مدفيديف يأمل بتطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي قريباً

أعرب رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف عن أمله في أن تتمكن روسيا قريباً من تطبيع العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.

وقال مدفيديف أمس خلال منتدى «غيدار» الاقتصادي إن بلاده تقيّم العلاقات التي بنيت مع أوروبا الشريك التجاري الرئيسي، مشيراً إلى أن العالم المعاصر يملي ضرورة التحرك الفعال في جميع الأسواق الإقليمية، معتبراً أن رفع القدرة التنافسية للاقتصاد الروسي غير ممكن من دون تعزيز العلاقات الدولية.

وقال مدفيديف إن بلاده ستعرض في السوق منتجات ابتكارية فريدة، مضيفاً أن هناك اقتراحات قيد الإعداد بهذا الشأن، وأن روسيا تملك فرصة لبناء صناعة جديدة من الصفر، مشيراً على سبيل المثال إلى مجالات التقنيات الصناعية والحيوية، واستخدام الموارد المتجددة، وإنتاج المواد المركبة.

وفي ما يخص العلاقات مع أوكرانيا أكد رئيس الحكومة الروسية أن موسكو تملك الحق القانوني في مطالبة كييف بالتسديد المبكر للقرض الذي قدمته روسيا لها في نهاية عام 2013 وقدره 3 مليارات دولار.

ولفت إلى أن أحد شروط تقديم ذلك القرض كان ألا يتجاوز حجم الدين العام الأوكراني 60 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، وقال: «اليوم انتهك هذا الشرط. لهذا، ومهما قالت القيادة الأوكرانية، لدينا الأسس القانونية للمطالبة بالتسديد المبكر للقرض، أي أن تنفذ أوكرانيا التزاماتها الدولية».

جاء ذلك بعد يوم على دعوة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إيجاد حل متكامل للمشكلات التي تراكمت في العلاقات السياسية والاقتصادية بين روسيا والاتحاد الأوروبي بسبب الأزمة الأوكرانية.

وفي لقاء تقليدي مع سفراء دول الاتحاد ورئيس ممثليته في موسكو فيغاوداس أوشاتسكاس، أكد لافروف تمسك بلاده بتطوير علاقات ذات منفعة متبادلة مع هذه المنظمة، مشيراً إلى ضرورة عدم التباطؤ في إطلاق إصلاح دستوري شامل في البلاد في أوكرانيا.

وشدد لافروف على أهمية ضمان وقف إطلاق النار في منطقة النزاع جنوب شرقي أوكرانيا، وتخفيف آثار الكارثة الإنسانية هناك، إضافة إلى ضرورة وقف تهميش حقوق بعض فئات المجتمع الأوكراني.

وأعلن برلماني أوكراني عن «الجبهة الشعبية» كتلة رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك أن الكتلة بصدد تقديم طلب لفرض الأحكام العرفية في شرق أوكرانيا وإنهاء حالة وقف إطلاق النار هناك.

وقال عضو الكتلة رومان زاستافني للصحافيين أمس: «نحن نتقدم بطلب لرئيس الدولة بيترو بوروشينكو لإنهاء حالة وقف النار»، وشدد على أن الكتلة تصر على فرض الأحكام العرفية في شرق أوكرانيا.

ودعا ياتسينيوك المجتمع الدولي إلى إدراج «جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين» في شرق أوكرانيا على قائمة التنظيمات الإرهابية. كما طالب مسؤولي وزارة العدل وجهاز الأمن الأوكراني والنيابة العامة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتصنيف «دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين» ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.

من جهة أخرى أعلن ليونيد ماتيوخين المتحدث الرسمي باسم الحملة الأمنية الأوكرانية أنه لا يستبعد أي سيناريو لتطور الأحداث في شرق أوكرانيا بعد حادث قصف الحافلة، مشيراً في ذات الوقت إلى نية القيام بـ «كل ما في وسعه من أجل أمن المواطنين».

