تشييع حاشد لشهداء التفجيرين… ودعوات إلى مواجهة الإرهاب بالحوار والوحدة ودعم الجيش
شيّع أهالي جبل محسن بمشاركة سياسية وشعبية واسعة شهداء التفجيرين الانتحاريين. وحضر التشييع رئيس المجلس الإسلامي العلوي الشيخ أسد عاصي.
وتزامناً تواصلت الادانات بالتفجير الانتحاري الذي استهدف منطقة جبل محسن. وأجمعت المواقف التي صدرت من مختلف الأحزاب السياسية والفاعليات الدينية على «أن الإرهاب لا يميز بين منطقة وأخرى»، داعية إلى «التماسك وعدم الإنجرار إلى ردود الفعل، وإلى اليقظة من محاولات اشعال الفتنة، لا سيما أن الهدف من التفجير إفشال الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل». كما دعت إلى توحيد الجهود لمنع الارهابيين من تخريب الأمور في لبنان والعمل من أجل تمتين الوحدة بين اللبنانيين.
وفي السياق، اعتبر الرئيس السابق ميشال سليمان في بيان «أن الإرهاب مهما حاول، لن ينجح في جر طرابلس وأبناء طرابلس إلى الفتنة التي لا تخدم أي لبناني بقدر ما تخدم أعداء لبنان».
ودعا رئيس الحكومة تمام سلام الى إظهار أعلى درجات المسؤولية لتفويت الفرصة على قوى الظلام.
ودعا الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، الطرابلسيين إلى «اليقظة من محاولات اشعال الفتنة مجدداً في المدينة، والتيقظ لمنع المصطادين في الماء العكر من تحقيق مبتغاهم».
وشدد رئيس تيار المستقبل سعد الحريري على «أن هذا العمل الارهابي يندرج في اطار اثارة البلبلة بعدما تمكن الجيش من وقف العنف ومكافحة التنظيمات الارهابية».
وقال رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة: «انه الإرهاب بعينه الذي ينتقل من مكان إلى آخر مثل الوباء والمطلوب مكافحته والتصدي له بوحدة اللبنانيين خلف الدولة واجراءاتها واجهزتها الوطنية والامنية والسياسية، وإلا فإن هذا الوباء سيطاول الجميع».
وعبر حزب الله في بيان له عن أحر مشاعر العزاء لأهالي الشهداء وأهالي وقيادات جبل محسن في شكل عام ودعا إلى التماسك والصبر وعدم الانجرار إلى ردود الفعل التي تحقق للمجرمين أهدافهم الدنيئة».
وإذ أشار إلى «أن هذه الجريمة التي إرتكبت على يد الإرهابيين، واضحة المعالم وواضحة الأهداف»، أكد حزب الله «أن الأخطار التي تهدد مناطقنا كلها، هي واحدة، ومصدرها الفكر التكفيري الإجرامي، الذي لا يميز بين منطقة وأخرى، وطائفة وأخرى وبلد وآخر».
ورأى حزب الله أن «استهداف مدينة طرابلس في هذا الوقت، ليس الا محاولة لإعادة بذور الفتنة بين أهلها، وتعبيراً عن غيظ هذا الفكر الإرهابي من التزام القيم والثوابت الوطنية والعيش المشترك، وانزعاجه الشديد من مناخات الحوار الداخلي والتسامح والتهدئة الداخلية التي يشهدها لبنان».
وأكد أن «المطلوب في هذه المرحلة الدقيقة، هو عزل هذه المجموعات الإرهابية، التي تشكل خطراً على وطننا، وعلى جميع أبنائه، كما يجب تعزيز التعاون مع الجيش والأجهزة الأمنية، ومؤسسات الدولة في الحرب على الإرهاب ثقافياً وإجتماعياً وعملياً، من أجل القضاء على هذه الآفة التي تهدد مستقبل أمتنا وشعوبها».
وقال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط أن الإرهاب لا يميز بين أحد وطرابلس عانت من الإرهاب كما عانت مناطق أخرى.
واعتبر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال إرسلان «أن التفجيرين يستهدفان فكرة الحوار واللقاء المحتّم بين القوى السياسية اللبنانية». ولفت إرسلان في بيان الى «أن ما حصل هو درس لمن لا يزال يراهن على أي نوع من المفاوضات أو التفاهم مع الإرهاب الذي لا يستثني أحداً من شرّه على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي».
