قنديل لـ«توب نيوز»: أحداث باريس مؤامرة لتدمير الدول وترجمة الفوضى الخلاقة
تساءل رئيس تحرير صحيفة «البناء» اللبنانية ناصر قنديل عن النتائج السلبية في ما لو سقطت بلدتا نبل والزهراء في ريف حلب الشمالي اللتان يقطنهما أكثر من 50 ألف نسمة! وكيف ستتصرف «جبهة النصرة» مع هاتين البلدتين اللتين تقطنهما غالبية شيعية مع بعض العائلات العلوية بغير الذبح وارتكاب المجازر الكبرى! وماذا ستُنتج المجزرة؟».
وأضاف في هذا السياق: «ليست القيمة هنا هي المكانة العسكرية لهاتين البلدتين بل ما سيترتب عليهما، إذ إنها ستكون المجزرة التي لا يشبهها شيء في الحرب على سورية».
ونوه قنديل إلى «أننا كنا أمام مجموعة من الأعمال النوعية، فالتفجير في جبل محسن كان في اليوم نفسه الذي كانت تُبحث فيه قضية الدعوى المقامة من النيابة العامة بحق رئيس الحزب العربي الديمقراطي وزعيمه علي عيد وفي مقاهٍ ترتادها كوادر هذا الحزب بواسطة انتحاريين من حي قريب للجبل في طرابلس على خلفية ذاكرة فيها اشتباكات مديدة ونهر من الدماء».
وتساءل قنديل: «ماذا لو كان المنفذان من جنسيتين مختلفتين؟ وهل يكون رد الفعل نفسه من ناحية التخطيط؟! بالتأكيد لا، ولكن من يقوم بالتخطيط يعرف جيداً ماذا يعني الفارق بين أن تكون جنسية المنفذين لبنانية أو من غير دولة، والأمر نفسه في فرنسا لجهة أن المنفذين من جنسية جزائرية، فلماذا الاختيار للهدف وتأثيره؟!».
وأشار قنديل إلى أن «صحيفة «شارلي إيبدو» معروفة بعدائها وعنصريتها وتحريضها ضد المسلمين، وأن من يديرها مجموعة صهيونية متعصبة وهي امتداد للشراكة بين شارلي إيبدو وبرنار ليفي الذي هو عراب الحركة الثورية الصهيونية لتدمير الدول وإسقاط المجتمعات وترجمة نظرية الفوضى الخلاقة».
ولفت قنديل إلى «أن ما حصل هو مؤامرة، والمؤامرة هي أن تضع جهة ما خُطة لا تعبر مباشرة عن أهدافها ولا تعلن مسؤوليتها عنها، فالسؤال الأساسي هو: هل تملك «إسرائيل» القدرة على أن تظهر في الأحداث التي يشهدها العالم والمنطقة بصفتها صاحبة خطة؟».
وأكد أن الفشل ليس عدم وجود خطة، بل هو حُسن تعامل الطرف المستهدف في تفويت الفرصة على نجاح الخطة، موضحاً أنها «استقدام الإخوان المسلمين ليتكفلوا بسورية ولبنان واستطراداً إشعال حرب عالمية مع إيران، وبتحالف مع «إسرائيل» ودعم من قطر وتركيا و»النصرة»».
وشدد قنديل على أن «الصمود السوري هو الذي أحدث التغيير وفاق التوقعات لقدرة الجيش العربي السوري على التحمل والصمود، والذي أفشل الخلطة الطائفية بكل دعائمها، والذي عجزت فيه عن إيجاد غالبية سنية في حلب ودمشق تقف إلى جانب المشروع «الإسرائيلي» المقتع باسم الإخوان». ولفت إلى «أن اختيار الجنسية الجزائرية للمنفذين هو لإنتاج حرب أهلية، جذورها جمر تحت الرماد منذ 11 أيلول في كل أوروبا، وتنمية التطرف الذي أرسل عناصر إرهابية فرنسية إلى سورية، في مقابل مناصري خطاب «شارلي إيبدو» الذي جعل اليهود ومعهم المتطرفين من المسيحيين يقومون بحرق المساجد في الأحياء الفرنسية التي تسكنها أصول مغاربية وجزائرية».
وأضاف قنديل: «هذا يشبه ما كان مطلوباً في نبل والزهراء، ليكون قد جُهز رد على ذلك بالطريقة الفرنسية، وهذا الذي أفشله الوعي في كل من جبل محسن والتبانة، والذي ساهم في سقفه وأرضيته حوار حزب الله مع المستقبل والجيش اللبناني».