شربل لـ«أخبار اليوم»: لن يستقر لبنان قبل أن تنتهي الأزمة السورية
رأى وزير الداخلية السابق مروان شربل أن الوضع في لبنان لن يستقر قبل أن ينتهي الوضع الراهن في سورية، معتبراً أن ما يجري في الداخل حالياً لم يحصل له مثيل منذ ما بعد انتهاء الحرب الأهلية عام 1990.
واعتبر شربل أن التوتر عاد إلى لبنان عام 2011 مع بدء الأحداث السورية، قائلاً: «كل ما يحصل مرتبط بتداعيات الحرب السورية، وسببه الأساسي خلاف اللبنانيين بين بعضهم البعض حول التطورات هناك، حيث قسم من اللبنانيين أيّد بقاء السلطة السورية الحالية والقسم الآخر هو ضد النظام ودعا إلى تغييره». وأضاف: «مع تطوّر الأمور في سورية وبروز تنظيمات إرهابية كـ»النصرة» و«داعش» يضاف إلى ذلك التداخل مع العراق، لم يعد الموضوع تغيير النظام في سورية بل تحوّل إلى تغيير الهوية السورية وتغيير الحدود السورية، أي حدود اتفاقية سايكس بيكو، وبالتالي الصراع القائم في سورية والعراق هو من أجل تقسيمها، علماً أن هذا ما يرضي «إسرائيل» أو ما تريده، خصوصاً أنها تعتبر أن الاتفاقات مع الأنظمة العربية لا تحقق لها السلام، بل هي تعتبر أن أمنها يتحقق من خلال تفتيت الدول العربية وتقسيمها إلى دويلات طائفية وخلق حروب وصراعات وبلبلة داخل الدول التي كانت سابقاً تؤثر فييها».
ورداً على سؤال، جدّد شربل تأكيد أن «كل ما يحصل اليوم في الداخل اللبناني هو من تداعيات ما يجري في سورية ثم العراق»، مذكراً أن «»داعش» هي الدولة الإسلامية في العراق والشام، التي تشمل لبنان أيضاً بنظرهم». وأضاف: «مَن يؤيدون الفكر الداعشي في لبنان يحاولون الضغط على الساحة الداخلية من أجل خلق فتنة طائفية سنية شيعية لتسهيل دخول «داعش» الأراضي اللبنانية، فـ»داعش» لم يستطع دخول العراق إلا بعدما تقاتل العراقيون وكذلك بالنسبة إلى سورية، وبالتالي لا يستطيع دخول لبنان ما لم يتقاتل اللبنانيون بين بعضهم بعضاً».
ولفت شربل إلى أن «طرابلس تعاني من أزمة معيشية خانقة حيث الشباب يفتشون عن أية وسيلة لكسب المال حتى ولو كانت السرقة، وبالتالي التنظيمات الإرهابية كـ»داعش» وسواه تحاول إغراء هؤلاء الشباب من خلال أشخاص في لبنان يحاولون تجنيدهم وإرسالهم إلى مخيمات للتدريب مقابل معاشات وأموال حيث يجرى «اللعب بعقولهم على غرار انتحاريي جبل محسن اللذين فجّرا نفسيهما السبت الماضي».
واعتبر شربل أن الفقر الذي تعاني منه طرابلس أحد أسباب التطرّف، مشيراً إلى أن معظم الجرائم لا تدخل إلا المناطق الفقيرة، في حين أن المخدرات تدخل المناطق الغنية، فلكل جريمة بيئتها، محذراً من أن ما نراه في طرابلس قد نراه في أماكن أخرى، فهذا المسلسل لن ينتهي قبل أن تنتهي الأزمة السورية.