وأصدر المكتب الاعلامي لرئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع بياناً جاء فيه «إن أي عمل أمني يطاول أي لبناني على أي بقعة من الأراضي اللبنانية، يطاول اللبنانيين جميعاً».
وأكدت حركة امل «أن الإجرام العابر للمناطق والطوائف لن يستطيع ان يكسر ارادة اللبنانيين في انجاز وفاقه». واعتبر عضو كتلة التحرير والتنمية النائب ياسين جابر «ان الإرهابيين فقدوا اعصابهم بعدما لمسوا الأجواء الايجابية الانفراجية بين فريقين اساسيين على الساحة اللبنانية، وهما حزب الله وتيار المستقبل».
وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس «أن أهل طرابلس سيتضامنون مع اهل جبل محسن كما تضامن أهل طرابلس مع آل كرامي».
وأشار وزير المال علي حسن خليل الى «ان العمل الارهابي الذي أصاب أهلنا في جبل محسن يدفعنا الى تأكيد وجوب استكمال الحرب على الإرهاب».
إلى ذلك، لفت وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر الى ان «المطلوب على الساحة اللبنانية وفي طرابلس خصوصاً في ظل مشهد الجريمة، التضامن ومواجهة الايادي التكفيرية التي تصيب كل اللبنانيين وليس جبل محسن فقط».
وقال وزير الاعلام رمزي جريج «إن الحوار السياسي من شأنه خلق مناخ مناسب يشكل رادعاً للارهاب».
وقال الوزير السابق فايز غصن «الوحدة ثم الوحدة… ولا بد من الحوار الجدي المفعم بواقع صحيح للواقع اللبناني».
وشدد الوزير السابق فيصل كرامي على «أن شعارنا السلام ومد اليد والتعايش بكل المناطق… هذه عملية خبيثة استهدفت أجواء الحوار السياسي. طرابلس وأهلها لن ينجروا الى حيث يريدون».
ورأى الوزير السابق جان عبيد «أن وراء التفجير الخطير تخطيطاً متآمراً بصيراً، والرد عليه لا يكون إلا بأبصر منه: صيانة الهدنة وتطويرها إلى تهدئة راسخة وإنفتاح ثابت، تعزيز وتسريع الحوار وإنجاز محصلة ملموسة في العمق والمضمون، فتح باب الوطن أمام تفاهمات أعمق وأرسخ في ما يتّصل بالسياسة والرئاسة والمؤسسات والأمن والإستقرار».
ولفت الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر إلى «أن هذه الجريمة البشعة على رغم فداحتها والأرواح التي أزهقتها والجراح التي خلفتها ستشكل دافعاً لتلاحم اللبنانيين ودعمهم لجيشهم الوطني وقواهم الأمنية ووحدتهم في التصدي للمشروع الإرهابي التكفيري لحماية وطنهم من مخاطرة وإسقاط مخططاته الفتنوية».
وطالب النائب السابق مصطفى علي حسين «الدولة بكاملها التواجد في كل مكان لردع هؤلاء الكفرة المجرمين».
إلى ذلك، عقد في منزل النائب سمير الجسر اجتماع استثنائي، ضم إليه، وزيري العدل اللواء أشرف ريفي والشؤون الاجتماعية رشيد درباس، النائبين محمد عبد اللطيف كبارة وبدر ونوس، منسق تيار المستقبل في طربلس النائب السابق الدكتور مصطفى علوش ومستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة.
وأصدر المجتمعون بياناً، أكدوا فيه «رفضهم لكل عمل إرهابي في أي بقعة من لبنان، بل وفي العالم أجمع»، وأعلنوا أنهم «لا يقبلون بأي ذريعة تساق، لتبرير الإرهاب والقتل هنا وهناك».
وأشاروا إلى «أن طرابلس كانت وستبقى لجميع أهلها من دون استثناء، وأنها كانت وستبقى مضرب المثل في العيش الواحد والتراحم بين أهلها، كذلك فإن طرابلس والطرابلسيين ملتزمون بمشروع الدولة لا يرضون عنه بديلاً، ومتمسكون بالخطة الأمنية، ولا يقبلون المساس بها على الإطلاق، ويؤمنون بأن لا أمن سوى الأمن الذي توفره الدولة من خلال قواها العسكرية والأمنية. وإن أهل السنّة في طرابلس ولبنان يرفضون منطق الثأر لأنه من موروثات الجاهلية، ويؤمنون بالقصاص الذي يوقعه أولياء الأمر فقط، من سلطة وقضاء وأمن ومن دون إسراف».
