قالت له
قالت له: لأنك تصمّم فساتيني لم أعد أعرف ما إذا كنت أحبّك لأنني أحبّك، أم أحبّك لأنني أحبّها. فقد مر شهر لم تصنع لي جديداً، فأحسست بالملل. وفي الشهر الماضي أحببتك مرّتين، وكان لي منك تصميمان، فهل تختبرني؟
قال لها: كما شعرك وحلّاقك، وصورك والمصوّر، ألست تتفقدين الفعل أكثر ممّا تفتقدين الفاعل؟ وبينما فساتينك عندي أدوات للتعبير، هي عندك تقرير مصير، فيوم أغمد المقصّ وأترجّل من ساحتي، سأصير بعضاً من ذاكرتك الجميلة التائهة المعاني، وأنت نفسك لن تعرفي وصف الحال، وتتساءلين لماذا لم تبق إلّا الذكريات؟.. إنّها المرأة والفستان حكاية البشرية منذ الأزل، وأمسك فستاناً جديداً بين يديه، وناولها للقياس وقال: هذا حبّ جديد كموقدة تلتهم الحطب، تلتهم المرأة فساتينها ولو من خشب… المرأة إذا أحبّت هجرت النوم ولبست الجنون لتلاقي حبيبها، وإذا أحبت النوم والفساتين في مواعيده وهجرتهما في غيابه كان مثلك ضياع في البوصلة حتى يجيئ الحبّ، فيضيع وقت السهر حتى الصباح في أناشيد الغزل، ولو في غياب الحبيب، فهل مرّ عليك الموسم؟
قالت له: مرّ قليلاً في مراهقة قديمة وانطوى، لكنني معك الحبّ الناضج والعاقل. فقال لها: عندما يصير الحب عاقلاً يكون قد مات، ألا ترين جنون الفستان؟