ما بعد العاصفة في سورية… تفاؤل بتحسّن مخزون المياه الجوفية
لم تحل الأضرار الناجمة عن العاصفة الثلجية التي اجتاحت المنطقة، بين السوريين وتفاؤلهم بتحسّن مخزون المياه الجوفية. الأمل انتصر على التذمّر، فالأضرار يمكن التعويض عنها، أما شحّ المياه صيفاً، فيتطلب معجزات للتعويض عنه.
السوريون، من فلاحين إلى مسؤولين، استبشروا خيراً بهذه الثلوج على رغم الأضرار التي لحقت بالبيوت البلاستيكية، وبساتين الحمضيات ساحلاً. وفي التقرير التالي، جولة على عددٍ من المحافظات السورية.
إدلب
أكّد مدير الموارد المائية في إدلب أنّ الامطار الغزيرة والثلوج التي عمّت المحافظة خلال الأيام الماضية، انعكست إيجابياً على واقع المياه الجوفية والسطحية ومخازن السدود بإدلب.
وأشار مدير الموارد المهندس صفوان بكاية في تصريح لمراسل «سانا» أمس،
إلى أن الأمطار والثلوج أدّت إلى زيادة في سدّ «الدويسات» الوحيد المخصّص لتخزين المياه من 600 ألف متر مكعب إلى أكثر من 800 ألف متر مكعب، الأمر الذي يساهم في ريّ مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والأشجار المثمرة في منطقة جسر الشغور.
وأضاف إن الهطولات الأخيرة تساهم أيضاً في دعم مصادر المياه الجوفية للآبار الارتوزية وزيادة جريان نهر العاصي وتدفق مياه عدد كبير من الينابيع التي تتوزع في غالبية المناطق، خصوصاً في حارم وجسر الشغور وأريحا، وزيادة مسيل الأودية، والتي من شأنها تأمين مصادر ريّ مناسبة في فصل الصيف.
السويداء
ذكر مدير زراعة السويداء المهندس بسام الجرمقاني أنّ كميات الأمطار المحتسبة بناءً على الثلوج التي شهدتها المحافظة في الأيام الماضية تراوحت بين 29 ميلليمتراً و104 ميلليمترات، وأدّت إلى رفع معدّل الهطولات المطرية منذ بداية الموسم ولغاية تاريخه إلى أكثر من 60 في المئة من المعدل العام في كافة المناطق، وبزيادة واضحة عن الفترة نفسها من السنة الماضية.
ولفت الجرمقاني في تصريح لـ«سانا» إلى أن الثلوج وفّرت مخزوناً جيداً من الرطوبة لكافة المحاصيل المزروعة والأشجار المثمرة، ما يشجع على زراعة المحاصيل الربيعية، خصوصاً الحمّص، إضافة إلى القضاء على عددٍ من الآفات الزراعية، لا سيما القوارض وبعض الحشرات الموجودة حالياً في التربة في طور التشتية. مبيّناً أن الأمطار والثلوج التي هطلت في الأيام الماضية تبشّر بموسم زراعيّ وفير.
وأشار رئيس اتحاد الفلاحين في السويداء خطار عماد إلى أن تأثير الهطولات الثلجية والمطرية سينعكس إيجاباً على مردود المحاصيل كافة، خصوصاً التفاحيات. موضحاً أنه على رغم إيجابية هذه الثلوج، إلا أنها أدّت إلى إلحاق أضرار بأشجار الزيتون من جرّاء أوزان الثلج الكبيرة على أغصانها، وسيجري خلال الأيام المقبلة تشكيل لجان بالتنسيق مع مديرية الزراعة للكشف عليها وحصر الضرر.
وبيّن مدير فرع الهيئة العامة لتنمية البادية في السويداء المهندس رياض شهيب أنّ الثلوج والأمطار تساعد في إنبات الشجيرات الرعوية والنباتات الحولية في البادية، ما ينعكس إيجاباً على الغطاء النباتي في المراعي. إضافة إلى مساهمتها في تعبئة البرك والسدود الموجودة بالمياه.
وأوضح مدير الموارد المائية في السويداء المهندس سمير سلوم أنّ ذوبان الثلوج بشكل كبير في المرتفعات خلال الأيام المقبلة سيؤدّي إلى جريان أنهار الأودية المغذية سدود المحافظة التي تحتاجها، كونها كانت فارغة من المياه، ما ينعكس إيجاباً على الواقع المائي في المحافظة.
اللاذقية
أكّد مدير المتابعة في مديرية زراعة اللاذقية أن الأحوال الجوية السائدة ألحقت أضراراً بنسب متفاوتة في القطاع الزراعي في معظم مناطق المحافظة.
وأشار مدير المتابعة المهندس مقداد العجي في تصريح لمراسلة «سانا» أمس إلى أنّ الأمطار الغزيرة وشدّة الرياح في منطقة اللاذقية أدّتا إلى غمر 450 دونماً من الأراضي المزروعة بالحمضيات في العمرونية، وتلف 200 دونم من الأراضي المزروعة بخضار الكوسا والباذنجان والخيار في البصّة، وتلف شرائح نايلون لـ450 بيتاً بلاستيكياً، منها111 بيتاً ضررها كامل في برج إسلام والصنوبر. كما أدّت العاصفة إلى تكسير أغصان الأشجار بنسبة ثلاثة في المئة في الزوبار وتساقط ثمار الحمضيات بنسبة 20 في المئة.
أما في منطقة جبلة، فأوضح العجيان أنّ موجة الصقيع أدّت إلى تلف المزروعات بشكل كامل في 56 بيتاً بلاستيكياً، وإلى أضرار تتفاوت نسبتها بين 15 و100 في المئة في 358 بيتاً. فيما بلغت نسبة تساقط الحمضيات بأنواعها المختلفة نحو 50 في المئة.
ولفت إلى أنه في منطقة القرداحة أدّت العاصفة إلى تلف شرائح النايلون لبيتين محميين وتكسير بعض أغصان الحمضيات وتساقط ثمارها بنسب تتفاوت بين 40 و70 في المئة لمختلف الأصناف.
وقال العجيان إنّ الأضرار في منطقة الحفة اقتصرت على تساقط ثمار الحمضيات بنسبة 5 إلى 60 في المئة، وتكسر بعض أشجار الحمضيات والزيتون بسبب الرياح الشديدة. مؤكّداً أنّ كل هذه التقديرات أولية، حيث تعمل الوحدات الإرشادية على حصر الأضرار وإحصائها بشكل دقيق.