كما طالبوا الحكومة اللبنانية بـ«الإيعاز الى المعنيين من قضاء وأمن، بالعمل على عدم السماح بالتفلت الأمني، وملاحقة المجرمين من محرضين ومتدخلين. وكذلك طالبوا الهيئة العليا للاغاثة بالإسراع في مسح الأضرار، وتعويض المتضررين».
كما رأت هيئة التنسيق في لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية الجريمة الإرهابية في مدينة طرابلس، «أن تنفيذ هذه الجريمة في هذا الوقت بالذات يأتي في إطار محاولة الجماعات التكفيرية زعزعة الإستقرار، بعدما لمست تلك الجماعات تجاوب اللبنانيين بمختلف مكوناتهم مع المناخات الإيجابية التي حصلت بفعل الحوار الذي انطلق بين بعض الأطراف السياسية، والذي أضفى جواً كبيراً من الارتياح في مختلف المناطق اللبنانية». ودعت في بيان لها بعد اجتماع طارئ عقدته في مكتب الحزب السوري القومي الاجتماعي، اللبنانيين إلى عدم الإنجرار إلى ردود فعل متسرعة، لتفويت الفرصة على العصابات الإرهابية والتكفيرية ومنعها من تحقيق ما تصبو إليه.
ورأت المندوبية السياسية في الحزب السوري القومي الاجتماعي «ان هذا الهجوم الانتحاري الجبان يأتي محاولة لزعزعة الامن والاستقرار الذي بدأت تنعم به طرابلس منذ تطبيق الخطة الامنية التي يتولاها الجيش اللبناني والقوى الامنية». واعتبرت في بيان «أن محاولة إعادة سموم المذهبية الى طرابلس هي محاولة يائسة لما تتمتع به منطقة جبل محسن من حس وطني وعروبة صادقة والانفتاح على الجوار الشعبي ومحيطها الاجتماعي».
أما رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير فرأى «أن التفجير في جبل محسن يستهدف أمن طرابلس ولن يحقق المنفذون غاياتهم».
وقالت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» في بيان «أمام بشاعة الجريمة التي طاولت منطقة جبل محسن، كلنا جبل محسن».
وحذر رئيس منتدى الحوار الوطني فؤاد مخزومي من «أن إعادة التوتر بين جبل محسن وباب التبانة مخطط جهنمي لإعادة عاصمة الشمال إلى دوامة الفوضى الأمنية». كما حض الجميع على الالتفاف حول الجيش والقوى الأمنية مؤكداً «أن إعلاء صوت الإعتدال والحوار في مواجهة الإرهاب، واجب وطني مقدس يحفظ السلم الأهلي ويعيد اللحمة إلى اللبنانيين».
وأشار اللواء الركن جميل السيد إلى «أن خطورة هذه الجريمة تكمن في كون مرتكبيها هم من اللبنانيين القاطنين في الأحياء المجاورة، مما يستدعي المعالجة على مختلف المستويات وليس حصرها بالمؤسسات الأمنية وحدها»، معتبراً «أن المستوى الأول لاستدراك تلك الجرائم والتخفيف منها يبدأ من مسؤولية الأهل المباشرين والعائلة في رعاية ابنائها، ثم مسؤولية المرجعيات الدينية المحلية في التوجيه والتوعية ومسؤولية المراجع السياسية في كل منطقة، والتي يفترض فيها اعتماد خطاب سياسي بعيد من التحريض الطائفي والمذهبي الذي من شأنه حقن النفوس وتغذية الاحقاد».
وأكدت قيادتا رابطة الشغيلة و«تيار العروبة للمقاومة والعدالة الاجتماعية» أن ردود الفعل الوطنية التي عبرت عن شجبها واستنكارها لهذه الجريمة الارهابية، اسهمت في قطع الطريق على مخطط الجماعات الارهابية لاثارة الفتنة بين اللبنانيين، وتعكير أجواء الحوار والتهدئة الحاصلة في البلاد». وأشارتا الى «ان مهمة حماية الأمن والاستقرار وصون الوحدة الوطنية إنما تستدعي تعزيز التكاتف والتعاون بين جميع الاحزاب والقوى والفعاليات الاعلامية والنقابية والاجتماعية والثقافية للوقوف خلف الجيش اللبناني والقوى الأمنية لمواجهة خطر الجماعات التكفيرية».
فعاليات دينية
وحذر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان في بيان له من «استغلال هذا التفجير لإشعال نار الفتنة بين اللبنانيين»، مؤكداً «أن التصدي للفتنة هو واجب ديني ووطني»، داعياً الى «تحصين الساحة اللبنانية والوحدة بين اللبنانيين بالقول والفعل لكي نجنب وطننا الأخطار المحدقة به». وناشد الطرابلسيين واللبنانيين جميعاً «الالتفاف حول مؤسسة الجيش والقوى الامنية التي تقوم بواجبها الوطني بالحفاظ على الأمن والاستقرار والأمان على مساحة الوطن كله».
كما أكد نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان «ان اللبنانيين مطالبون بأن يكونوا على مستوى المسؤولية الوطنية التي تحتم تعزيز التضامن الوطني والإنخراط في معركة مواجهة الإرهاب التكفيري واستئصاله من ربوعنا فلا يفسح المجال لنشوء أي بيئة حاضنة للإرهاب في مجتمعاتنا»، داعياً الجيش والقوى الامنية الى «تكثيف التحقيقات لكشف المحرضين والمخططين وإنزال اقصى العقوبات بحقهم ليكونوا عبرة لغيرهم».
وطلب المجلس الاسلامي العلوي من كل الأهالي في جبل محسن، «التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتفويت الفرصة التي يريدها الارهابيون، وهي إشعال نار الفتنة وزعزعة العيش الواحد، حيث لا يخفى على أحد تضرر هذه الجماعات من الجو التفاهمي والتحاوري السائد بين الافرقاء السياسيين». ودعا الجميع الى «الالتفاف حول المؤسسة العسكرية، وأجهزة الدولة الامنية الرسمية والتعاون معها لكشف الفاعلين».
كما تلقى رئيس المجلس الاسلامي العلوي الشيخ اسد عاصي اتصالات استنكار للتفجيرات الإرهابية من كل من مفتي الجمهورية، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، والسفير السوري علي عبد الكريم علي باسم الرئيس السوري بشار الاسد معزياً بضحايا التفجيرات الارهابية.
وتقدم بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، بالتعازي من ذوي الضحايا، طالباً «الرحمة لنفوس الذين سقطوا»، سائلاً الرب «الشفاء العاجل للمصابين». وتوجه الى أهالي طرابلس، طالباً «العمل من أجل تمتين الوحدة بين اللبنانيين، ودعم الجيش اللبناني في رسالته الوطنية والأمنية الحامية للبنان».
ولفت مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار إلى «أن جريمة جبل محسن أثبتت صلابة الوحدة الداخلية على رغم هول الفاجعة».
أما إمام مسجد «القدس» في صيدا الشيخ ماهر حمود أشار الى «أن الانفجار يدل على نهاية الارهابيين وليس على بدايتهم وستنتصر الوحدة الوطنية والحوار على التفجير الارهابي».
ودعا رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي الشيخ هاشم منقارة الى «استئصال الارهاب من لبنان والى لضرب بيد من حديد كل من يريد شراً بلبنان وبطرابلس خصوصاً».
ادانات عربية واقليمية ودولية
وفي المواقف العربية والإقليمية والدولية من التفجير، دانت الحكومة السورية بشدة التفجير الإرهابي وقدمت التعازي لذوي الشهداء وتتمنى الشفاء العاجل للمصابين والجرحى، واعتبرت أن الوحدة الوطنية هي الكفيلة دائماً بمواجهة الإرهاب.
وأعربت المتحدثة باسم الخارجية الايرانية مرضية أفخم عن تضامنها مع حكومة وشعب لبنان ومع عوائل ضحايا التفجير الارهابي الذي اسفر عن سقوط العشرات من الشهداء والجرحى.
وعبّرت افخم عن ثقتها بأن المسؤولين والقادة السياسيين في لبنان وعبر تدعيم أسس الوحدة والحوار الوطني سيفشلون مخططات الأعداء الرامية الى بث روح الفتنة بين فئات الشعب اللبناني.
ووعدت الولايات المتحدة بتقديم الدعم للقوات الامنية اللبنانية. ولفتت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف إلى «أن الولايات المتحدة تدين بشدة التفجير الانتحاري الذي وقع في جبل محسن». وأشارت إلى «أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها القوي لقوات الامن اللبنانية التي تحمي الشعب اللبناني وتقاتل المتطرفين العنيفين وتحافظ على استقرار وسيادة وأمن لبنان».