حوار حزب الله ـ «المستقبل» الأهم في ظل الأجواء الإقليمية ومواقف تؤكد أن الإجراءات بحق السوريين تتطلب تنسيقاً مع دمشق

بانتظار أن تكتمل عناصر اللقاء بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس حزب «القوات» سمير جعجع لتنفيس الاحتقان وانتخاب رئيس للجمهورية، لا يزال حوار حزب الله – تيار المستقبل في الواجهة، مع تأكيد القوى السياسية في مواقفها أن هذا الحوار هو اليوم في ظل الأجواء التي تجتاح منطقة الشرق الاوسط، وبالتالي تحصين لبنان لمواجهة الأخطار المتمثلة بالعدو الصهيوني والإرهاب التكفيري. من ناحية أخرى تباينت المواقف السياسية من فرض الدولة اللبنانية تأشيرة دخول على السوريين، ففيما اعتبرها البعض اجراءات سيادية، طالب البعض الآخر الحكومة بـ«المسارعة إلى وقف هذا الإجراء وإصلاح الخطأ المرتكب، من خلال اللجوء إلى التنسيق مع سورية.

وفي السياق، أكدت كتلة المستقبل «تأييدها لهذا الحوار ولأهدافه في ظل تمسكها الكامل بثوابتها القائمة على إعادة الاعتبار للدولة وبسط سلطتها الكاملة على الأراضي اللبنانية. رحبت بخطوات الحوار بين أطراف اخرى لأن لبنان لا يمكن ان يتقدم ويبتعد عن الأخطار الا عندما تعم ثقافة واجواء الحوار والتواصل بين مكوناته وتساهم في تذليل العقبات التي تعترض عودة الاستقرار في البلاد».

وعرضت الكتلة في اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، «الاجواء والمعطيات المرافقة لجلسات الحوار مع حزب الله والمأمول من نتائج هذا الحوار لجهة تسهيل عملية انتخاب الرئيس التوافقي للجمهورية ولناحية التخفيف من اجواء الاحتقان، لما لهذه النتائج الإيجابية في حال التوصل إليها من انعكاسات طيبة على الناس بما في ذلك إعادة تفعيل عمل المؤسسات الدستورية والاستعادة التدريجية لسلطة الدولة وهيبتها.

كما ناقشت الكتلة «الإجراءات الجديدة التي أعلنت عنها السلطات المختصة حول ضوابط دخول النازحين السوريين إلى لبنان»، معتبرة ان «هكذا إجراءات هي سيادية بالدرجة الاولى».

وجدد رئيس حزب «القوات» سمير جعجع دعوة النواب والكتل المقاطعة الى المشاركة في الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس للجمهورية باعتبار أنها أقصر وأسهل حل لبناني للخروج من الأزمة». ولفت إلى «أن التحركات الاصلاحية لبعض الوزراء لا يمكن أن تؤدي الى أي مكان جدي في غياب رئيس للجمهورية، لأنه شئنا أم أبينا، وبغض النظر عن صلاحياته، يبقى الرئيس رأس السلطة في لبنان، وفي غيابه تكون هذه السلطة مشلولة».

وقال في مؤتمر صحافي بعد إرجاء جلسة انتخاب رئيس للجمهورية: «لا مشكلة لدي في الذهاب الى الرابية وأوافق العماد عون على مقولة الجمهورية قبل الرئاسة ومن خلال وجود النيات الحسنة يمكن الوصول الى تصورات مشتركة معه»، مشدداً على ضرورة تنفيس الاحتقان وتطبيع العلاقات مع التيار الوطني الحر».

وفي السياق، أكد أمين سر «تكتل التغيير والاصلاح» النائب إبراهيم كنعان «أن مسار المحادثات مع القوات اللبنانية يتسم بالسرية»، لافتاً الى «أن الطرفين يأتيان من بعيد نتيجة تراكم الحوادث والاختلافات، لكن مسار التواصل بينهما إيجابي وجدي وصريح». وقال: «نريد المحافظة على السرية، وهناك الكثير من النقاط المشتركة لجهة القراءة والخلاصات، ونحن في طور استكمال البحث في النقاط الأخرى».

وأشار في حديث إذاعي إلى «أن هناك إصراراً لدى الطرفين على الوصول الى قراءة وطنية تضع الحقوق الدستورية، ولا سيما حقوق المسيحيين، فوق أي خلاف سياسي»، لافتاً إلى «أن الأيام المقبلة ستشهد ترجمة عملية لهذا التوجه، غير إسقاط الدعاوى الذي كانت له انعكاسات إيجابية».

أما النائب علي خريس فأكد في احتفال تأبيني في بلدة معركة، «أن الحوار هو السبيل الأنجع للخروج من الأزمة التي يعيشها البلد»، مشيراً إلى «أن الانقسامات والتوترات التي مررنا بها لم تؤدِ إلا الى مزيد من تعميق الازمة، وهذا ما انعكس سلباً في جميع النواحي، كما فتح الباب امام الاستهدافات الخارجية وآخرها الارهاب التكفيري الذي يحتجز عدداً من جنودنا بعد ان استهدف مناطقنا امنياً».

وأثنى خريس على «عملية الحوار الجارية في عين التينة بين تيار المستقبل وحزب الله»، معتبراً «أن الجلستين الاخيرتين عكستا أجواء ايجابية على البلد، كما انها شجعت حوارات اخرى. وهذا ما نسعى اليه ان يشمل الحوار جميع الافرقاء، اذ لا يجوز الاستمرار بهذا الوضع السيء لنصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، لانه المدخل الطبيعي لعمل باقي المؤسسات».

في حين شدد النائب علاء الدين ترو على «أن فريقه الذي قام بعدد من المبادرات من أجل الحوار والتواصل بين الفرقاء، لم يكن يسعى لأن يكون موجوداً في هذه الحوارات وإنما كان يشجع الفرقاء على الحوار، إما من خلال طاولة تضم جميع الأطراف وإما في شكل ثنائي»، متمنياً «أن ينعكس حوار حزب الله وتيار المستقبل وحوار «القوات» و التيار الوطني الحر على مصلحة لبنان». وشدد على أن حوار «المستقبل» – حزب الله هو الأهم اليوم في ظل الأجواء التي تجتاح منطقة الشرق الاوسط».

وأكدت القيادات الحزبية والشخصيات الوطنية ضرورة توحيد الجهود الخاصة بالمصلحة الوطنية والقومية. وشددت القيادات والشخصيات الوطنية بعد اجتماعها برئاسة رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد على أهمية مناخ الحوار الموجود بين اللبنانيين، آملين بأن يؤدي هذا المناخ إلى حل الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية الموجودة في البلد. وأشار المجتمعون إلى ضرورة تحصين لبنان لمواجهة الأخطار المتمثلة بالعدو الصهيوني والإرهاب التكفيري. وتوجه المجتمعون بالتحية إلى الجيش اللبناني، والقوى الأمنية على تضحياتها في سبيل حفظ أمن لبنان وسلامته، كما أكدوا رهانهم الدائم على المقاومة، إلى جانب الجيش والشعب، في الدفاع عن لبنان في مواجهة كل الأخطار التي تُحدق به.

من ناحية أخرى، أعلنت «رابطة الشغيلة» «ان قرار فرض تأشيرة دخول على المواطنين السوريين يشكل سابقة خطرة غير مسبوقة في العلاقات الأخوية الشعبية بين البلدين الشقيقين، وهو إجراء عنصري مرفوض كلياً قدم تحت عنوان منع تزايد أعداد النازحين السوريين في لبنان والحد من عددهم لعدم قدرة لبنان على التحمل». ورأت الرابطة «أن الحد من دخول النازحين كان من الممكن أن يتم بإجراءات أخرى منسقة مع الدولة السورية، لا تخلط بين النازح والمواطن السوري الذي يريد زيارة لبنان لأن لديه مصالح وأملاكاً وأقارب».

وشددت على «أن الحكومة اللبنانية لا يحق لها أن تقدم على اتخاذ مثل هذا الإجراء من جانب واحد، وكان عليها قبل الإقدام على ذلك أن تناقش الأمر مع الحكومة السورية والتوصل إلى صيغة مشتركة تحقق مصالح لبنان وسورية ولا تضر بالعلاقة الأخوية بين البلدين».

وطالبت الرابطة الحكومة بـ«المسارعة إلى وقف هذا الإجراء وإصلاح الخطأ المرتكب، واللجوء إلى التنسيق مع سورية قبل تفاقم المشكلة وحدوث أزمة تلحق الضرر بمصالح اللبنانيين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى