الملتقى العلمائي الإسلامي الحادي عشر: دمشق عصية على الإرهاب التكفيري
رانيا مشوِّح
استضافت دمشق الملتقى العلمائي الحادي عشر تحت عنوان «دور العلماء في تجفيف جذور ظاهرة التطرّف والتكفير» بمشاركة شخصيات من سورية والعراق ولبنان. وأكد المشاركون وقوفهم في وجه من يريدون تخريب الصورة الحقيقية للإسلام وتشويهها، وثمنوا دور دمشق كمثال للتآخي والمحبة على مر التاريخ، وإفشالها كل المؤامرات المحاكة بأيدي الخارج المعادي لهذا التنوع والتعدد. كذلك أوصل العلماء كلمتهم ورسالتهم من دمشق إلى العالم الإسلامي والعالم كله.
ورأى وزير الأوقاف السوري الدكتور محمد عبد الستار أنه «لا يوجد إسلام متطرف ووسطي ومعتدل كما يروج أصحاب الفكر الداعشي الذي استولدته الولايات المتحدة الأميركية وأعداء الإسلام والعروبة، بل هو إسلام واحد صحيح يواجه اليوم حرباً تكفيرية إجرامية صهيونية على سورية والإسلام والمقاومة»، وأضاف: «نحن لا ندافع عن الإسلام بل الإسلام يدافع عنا، ونحن نؤمن بجميع المذاهب ونعتز بديننا وبعروبتنا ومقاومتنا التي نسبت بشعارها إلى الله».
وقال آية لله السيد مجتبى الحسين ممثل مكتب الإمام الخامنئي في سورية: «إن مسألة التكفير والإرهاب هي أساس القضية، فالدول التي تبحث عن مصالحها في بلداننا رغبة بنهب خيرات الآخرين كأميركا الشيطان الأكبر وحلفائها، التكفير شجرة الهيمنة والاستعمار التي لطالما ظلمت الناس واستفادت من أموال البترول في غرس شجرة التفتيت والبغض بين المسلمين» .
من جهة أخرى، أوضح الشيخ فادي برهان نقيب أشراف ريف دمشق لصحيفة «البناء»: «اغتنمنا ذكرى ميلاد الرسول من دمشق التي عانت من الإرهاب، لنؤكد أن الإسلام سماحة وفضيلة ومحبة وسلام ولنصدر النسخة المحمدية الأصيلة مقابل النسخ المشوهة التي تصدرها التنظيمات الإرهابية ودول الخليج، ولنؤكد أن الإسلام ليس إرهاباً، الإسلام ضد الإرهاب. ونحن نقف اليوم من كل المذاهب والأديان والشرائح في مواجهة الإرهاب ونؤكد وحدة صفنا وكلمتنا».
وفي هذا السياق، تحدث فضيلة الشيخ المثنى نزار الخطيب إمام الجامع الأموي إلى صحيفة «البناء» قائلاً: الإرهاب يسعى دائماً سواء بالصهيونية العالمية أو غيرها لتدمير هذا البلد المبارك الشام ، لعلمهم أنه عمود الإسلام، فإذا فسد أهل الشام وانتزع الدين منها فسد العالم كله. لهذا نجدهم يحاربونها حصراً دون غيرها، فلو أنهم يريدون إعمار الإسلام حقاً فعليهم أولاً تحرير فلسطين والمسجد الأقصى، فبلاد الشام بلاد عامرة بالدين ومصدرة له للعالم كله، واجتماعنا هنا لنؤكد للعالم أن كل من قال «لا إله إلا الله… محمد رسول الله» هو مسلم، ولا فرق بين المذاهب والجماعات. كلنا تحت راية الإسلام ونحترم رأي كل شخص ومذهبه واعتقاده ونحن نفكر بالعقل وليس بالهمجية والتطرف ولا نكفر إنساناً فنحن جميعاً سوريون وكتلة واحدة».
أما آية الله السيد محمد علي الجزائري ممثل الخامنئي في الأحواز فقد تساءل عن السبب الذي جعل الناس يختلفون على رأي النبي ببناء أمة قوية متينة يشد بعضها بعضاً، وما الذي دفع الناس لأخذ طريق الفتن وإنشاء قنوات لزرع التفرقة والعداء بين المسلمين ليل نهار وتأسيس كتل لمحاربة المسلمين؟ فلننظر إلى ما صنعوا في سورية وما صنعوا في العراق، حتى الكفار يشمئزون من جرائم هؤلاء الكفار تجاه الإنسان.
وأكد الشيخ أيمن الأحمد رئيس هيئة الشؤون الاجتماعية في السيدة زينب، أن الإسلام يتعرض لخطة تشويه بالطرق اللا تقليدية كالحروب الصليبية إذ لجئوا لمحاربة الإسلام من الداخل فدسوا بعض الأمور التي ليست من الإسلام.