بريطانيا تستفيق لضرورة التجسّس على الإنترنت وألمانيا للوقاية من التطرّف باستيعاب الشباب

هل هي «صحوة» لدى الأوروبيين؟ ربما ينطلي هذا المصطلح على بعض السذّج الذين توجَّه إليهم التقارير الإعلامية الغربية. وربما «يمشي الحال» مع من لا يقرأ بين السطور ولا يسلسل الأحداث ويربط الماضي بالحاضر ويقرأ المستقبل.

ويمكننا اعتبار أنّ من بين حسنات الهجوم على مجلّة «شارلي إيبدو» الفرنسية، «صحوة» بعض العرب لا سيما المسلمين لما يحاك ضدّهم منذ فترة، منذ ما قبل «الربيع العربي». وما هذه الصحوة إلا بعد انكشاف المخطط القائم على هذا الهجوم وغيره كذريعة لحملة واسعة ضدّ ما يسمّيه الغرب «التطرّف الإسلامي».

وما يزيد من التأكيد على هذا الكلام، ما ورد أمس على الصفحة الأولى من «غارديان» البريطانية، إذ قالت الصحيفة إن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تقدم باقتراح يتيح لأجهزة الاستخبارات البريطانية إمكانية التجسس على الرسائل الشخصية والمشفرة للاشخاص الذين تشتبه في أنهم يخططون لهجمات داخل البلاد على غرار الهجوم الذي وقع في العاصمة الفرنسية باريس.

وكأنّ هذا الكلام يعني أن بريطانيا «بعظمتها» لم تتجسّس بعد على الإنترنت المحلي والعالمي.

وثمّة خبر آخر ورد في صحيفة «بيلد» الألمانية، مفاده أنّ وزيرة الأسرة الألمانية مانويلا شفيزيغ تعتزم بدء برنامج جديد للوقاية من التطرّف الإسلامي، وقالت إنه يتعين على ألمانيا الردّ على الخوف من الإرهاب بالتوعية والتعقل.

ربما تكون شفيزيغ صادقة، ولكن، هل يصدّق عاقل أنّ ألمانيا، لا بل أوروبا مجتمعةً، لم تتنبّه لخطر التطرّف بعد؟ إسلامياً كان أو غير ذلك، خصوصاً بعد أحداث 11 أيلول في نيويورك؟ سؤال نتركه لدى مَن يقرأ بين السطور.

وفي جولتنا على الصحف الغربية الصادرة أمس، اخترنا باقة من المواضيع والتقارير، تمحور بعضها حول «القاعدة» و«داعش»، والبعض الآخر حول أحداث باريس الأخيرة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى