في خطابه الموجه للمؤمنين لمناسبة عيد الميلاد عن ثقته بمحافظة الشعوب السلوفينية في روسيا التاريخية على وحدتها بغض النظر عن الأزمة الأوكرانية. وقال: «لا شيء يستطيع هز علاقات هذه الشعوب الروحية والثقافية الممتدة لقرون بما فيها الأحداث في أوكرانيا».

وجاء في خطاب الميلاد للبطريرك، والذي نشره مكتبه الصحافي: «يجب أن نكون أرثوذوكسيين ليس فقط عبر استطلاعات الرأي، بل بمعتقداتنا العميقة وطريقة حياتنا كما كان أسلافنا الصالحون أناساً مؤمنين بحرارة ومحبين لله، بين هؤلاء يحتل مركزاً خاصاً معمد روسيا، القديس المساوي للرسل الأمير العظيم فلاديمير».

وأكد البطريرك «هذا كان ولا يزال وسيبقى. ولن تستطيع أية مشاكل موقتة واختبارات، وأية قوى خارجية أن تلغي العلاقات الروحية والثقافية الممتدة لقرون بين ورثة جرن العماد في كييف». ولفت إلى أنه في هذه الأيام يصلي مع الكنيسة صلوات خاصة من أجل السلام على الأرض الأوكرانية «بصرف النظر عن مكان إقامة أبنائها، ونظراتهم السياسية أو تفضيلاتهم، فالكنيسة الروسية الأرثوذوكسية تؤدي تلك المهمة المسؤولة التي كلفها بها المسيح نفسه. وهي تقوم بكل ممكن لتصالح الناس وتساعدهم في تجاوز آثار العداوة».

تصريحات البطريرك الروسي جاءت بعد يوم على إعلان وزارة الخارجية الألمانية أن اللقاء في «إطار النورماندي» بين ممثلي وزارات خارجية ألمانيا وفرنسا وروسيا وأوكرانيا، والذي جرى في برلين أسفر عن «تقدم طفيف».

ونقلت قناة «الموجة الألمانية» عن الخارجية الإعلان في اختتام لقاء المدراء السياسيين في مقر وزارة الخارجية الألمانية، وأضافت أن الأطراف استطاعت اتخاذ خطوات معينة باتجاه الخروج من الأزمة الأوكرانية.

وذكرت الخارجية أن المحادثات بين ممثلي الدول الأربع كانت «بناءة وأدت إلى تحركات، لكن من الواضح أن لا بد من الإجابة على كثير من الأسئلة التي مازالت معلقة».

وستتواصل في الأيام المقبلة المشاورات بين الدبلوماسيين قبل اللقاء المرتقب بين رؤساء الدول الأربعة في «إطار النورماندي» في أستانا يوم 15 كانون الثاني الجاري.

ورفضت المنظمة الأوكرانية القومية المتطرفة «القطاع الأيمن» الانصياع لوزارة الدفاع في البلاد، وطالب أحد رؤسائها بالبدء بـ»حرب تخريبية» في شبه جزيرة القرم وجنوب شرقي أوكرانيا. وقال إيغور مازور، رئيس قسم كييف لحزب «أونا – أونسو» الجمعية القومية الأوكرانية – المنظمة القومية التضامنية الأوكرانية ، المرتبط بمنظمة «القطاع الأيمن» إن «على القوات الأوكرانية رفض الحرب الهجينة جنوب شرقي البلاد والانتقال إلى حرب تخريبية هناك وفي القرم أيضاً».

وقال مازور المشارك في عملية القوات الأوكرانية جنوب شرقي البلاد إنه «من الضروري إرسال مجموعات مسلحة إلى هناك تشن ضربات محددة من تفجير جسور ومحطات المحولات وما إلى هنالك. يجب علينا خلق أكثر الظروف المعيشية سوءاً للسلطات المحلية»، مضيفاً أنه «يجب من أجل ذلك إنشاء قاعدة تدريب، ودعوة خبراء عسكريين محليين وأجانب».

ورفضت كتيبة «القطاع الأيمن» في وقت سابق عرض وزارة الدفاع الأوكرانية الالتحاق بالخدمة العسكرية «وفق عقد».

وقال مستشار الرئيس الأوكراني يوري بيركيوف: «عرضت شخصياً على منظمة القطاع الأيمن خطة تقنين كاملة … وقد امتنعوا عنها»، مضيفاً أن رغبة المتطوعين من «القطاع الأيمن» باعتبارهم كتائب شرعية والمحافظة على حكم ذاتي وعدم إطاعة أحد هو «أمر من عالم الخيال».

على صعيد متصل، أعلن المتحدث باسم أركان «جمهورية دونيتسك الشعبية» أن منظمة القطاع الأيمن المتطرفة تستطيع زعزعة الاستقرار جنوب شرقي البلاد، مؤكداً أن رفضهم الخضوع لوزارة الدفاع الأوكرانية، هو إشارة إلى أنها جاهزة للحرب.

وحذر المتحدث من أن قوات الدفاع الشعبي سترد بإطلاق النار على مواقع القوات الأوكرانية إذا قام مسلحو «القطاع الأيمن» بأية استفزازات على خط إطلاق النار، معتبراً أن ذلك من الممكن أن يؤدي إلى اتهام قوات الدفاع بخرق الهدنة في إطار اتفاق مينسك.

وقتل ما لا يقل عن 13 مقاتلاً من الحرس الوطني الأوكراني وأصيب 17 آخرون بحادث مروري في منطقة النزاع بشرق أوكرانيا.

وكانت عربة عسكرية من نوع «كراز» اصطدمت بحافلة عسكرية خلال تغيير المناوبة بسبب سوء الأحوال الجوية، بحسب التقديرات الأولية، ووصلت إلى مكان الحادث لجنة مشتركة من النيابة العسكرية وشرطة المرور وفرقة التحقيق في وزارة الداخلية وقيادة الحرس الوطني.

بينما فتحت النيابة العسكرية العامة تحقيقاً في الحادث، الذي قال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأوكرانية أنه أسفر عن إصابة 22 جندياً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى