«الباهرة» مجموعة قصصيّة لرجاء بكريّة
صدرت لدى «دار الجندي للطباعة والنّشر»، القدس، باقة قصصيّة جديدة لرجاء بكريّة عنوانها «الباهرة»، مزدانة بحبرها وأحمرِها. وعليها علّقت الكاتبة في حواراتها: «إصبع سادسة تقود نساء الباهرة لارتطام حاد بواقعهنّ الاجتماعي، والسياسي. واقع معبّأ بالقهر، ويؤدّي لنزفٍ نفسيٍّ حاد. نزفٌ تمشي دعساتة في قاع المحاور التي يَرسُمُها القهر ما بعد الألم بقليل. والمجحف في دوائر مُعاناتها تلك، أنّهما جلاّدان، الرّجل، والاحتلال متزامنان».
«الباهرة»، إصدار خامس لرجاء بكريّة بعد «مزامير لأيلول» و»عواء ذاكرة» و»الصّندوقة» و»امرأة الرسالة». والجدير ذكره أنّ قصّة «الصندوقة» الواردة في المجموعة بصوغ جديد حازت جائزة الأدب النسوي لنساء حوض البحر المتوسّط في مارسيليا، فرنسا، 1995. وأنجز لوحة الغلاف الروائي والتّشكيلي مروان عبد العال.
محاور السّرد تُحكمها أصوات نساء يعشن الحبّ والحرب. الاحتضان والاحتقان على حدّ القبولِ شأنَ الرفض. متمرّدات، قاهرات ومقهورات في الوقت ذاته. نموذج تقليدي لحكاية المرأة الأزليّة عامة في علاقتها المركّبة بالرجل، والمختلّة حيناً آخر، بين الحق المفروض بامتلاكها ومصادرة حريّاتها، وحقّها المفترض في مقاومته. لكن حين تضاف إلى محاور الصراع الاجتماعي مقاومتها دفاعاً عن هويّتها كفلسطينيّة في دولة محكومة بالإحتلال يأخذ حضورها منحى أشدّ عنفاً وقهراً، فدولة اليهود تشرّع احتكار حق المواطنة ليهوديّتها على حساب هويّة تاريخيّة تستلب بلا آخر في فلسطين الـ 48 شأنها في الـ 67.
تبدو «الباهرة» كوجه نسائي محوري في المجموعة النّموذج الأعمق وجعاً بين سائر الوجوه النسائيّة المتداخلة في النصوص والحوادث. نموذج يعرض لعلاقة مزدوجة بين امرأة تُقاتل لحقّها في امتلاك أنوثتها وحضورها الاجتماعي أمام سلطة الرّجل، وامرأة تقاتل لهويّتها القوميّة أمام سلطة الحاكم وبطشه.