في السياق، أعربت موسكو عن قلقها العميق إزاء مقتل ركاب حافلة شرق أوكرانيا الذي يأتي في سياق انتهاك وقف إطلاق النار بمنطقة الدونباس، مشيرة إلى أن كثافة عمليات القصف في دونباس اكتسبت طابعاً متكرراً.

وقال وزير الخارجية الروسي «نحن نصرعلى إجراء تحقيق دقيق وموضوعي في استهداف حافلة الركاب قرب دونيتسك ونأمل أن تقوم بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الموجودة هناك بالإجراءات المناسبة بشكل عادل».

وحذر لافروف قيادة أوكرانيا من محاولات العودة إلى السيناريو العسكري لتسوية الأزمة، مؤكداً أن الطريق الوحيدة لتسوية هذا النزاع تتمثل في الحوار المباشر والوسائل السلمية فقط، مؤكداً ضرورة تنفيذ اتفاقات مينسك بشكل كامل ونزيه.

وأضاف أن وزراء خارجية روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا دعوا إلى عقد اجتماع لمجموعة الاتصال بأسرع وقت ممكن، مؤكداً أن مجوعة الاتصال هي الإطار الوحيد الذي يجمع طرفي النزاع كليهما والذي وضعت فيه اتفاقات مينسك.

ودعا الوزير الروسي إلى ضرورة توظيف إمكانات مجموعة الاتصال بالكامل، مؤكداً أن الغرب بدلاً من التحقيق في مختلف الجرائم والكوارث في أوكرانيا يحاول مباشرة توجيه أصابع الاتهام إلى قوات «الدفاع الشعبي» أو روسيا واستخدام مثل هذه الذريعة لفرض عقوبات معينة وتشديد المواقف الخاصة بتسوية هذه الأزمة.

وفي شأن آخر، أعلنت السفارة الأميركية في كييف أمس أن الأسطولين الأميركي والأوكراني أجريا تدريبات عسكرية في البحر الأسود.

وأوضحت السفارة أن هذه التريبات أجريت يوم الأحد الماضي، وشارك فيها الطراد الأميركي الصاروخي «دونالد كوك» والفرقاطة الأوكرانية «غيتمان ساغايداتشني».

وتضمنت التدريبات البحرية الأميركية الأوكرانية سيناريوهات عمل عدة، بهدف رفع مهارات الأسطولين بما في ذلك انتقال البحارة من سفينة إلى أخرى وأساليب المناورة التكتيكية، إضافة إلى محاكاة عملية الحماية من هجوم باستخدام المروحيات من الفرقاطة «غيتمان ساغايداتشني».

وقالت السفارة الأميركية إن «مشاركة الطراد الأميركي الصاروخي «دونالد كوك» في هذه التدريبات أظهرت الصلات الوثيقة بين قوات البحريتين، ووجوده في البحر الأسود يستعرض استعداد الولايات المتحدة للتعاون الوثيق مع شركائها من أجل زيادة الأمن البحري والاستقرار في المنطقة».

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية فيكتور كوشنير أعلن في وقت سابق أن قوات بلاده المسلحة ستشارك عام 2015 في 11 تدريباً دولياً مشتركاً، أكبرها سيكون التدريب الأميركي الأوكراني السنوي «Sea Breeze».

جدير بالذكر أن البرلمان الأوكراني أقر قانوناً بشأن إلغاء وضع البلاد الحيادي خارج الأحلاف، واستؤنف توجه أوكرانيا نحو الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إلا أن «الناتو» لا يقبل في عضويته دولاً لديها نزاعات حدودية مع دول أخرى، ذلك أن أوكرانيا تطالب بالقرم الذي أصبح جزءاً من روسيا بعد الاستفتاء الذي جرى هناك في شهر آذار من العام الماضي. ويفترض الخبراء بهذا الشأن أن أوكرانيا لن يكون بمقدورها الترشح لعضوية حلف الناتو في العشرين سنة المقبلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى