ظريف يلتقي العمل الإسلامي: ندعم الحوار بين حزب الله و«المستقبل»
اعتبر وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد جواد ظريف «ان لبنان نموذج فريد في العيش المشترك بين الطوائف والمذاهب كافة، ومميز رغم صغر حجمه في صنع القرارات الكبرى في المنطقة، خصوصاً في ما يتعلق بالمقاومة». ولفت الى «ان الجمهورية الإسلامية تدعم الحوار والانفتاح بين اللبنانيين ولا سيما الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، متمنياً «ان يؤتي ثماره ويعود لبنان الى عهده السابق».
كلام ظريف أتى خلال استقباله، في مقرّ وزارة الخارجية في إيران، وفداً من قيادة جبهة العمل الإسلامي في لبنان برئاسة المنسق العام الشيخ زهير الجعيد، حيث تم البحث – حسب بيان الجماعة – في الشؤون والتطورات العربية والإسلامية.
وأكد ظريف «أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف الى جانب الجبهة كما أنها تقف الى جانب كل المقاومين والأحرار والمستضعفين حتى يمن الله عليهم وعلى هذه الأمة بالنصر المبين».
وأشاد الجعيد من جهته بـ«دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم المقاومة في لبنان وفلسطين، ودورها في رفد وتحصين الوحدة الإسلامية خصوصاً الخارجية الإيرانية بشخص الوزير ظريف الذي يتمتع بمناقبية أخلاقية عالية وحنكة دبلوماسية وسياسية قل نظيرها جعلته محط أنظار العالم وخصوصاً في ما يتعلق بالمفاوضات في الملف النووي الإيراني».
وشدّد على «أهمية الدور الذي تقوم به إيران في مواجهة مشروع الفتنة التكفيري، وفي الحض على الوحدة الإسلامية كأساس وواجب ديني وشرعي وتحقيقاً عملياً وميدانياً، من خلال الدعم المباشر بما تقدمه من إمكانات ووسائل في كافة المستويات لكل المجاهدين والمقاومين والمستضعفين في العالم، ولعل معركة غزة الأخيرة وقبلها من عدوان صهيوني غاشم خير دليل على ذلك الدعم».
السيد فضل الله
وحذر العلامة السيد علي فضل الله في كلمة ألقاها في المؤتمر الدولي الـ28 للوحدة الإسلامية المنعقد في طهران، والذي ينظمه المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، من وجود «حالة من الإحباط في أوساط الكثير من الوحدويين الإسلاميين، إلى حد القول إن الوحدة الإسلامية، والتقريب بين المذاهب الإسلامية، لم يحققا أهدافهما».
وأشار إلى «أنه لا بد أيضاً من إعادة الاعتبار عملياً إلى مفهوم الأنسنة في التعامل مع المختلف والآخر، ومساواة الإنسان نفسه مع الآخر، التي إن أقِرت كمبدأ، ستكون لها مصاديق كثيرة، تربوية واجتماعية ودينية، تنقل الحوار والتعايش إلى القاعدة وإلى الناس، عوض أن تبقى هذه المسألة أسيرة فتوى من هنا أو خلاف فقهي من هناك».
ولفتا إلى «أننا نتطلع إلى ضرورة تعزيز لغة الحوار والتلاقي على كل المستويات، ولا سيما المواقع الدينية الفاعلة والمؤثرة في النجف وقم ومصر وغيرها. ويبقى الأساس هو هذا المشهد، مشهد التلاقي الذي نريده أن يكون القاعدة في علاقتنا، فاللقاء المبني على الحرص على صورة الإسلام، وعلى استقرار أوطاننا ونهوضنا، سيساهم في حل الكثير مما نعانيه».
النابلسي
أما الشيخ عفيف النابلسي فرأى في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر نفسه «أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ترفع راية الوحدة لتؤكد التلاحم والأخوة والتكامل بين المسلمين على اختلاف مذاهبهم».
وأضاف: «إن الإستكبار يواصل مخططاته لضرب مبادئ الإسلام وتشويه صورته وبحجة الإرهاب يعمل للسيطرة على المنطقة وسلب ثرواتها، وأقام تحالفاً لا لضرب داعش وإنما لاستنزاف محور المقاومة وإنهاكه بالفتن والحروب الداخلية».
وكان النابلسي قد التقى مفتي سورية الشيخ أحمد حسون ومحمد علي التسخيري والمرجع الديني الشيخ فاضل المالكي والسفير السابق للجمهورية الإسلامية في بيروت غضنفر ركن آبادي وإمام جمعية النجف الأشرف صدر الدين القبانجي وممثل جمعية الوفاق في طهران الشيخ عبدالله الدقاق وممثل حركة حماس في لبنان علي بركة وعدداً من المشاركين على هامش المؤتمر.
أما رئيس لجنة الاحزاب في مؤتمر الوحدة الايرانية ممثل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، خليل حمدان فنوّه بدور ايران في السعي الى مواجهة التحديات التي تعصف بالأمة خصوصاً على صعيد تمتين الوحدة الاسلامية.
وخلال حفل عشاء أقامه حزب «مؤتلفه» الايراني تكريماً لرؤساء وممثلي الاحزاب المشاركة في مؤتمر الوحدة الايرانية، اعتبر حمدان ان التفرقة بين المسلمين لا يستفيد منها الا عدو الامة «إسرائيل».
وقد حضر الحفل وفد حركة أمل الذي ضم الشيخ حسن المصري، والمسؤول الاعلامي في حركة أمل طلال حاطوم وممثلي الحركة في طهران عادل عون وصلاح فحص، والمدير العام لتلفزيون «nbn» قاسم سويد، كما شارك فيه معاون الرئيس الايراني محمد باقر نوبخت، والأمين العام لحزب «مؤتلفة» السيد حبيبيان، ورؤساء الاحزاب المشاركة في المؤتمر.